وعاشروهن بالمعروفأعوذ بالله من الشيطان الرجيم الحمد لله الذي خلق الذكر والأنثى، من نطفة إذا تُمنى،
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن الله عز وجل خلق لنا من هذه الدنيا أزواجاً نسكن إليها،
وجعل المودة والرحمة دوحة نستظل بها. ورغبة في تجديد ما تقادم من المعلومات،
وتذكير من غفل من الإخوان والأخوات، فإن الحقوق الزوجية عظيمة ويترتب عليها أمور مهمة
قال الله سبحانه و تعالى :
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً
وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} النساء:19وهذه المرأة - أخي المسلم - التي تحت يدك أمانه عندك،
ومسئول عنها يوم القيامة، هل أديت حقوقها أم فرطت وضيّعت ؟!
ومن أهم حقوقها ما يلي [أولاً : الوصية بالنساء خيراً امتثالاً لقول الله سبحانه و تعالى :
[
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} وقول الرسول :
(استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خُلقت من ضلع ،
وإن أعوج ما في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تُقيمه كسرته ،
وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء متفق عليه.
وعنه صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم أنه قال :
( اللهم إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم، والمرأة رواه أحمد.
ثانياً : إعطاؤها حقوقها وعدم بخسها ، فعن معاوية بن حيدة قال :
قلت: يا رسول الله ، ما حق زوجة أحدنا عليه ؟
فقال عليه الصلاة والسلام :
[
]أن يطعمها إذا طعم، ويكسوها إذا اكتسى ، ولا يضرب الوجه ،
ولا يقبح، ولا يهجر إلا في البيت ) رواه أحمد
[[وبعض الناس يأخذه الكرم والسخاء مع الأصدقاء وينسى حق الزوجة ،
مع أن المرء يؤجر على إنفاقه في بيته أعظم من غيره ،
كما روى ذلك أبو هريرة أن رسول الله قال :
دينار أنفقته في سبيل الله ، ودينار أنفقته في رقبة ،
ودينار تصدقت به على مسكين ، ودينار أنفقته على أهلك ،
أعظمها أجراً للذي أنفقته على أهلك رواه مسلم ،
وآخرون اتخذوا ضرب زوجاتهم مهنة لهم فلا يرفع يده عنها ،
وسيدتنا عائشة رضي الله عنها تقول :
( ما رأيت رسول الله ضرب امرأة.. )
رواه مسلم
[والرسول هو القدوة والمثل . وآخرون اتخذوا الهجر عذراً وطريقاً لأي سبب
حتى وإن كان تافهاً ، وربما هجر المسكينة شهوراً لا يكلمها ولا يؤانسها ،
وقد تكون غريبة عن أهلها أو شابة صغيرة يخشى على عقلها من الوحدة والوحشة
ثالثاً : تعليمها العلم الشرعي وما تحتاج إليه من أمور العبادات
وحثها وتشجيعها على ذلك ، يقول الله تعالى :
{
وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ
الأحزاب : 34 .
وقالت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها :
( نعم النساء نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين )
رواه البخاري.
وعلى الزوج أن يتابع تعليمها القرآن الكريم والسنة المطهرة
ويشجعها ويعينها على الطاعة والعبادة ، قال تعالى :
[{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا طه : 132
قال عليه أفضل الصلاة و السلام :
(
رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ،
ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء )
رواه أحمد
رابعاً : معاملتها المعاملة الحسنة والمحافظة على شعورها وتطييب خاطرها ،
قال تعالى :وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف
قال ابن عباس رضي الله عنهما :
( إني أحب أن أتزين للمرأة ، كما أحب أن تتزين لي ،
لأن الله ذكره بقوله تعالى :
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) .
ومن أهم الأمور التي انتشرت في أوساط بعض الأسر المسلمة من المخالفات
في تلك المعاملة الحسنة التي أُمرنا بها : بذاءة اللسان ، وتقبيح المرأة خِلقةً أو خُلقاً ،
أو التأفف من أهلها وذكر نقائصهم ، وكذلك سب المرأة وشتمها ومناداتها بالأسماء
والألقاب القبيحة ، ومن ذلك إظهار النفور والإشمئزاز منها .
ومن ذلك أيضاً تجريحها بذكر محاسن نساء أخر ، وأنهن أجمل وأفضل ،
فإن ذلك يكدر خاطرها في أمر ليس لها يد فيه .
ومن المحافظة على شعورها وإكرامها ، مناداتها بأحب الأسماء إليها ،
وإلقاء السلام عليها حين دخول المنزل ، والتودد إليها بالهدية والكلمة الطيبة ،
ومن حسن الخلق وطيب العشرة عدم تصيد أخطائها ومتابعة زلاتها ،
بل العفو والصفح والتغاضي خاصة في أمور تجتهد فيها وقد لا توفق .
وتأمّل في حديث الرسول الحبيب المصطفى :
( إن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً ، وخياركم خياركم لنسائكم ) رواه أحمد
خامساً : المحافظة عليها من الفساد ومن مواطن الشبه ، وإظهار الغيرة عليها ،
وحثها على القرار في البيت ، وإبعادها عن رفيقات السوء ،
والحرص على أن لا تذهب إلى الأسواق بكثرة وإن ذهبت فاذهب معها ، وأن لا تدعها تسافر بدون محرم ،
واستشعر أن هذه أمانة عندك مسئول عنها يوم القيامة كما قال الرسول :
( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) متفق عليه
سادساً : إعفافها وتلبية حاجاتها ، فإن ذلك يحفظها ويغنيها عن التطلع إلى غيرك ،
واحرص على إشباع حاجاتها العاطفية بالكلمة الطيبة ، والثناء الحميد ،
واقتطع من وقتك لها، واجعل لبيتك نصيباً من بشاشتك ، ودماثة خلقك .
صدق الله مولانا العلى العظيم
و صدقت و بلغت يا سيدى يارسول الله