كلنا ملعونون .. كلنا خائنون .. كلنا أفاقون .. كلنا كسالي ومرابون لا أستثني أحدا .. نرابي بأرصدة الروح العربية في بنوك أعدائنا ، ونقدم الرصيد بعملة الشهادة دما نقيا وأرواحا طاهرة ، ولا يهم إن كانوا أطفالا ، أو شبابا ، أو شيوخا .. لا يهم إن كانوا إخوة لنا في الدين أو العرق ، لا يهم إن كانوا قد جاروا أو أجير عليهم ، لا يهم إن كانوا قد غاروا أو أغير عليهم ، كلنا جبناء مراءون ، ووالله لم نعد نرائي عدوا حقيرا أو نخاف جيشا هزيلا بل إننا قد صرنا نخشي حتي الفئران في الجحور بل والنمل في الثكنات ، لم يعد هناك شيئا لا نخافه من شدة جبننا ، فّإذا كان هذا هو الحال فإلي أين المآل ..؟
إن أمة هذا حالها لهي أمة ميتة مهما خرج منها من أنفاس أو بدي عليها من حراك ، إنما هذه الأنفاس لهي زفرات إخراج الروح وهذا الحراك إنما هو حراك ما قبل السكون الأبدي .
إننا نحن العرب والمسلمون في محنة مختبئون في ظل ورقة من التوت تتكشف عوراتنا كلما سقط شهيد هنا أو وقعت مذبحة هناك .. واليوم تكشفت مجددا كل العورات في مذبحة غزة التي تأوهنا عليها ولطمنا خدودنا ومصمصنا شفاهنا واجحظنا لها عيوننا مندهشين كأنها المرة الأولي التي نذبح فيها أو يمثل بأبنائنا ، وما تاريخ الصهيونية العالمية منا ببعيد .
ستون عاما هو عمر إسرائيل وهو نفس عمر مهانتنا وفضيحتنا وكشف عوراتنا وترويع أمننا وانتهاك حرماتنا واغتصاب أرضنا وتشويه صورتنا وتحريف تاريخنا .
ستون عاما هو عمر الصهيونية القذرة في أرض العرب وقد تلازم عمرها مع عديد وقائع الذبح والقتل ، فهل هناك عربي أيا ما كان لا يعرف مذبحة دير ياسين واللد وعيلوط والطنطورة والصفصاف و صابرين وأبوزعبل وبحر البقر والجولان، من منا ينسي أولي مجازر الصهيونية في أرض فلسطين الحبيبة وهي مجزرة قبية عام 1955 حينما قتلت الوحدة 101 بقيادة الشيطان شارون العشرات من الأطفال والنساء ودمرت منازلهم علي رؤوسهم في محاولة لردع الفدائيين عن مهاجمة المحروسة اسرائيل ..!!
ومجازر الصهيونية في كفر قاسم بحق 48 مدنيا هم مواطنون في اسرائيل بغية حمل أهالي المثلث الجنوبي للنزوح حفاظا علي الصبغة اليهودية للدولة ومذبحة قرية السموع بقضاء الخليل عام 1966 علي الخلفية ذاتها ..!!
وفي حرب عام 1967 ارتكب جيش إسرائيل الصهيوني البغيض عمليات قتل في قرى الجولان السوري المحتل، فيما اقترفت تل أبيب مجزرتين بحق المدنيين المصريين خلال حرب الاستنزاف، وفي الـ11 من فبراير/شباط نفذ الجيش الإسرائيلي مجزرة أبو زعبل بمنطقة القاهرة وقتل 69 عاملا مصريا فيما جرح مائة آخرون, تلتها مذبحة أخرى في الثامن من أبريل/ نيسان 1970 هي مذبحة مدرسة بحر البقر بالشرقية قتل خلالها 46 طالبا بالصف الأول وجرح 16 آخرون ، وفي حرب لبنان الأولى عام 1982 تحملت القوات الإسرائيلية بقيادة وزير الدفاع وقتذاك أرييل شارون مسؤولية مجزرتي صبرا وشاتيلا اللتين قتلا فيهما نحو 1600 شخص ، وشهدت مخيمات لبنان مجازر مختلفة خلال الاجتياح فيما تعرضت قرية قانا الجريحة إلى مجزرة سابقة خلال عملية "عناقيد الغضب" يوم 18 أبريل/ نيسان 1996 قتل فيها 109 مدنيا لبنانيا كثيرون منهم أطفال ونساء احتموا داخل مقر لقوات الأمم المتحدة.
وفي منطقة البريج حين توغل الجيش الإسرائيلي في غزة في ابريل من هذا العام 2008 أيضا وقتلت ثماني شهداء منهم ثلاثة أطفال وأصابت 19 واليوم حقا إن الشهداء تخطوا المائتين ولكن مهما كان العدد فلن يكون أكثر من كل هذه المجازر التي سقناها .
إذن ولكل ما تقدم ألا زلنا نري أننا أحياء ؟! أما زلنا نري أن لدينا كرامة أو نملك حقا إرادة ؟! لقد اختزلت كل مقومات رجولتنا وكل دلائل كرامتنا فيما أطلق عليه العقلاء الحوار السياسي والخيار الاستراتيجي ، ولقد متنا .. أقسم بالله أننا متنا .. فياربي أرسل طيرك الأبابيل علي رأس اسرائيل ولا تنتظر أن يخرج منا شريفا نبيلا يدافع كما الرجال عن أرض حماها الرجال وسكنها الرجال ، فيا إسرائيل سأسوق عليك القهار ويا ويلك من طيره الأبابيل .