يسمعه الجنين، فننصح كل أم بأن تقرأ القرآن بصوت مرتفع قليلاً كل يوموبخاصة في الأشهر الأخيرة للحمل.
إن الدراسة الجديدة - وبعكس التفسيرات الجامدة - تؤكد أهمية مرحلةوجود الجنين في رحم الأم فيما يتعلق بتطور اللغة لديه لاحقا". فالمواليدالجدد ينزعون إلى تقليد أمهاتهم بغرض لفت اهتمامهن وتعزيز الصلة بهن عن طريق تقليدإيقاعاتهن الصوتية لأن المواليد الجدد قد لا يمتلكون وسيلة غير ذلك وهو ما يفسرتقليدهم للإيقاعات الصوتية للأم في مرحلة مبكرة من أعمارهم.
البروفسور نوام شومسكي عالم اللغة الشهير يؤكد أن الطفل مصمم ليتعلماللغة وينطق بها، فهو يتمتع بذكاء فطري وقد تمت تهيئته لذلك منذ أن كان نطفة!
البكاء هو أول لغة يتعلمها الإنسان للتعبير عن احتياجاته، ويقولالعلماء إن الطفل خلال الخمس سنوات الأولى من عمره يتعلم بحدود 5000 كلمة! إنالطفل يمتلك قدرة فطرية على تنظيم الكلمات العشوائية، فسبحان هذا الخالق العظيمالذي كرّم الإنسان ومنحه هذه القدرات، ولكن للأسف عندما يكبر يستخدمها لمحاربةخالقه والإفساد في الأرض وإنكار وجود الله، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَاالْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَفَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) [الانفطار: 6-8].
تجارب على الطيور
قام العلماء بتجربة مثيرة وهي عزل طير مغرد وحجبه عن أبويه في غرفةمنعزلة تماماً، وكانت النتيجة أنه لم يتعلم التغريد، بل أصبح له صوت غير محبب يشبهالنعيق! ولكن التجربة لم تنته بعد.
لقد جعل العلماء هذا الطائر يتكاثر مع أنثى وأخذوا البيوض وجعلوهاتفقس في مكان وجود الأب، وكانت النتيجة أن الطيور الجديدة تعلمت صوت الأب وأصبحلها صوت :نعيق" يشبه صوت الأب إلى حد ما. ولكن العلماء أخذوا الطيور الجديدةوجعلوها تتكاثر لمرتين وكانت المفاجأة أن الجيل الرابع من الطيور تعلم التغريد!
فما تفسير ذلك، التفسير العلمي أن غريزة التغريد موجودة مع الطيوروتُخلق معه،و يمكن أن تتعطل مؤقتاً ولكنها سرعان ما تعود وتنشط، وهذا أيضاً يناقضالتطور المزعوم!!
أصول اللغة تكمن في الجينات
بعد دراسات طويلة تبين للعلماء ومن خلال تجارب على أناس تعطلت لديهمالقدرة على الكلام بنتيجة حادث ما، وتجارب أخرى على أناس لديهم خلل وراثي فيالنطق، تبين أن اللغة تكمن في الشريط الوراثي المسمى DNA وتحديداً في جينة تدعىFoxP2 هذه الجينة موجودة لدى الكائنات ولكنها فيالإنسان لها شكل مختلف، ويقول العلماء إن شكل الجينة المميز لدى الإنسان بدأ معظهور الإنسان على الأرض.
علّمه البيان
لقد أنزل الله سورة عظيمة وهي السورة الوحيدةالتي تحمل اسماً من أسماء الله الحسنى، إنها سورة الرحمن التي يقول فيها تباركوتعالى: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَالْقُرْآَنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) [الرحمن: 1-4]، هذه الآيات تعلمنا كيف منّالله على الإنسان بنعمة "البيان" فلم يقل "علمه الكلام" لأنتعلم الإنسان للغة أو الكلام ليس كافياً إنما يجب عليه ربط الكلمات ببعضهاواسترجاعها عند الضرورة.
فالإنسان لديه مركز مهم جداً وبدونه لا يمكنهالتعبير، إنه مركز استرجاع الكلمات ويقع في منطقة الناصية في مقدمة الدماغ! ولذلكنجد النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على أهمية هذا المركز بل ويسلمه لله تعالى فيدعائه فيقول: (ناصيتي بيدك)، فعندما يتعطل هذا المركز فإن الإنسان لا يفقد القدرةعلى الكلام بل يتكلم، ولكن لا يستطيع الربط بين الكلمات، وبالتالي يفقد قدرته علىالبيان والإيضاح والتعبير، ولذلك قال تعالى: (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ).. فسبحان الله!
اختلاف ألسنتكم
لقد لاحظ العلماء أن الإنسان لديه قدرة فطريةعلى تطوير اللغة!! فقد قاموا بتجربة ومحاولة لتعليم طلاب لغة جديدة عشوائية، أيوضعوا كلمات بحروف عشوائية لا معنى لها وليس بينها أي رابط، ووجدوا أن الطلاب لميتمكنوا من تعلم أي كلمة من هذه الكلمات.
ولكن بعد مرور عدة أشهر استطاع الطلاب تغييرهذه الكلمات عشوائية الحروف وتنظيمها بحيث يسهل حفظها، وبعد زمن تم تناقل هذهالكلمات من طلاب لآخرين (من مجموعة لأخرى) وكل مجموعة كانت تجري تعديلات علىالكلمات حتى أصبحت الكلمات منطقية وسهلة الحفظ، وهذه العملية تمت بشكل لاإرادي.
وهكذا استنتج العلماء أن الإنسان مزود بنظامخاص قادر على تطوير اللغة خلال أجيال متعددة وهذا ما يفسر سرّ اختلاف اللغات حيثيوجد في العالم اليوم أكثر من أربعة آلاف لغة.
هناك آية عظيمة تشير إلى هذه الحقيقةوتعتبرها معجزة من معجزات الخالق عز وجل: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُأَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الروم: 22].
فكما أن ألوان البشر تختلف من بيئة لأخرى كذلك تختلف اللغة من بيئةلأخرى، وأصول التغيير تكمن في جينات الإنسان في أعماق خلاياه، وهذه الآية تذكرنابنعمة الله على البشر، وأن هذه المعجزات ينبغي أن تكون وسيلة للعلماء لمعرفة اللهتعالى ولذلك قال: (إِنَّ فِي ذَلِكَلَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ)... نسأل الله تعالىأن نكون من عباده العلماء الذين قال في حقهم: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّاللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [فاطر: 28].
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله وصحبه وسلم