تذكير بماهية الاقسام التحضيرية للمدارس العليا لمن لا يعرفها

الموضوع: تعريف بالاقسام التحضيرية للمدارس العليا

قلة منا من سمع عن الاقسام التحضيرية المغربية, اللهم التلاميذ الذين يلجونها او من لديهم اقارب يدرسون بها. اما المصطلح العامي المتداول لهذه الاقسام فهو Math Sup . لكن ما هي، وما هو برنامجها ومنهاجها التعليمي؟

الاسم الرسمي بحسب وزارة التربية الوطنية والشباب المغربية :

بالعربية : الأقسام التحضيرية للمدارس والمعاهد العليا

بالفرنسية:Classes Préparatoires aux Grandes Ecoles

و هو نظام تعليمي يلجه التلاميذ الحاصلون على باكالوريا يتم انتقاؤهم بحساب مجموع معدلاتهم في مواد معينة بحسب اختصاص الأقسام التحضيرية التي يود المترشح ولوجها. والتخصصات فيها متعددة كما يوضح الجدول أسفله :



اقسام السنة الاولى من الاقسام التحضيرية
الباكالوريا المطلوبة
نسبة التلاميذ المطلوبين من كل شعبة

الرياضيات و الفيزياء و علوم المهندس MPSI
علوم رياضية

علوم فيزيائية

علوم الحياة و الارض
90 في المائة

5 في المكائة

5 في المائة

الفيزياء و الكيمياء و علوم المهندس PCSI


علوم رياضية

علوم فيزيائية

علوم الحياة و الارض و علوم زراعية
40 في المائة

4 0 في المكائة

20 في المائة

البيولوجيا و الكيمياء و الفيزياء و علو الارض BCPST
علوم رياضية

علوم فيزيائية

علوم الحياة و الارض و علوم زراعية
20 في المائة

20 في المائة

60 في المائة

التكنولوجيا و العلوم الصناعية TSI
العلوم و التكنولوجيا الكهربائية

العلوم و التكنولوجيا الميكانيكية
50 في المائة

50 في المائة

الاقتصاد و التجارة التخصص التكنولوجي ECT
العلوم الاقتصادية

علوم التدبير المحاسباتي

العلوم الرياضية

العلوم التجريبية
50 في المائة

30 في المائة

10 في المائة

10 في المائة

الاقتصاد و التجارة التخصص العلمي ECS
العلوم الرياضية

العلوم التجريبية
50 في المائة

50 في المائة

الاداب و العلوم الانسانية
الاداب و العلوم الانسانية

التعليم الاصيل

علوم الاقتصاد و التدبير

العلوم الرياضية

العلوم التجريبية
60 في المائة

10 في المائة

10 في المائة

10 في المائة



مدة الدراسة في الأقسام التحضيرية تستمر لمدة سنتين، بعدها يجتاز تلاميذها في السنة الثانية مباراة موحدة شاملة للبرنامج الدراسي الذي تمت دراسته خلال السنتين، بعدها يتمكن التلميذ الناجح من ولوج عدد من المدارس والمعاهد العليا لتكوين مهندسي الدولة العمومية كالمدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك والمدرسة الحسنية للأشغال العمومية بالدار البيضاء والمدرسة المحمدية للمهندسين والمدرسة الوطنية للصناعة والمعادن بالرباط ... إلى آخره.

كانت هذه لمحة تقنية خاطفة عن الأقسام التحضيرية في المغرب، لكن ماذا عن برنامجها الدراسي وعن أجوائها الدراسية؟

يتم تدريس العديد من المواد العلمية النظرية في تخصص "الرياضيات العليا" كالرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلوم المهندس والمواد الأدبية كالفلسفة الفرنسية و الترجمة والثقافة العربية واللغة الإنجليزية. يهدف هذا المنهاج الدراسي إلى تكوين مهندس يملك أدوات التحليل العلمي المنطقي ويجيد التواصل مع الآخرين بسهولة، بحيث يكون مهيئا للتعامل مع المسائل والمشاكل المستقبلية ومواجهة كافة التحديات التي تفرضها طبيعة عمل المهندس. فالمهندس يفترض فيه أن يكون سريع البديهة أمام أي معضلة قد يواجهها في خلال العمل، فالمطلوب منه دائما إيجاد حلول جيدة في وقت وجيز وبأقل تكلفة. ا

ذن فالتحكم بهذه المتغيرات الثلاث (المشكل، الزمن، التكلفة) يوجب على المرء أن يكون ذا رصيد معرفي علمي غني يمكنه من التصرف بشكل صحيح.

يشمل مقرر الرياضيات في الأقسام التحضيرية كلا من الجبر والتحليل من حل المعادلات والنظمات ذوات المجاهيل المتعددة إلى الفضاءات المتجهية مرورا بالمجموعات العددية والتطبيقات الرياضية...

أما مقرر الفيزياء فيضم العديد من الفروع كالميكانيكا والبصريات ودراسة الموجات الكهربائية والكهرومغناطيسية والإلكترونيك والكهرباء العامة ودراسة الحركية الحرارية والانتشار الحراري ومبادئ الفيزياء النووية... في حين يضم مقرر الكيمياء كلا من الكيمياء العضوية والكيمياء التحليلية.

هذا بالنسبة للمقررات العلمية، أما بالنسبة للمقررات الأدبية فليس هناك مقرر موحد وواضح إلا بالنسبة للفلسفة الفرنسية، حيث تفرض 3 روايات باللغة الفرنسية تكون ذات طابع فلسفي تعرض للدراسة والتحليل، وتبقى المواد الأخرى تحت اجتهاد الأستاذ.

معظم مقررات الأقسام التحضيرية هي مستوردة من فرنسا من دون أدنى تعديل. يعتمد التلميذ خلال السنتين الدراسيتين بالأقسام التحضيرية على عدد من كتب الدروس والتمارين والمسائل المشهورة في ذاك الوسط والمتوارثة جيلا بعد جيل، وكلها كتب باهظة الثمن قد تصل إلى 1000 درهم للكتاب الواحد، لولا نعمة آلة النسخ التي تجعله ثمنه يصل إلى أقل من 50 درهما.

خلال الدراسة يسود جو من التنافس الشديد والتحدي القوي بين التلاميذ من أجل جمع أكبر عدد من المعلومات وإغناء الرصيد العلمي حتى يتسنى له اجتياز المباراة الوطنية بارتياح، من خلال البحث عن المسائل النادرة والتدرب على المسائل الكلاسيكية، فالمباراة تشمل برنامج مقرري السنة الأولى والثانية، مما

يجعل المهمة تتسم بنوع من الصعوبة شيئا ما خصوصا حين يقترب موعد المباراة.

يبقى التذكير فقط إلى أن روح المغامرة والتحدي في الأقسام التحضيرية هو السيد السائد على أجواء الدراسة، ولا مجال للاستسلام حتى ولو أحس التلميذ بالتعب أو الإحباط أو القلق، فهذه مشاكل عادية يمر بها أي إنسان ولا بد من المرور بها حتى تكتسب تجربة جميلة وغنية في الحياة تؤهلك لخوض غمار عالم التسيير والمقاولات والصناعة بنفس طويل وعزيمة لا تضاهى.