الأصل الأول من الأصول الاعتقادية هو الإيمان
بالله ،
وهذا الأصل هو أهمّ الأصول الاعتقادية والعملية ، وعليه مدار
الإسلام ، وهو
لبّ القرآن ، ولا نبالغ إذا قلنا : إنّ القرآن كلّه حديث عن هذا
الإيمان ،
لأنّ القرآن إمّا حديث مباشر عن الله تعالى : ذاته وأسمائه ،
وصفاته ،
وأفعاله ، كآية الكرسي ، وسورة الإخلاص .
وإمّا دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له ، وترك
ما يُعبد
من دونه من آلهة باطلة ، وهذا كله تعريف بالله ، ودعوة للقيام
بحقّه ،
ونهيٌ عن صرف ذلك لغيره .
وإما أمر بطاعته سبحانه ، ونهي عن معصيته ،
وهذا من
لوازم الإيمان .
وإمّا إخبار عن أهل الإيمان وما فعل بهم في
الدنيا من
الكرامة ، وما يثيبهم به في الآخرة ، وهذا جزاء أهل الإيمان بالله .
وإمّا إخبار عن الكافرين ، وما فعل الله بهم في
الدّنيا
من النكال ، وما سيفعل بهم في الآخرة في دار العذاب ، وهذا جزاء من
أعرض عن
الإيمان .
فالقرآن كله حديث عن الإيمان بالله ، يوضح هذا
أننّا
نجد أنّ ذكر الله قد تكّرر في القرآن باسم من أسمائه ، أو صفة من
صفاته
(10062) مرة أي في الصفحة الواحدة قرابة عشرين مرة في المتوسط .
إننا نستطيع أن نقول : إنّ الإيمان بالله
بالنسبة لبقية
الأصول والفروع كأصل الشجرة بالنسبة للسوق والفروع ، فهو أصل
الأصول ،
وقاعدة الدّين ، وكلما كان حظ المرء من الإيمان بالله عظيماً كان
حظه في
الإسلام كبيراً .
مسائل الإيمان بالله :
مسائل هذا الباب التي لا بدّ للباحث من عرضها
وتمحيصها
هي :
أولاً : أدلة وجود الله – تعالى – وردّ الشبهات التي
تثار حول هذا الموضوع .
ثانياً : التعريف بالله – سبحانه – وهذا يتمّ في القرآن
من خلال طريقتين :
1- بيان ما في المخلوقات من إبداع وإعجاز تدل
على عظيم
قدرة الله وبديع صنعه .
2- دراسة الآيات القرآنية التي تتحدث عن الله
حديثاً
مباشراً : ذاته ، وأسمائه ، وصفاته ، وأفعاله .
ثالثاً : توحيد الله وحده لا شريك له ، ونبذ ما يعبد من
دونه .
رابعاً : نظرة
في
تاريخ العقيدة الإلهية ، وتحقيق القول في ذلك .