سبحان الله و بحمدهعدد خلقه .. و رضى نفسه .. و زنة عرشه .. و مداد كلماتهسبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم (الـحــديـثـــــــ الشريف)
ما جاء في صفة طير الجنةحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا الْكَوْثَرُقَالَ ذَاكَ نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ اللَّهُ يَعْنِي فِي الْجَنَّةِ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ وَ أَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ فِيهَا طَيْرٌ أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْجُزُرِ قَالَ عُمَرُ إِنَّ هَذِهِ لَنَاعِمَةٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَكَلَتُهَا أَحْسَنُ مِنْهَا
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ هُوَ ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ قَدْ رَوَى عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
قَوْلُهُ : ( أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ) بْنِ قَعْنَبٍ الْقَعْنَبِيُّ الْحَارِثِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِيُّ أَصْلُهُ مِنْ الْمَدِينَةِ وَسَكَنَهَا مُدَّةً ثِقَةٌ عَابِدٌ مِنْ صِغَارِ التَّاسِعَةِ
( عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ )
بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ الْمَدَنِيِّ اِبْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ صَدُوقٌ لَهُ أَوْهَامٌ مِنْ السَّادِسَةِ
( عَنْ أَبِيهِ ) أَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ الزُّهْرِيِّ الْمَدَنِيِّ , كُنْيَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ أَخُو الزُّهْرِيِّ,الْإِمَامُ ثِقَةٌ مِنْ الثَّالِثَةِ مَاتَ قَبْلَ أَخِيهِ .
قَوْلُهُ : ( ذَاكَ نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ اللَّهُ )
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسٍ : بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ غَفَا إِغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا فَقُلْنَا : مَا أَضْحَكَك يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " نَزَلَتْ عَلَيَّ سُورَةٌ " , فَقَرَأَ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاك الْكَوْثَرَ } . إِلَى آخِرِهَا ثُمَّ قَالَ : " أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ ؟ " قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ : " فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " الْحَدِيثَ
( يَعْنِي فِي الْجَنَّةِ ) هَذَا قَوْلُ الرَّاوِي . وَرَوَى الْحَاكِمُ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا : " الْكَوْثَرُ نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ تُرَابُهُ مِسْكٌ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ " الْحَدِيثَ
( فِيهِ ) أَيْ فِي ذَلِكَ النَّهْرِ أَوْ فِي أَطْرَافِهِ
( طَيْرُ أَعْنَاقِهَا كَأَعْنَاقِ الْجُزُرِ ) بِضَمِّ الْجِيمِ وَالزَّايِ جَمْعُ جَزُورٍ وَهُوَ الْبَعِيرُ
( إِنَّ هَذِهِ ) أَيْ الطَّيْرَ فَإِنَّهُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ
( لَنَاعِمَةٌ )
أَيْ سِمَانٌ مُتْرَفَةٌ كَذَا فِي النِّهَايَةِ
( أَكَلَتُهَا )
ضُبِطَ فِي النُّسْخَةِ الْأَحْمَدِيَّةِ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْكَافِ وَاللَّامِ وَبِمَدِّ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الْكَافِ . فَعَلَى الْأَوَّلِ جَمْعُ آكِلٍ اِسْمُ فَاعِلٍ كَطَلَبَةٍ جَمْعِ طَالِبٍ . وَالْمَعْنَى مَنْ يَأْكُلُهَا , وَعَلَى الثَّانِي مُؤَنَّثُ أَكْلٍ وَصِيغَةُ الْوَاحِدِ الْمُؤَنَّثِ قَدْ تُسْتَعْمَلُ لِلْجَمَاعَةِ .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ )
وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ وَلَفْظُهُ : " إِنَّ طَيْرَ الْجَنَّةِ كَأَمْثَالِ الْبُخْتِ تَرْعَى فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ " , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ الطَّيْرَ نَاعِمَةٌ فَقَالَ : " أَكْلَتُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا " قَالَهَا ثَلَاثًا " وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَأْكُلُ مِنْهَا " كَذَا فِي التَّرْغِيبِ .
وصلى اللهم وسلم على محمد واله وصحبه اجمعين