فتوى حول جواز سفر الرسولسيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم منقــــــــول مع الشكـــــــــــــر
عنوان الفتوى : كتيب جواز سفر الرسول في ميزان الشرع قرأت الآن في العربية نت عن تحريم حيازة كتيب أصدر في سورية أسموه
جواز الرسول
وجاء هذا التحريم من قبل أشراف مكة
أرغب بان تعطوني رأيكم في ذلك هل هذا الكتيب حرام مع العلم أن المعلومات الموجودة فيه
كلها صحيحة والغاية منه التعريف برسولنا الكريم بطريقة يسهل فهمها لجميع الناس.
الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعـد:
فلا يخفى على كل من له أدنى علم بنصوص الشرع الحكيم
أن الله تعالى قد أمر بتعظيم رسوله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم وتوقيره،
وأنه نهى عن كل ما يحط من قدره أو ينقص من شأنه، ومن أدلة ذلك ما يلي:
• أولا : قول الله تعالى سبحانه و تعالى :
فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
{الأعراف 157}. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله :
التعزير اسم جامع لنصره وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه،
والتوقير اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال
وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار )
اهـ من كتابه
" الصارم المسلول على شاتم الرسول ".
• ثانيا : قوله سبحانه :
لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً **
النور 63} .
قال قتادة – رحمه الله - :
أمر الله أن يهاب نبيه صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم، وأن يبجل،
وأن يعظم، وأن يسوَد.
اهـ. من تفسير ابن كثير.
• ثالثا : قوله عز وجل :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ
{البقرة:104}.
نقل القرطبي في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
كان المسلمون يقولون للنبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم أرعنا.
على جهة الطلب والرغبة ـ من المراعاة ـ أي التفت إلينا،
وكان هذا بلسان اليهود سباً،أي اسمع لا سمعت، فاغتنموها وقالوا :
كنا نسبه سراً فالآن نسبه جهراً، فكانوا يخاطبون بها
النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم
ويضحكون فيما بينهم،
فسمعها سعد بن معاذ وكان يعرف لغتهم،
فقال لليهود :
عليكم لعنة الله !
لئن سمعتها من رجل منكم يقولها للنبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
لأضربن عنقه،
فقالوا :أولستم تقولونها ؟
فنزلت الآية، ونهوا عنها لئلا تقتدي بها اليهود في اللفظ وتقصد المعنى الفاسد فيه.
اهـ.
وبناء على هذا فلا يجوز للمسلم أن ينتهج من الأقوال والأفعال ما لا يليق بمقام النبوة.
وهذا الكتيب المسمى
" جواز سفر الرسول صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم "
قد علمنا أنه بطاقة تعريفية على شكل جواز السفر
تعرف برسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته،
وهو على فرض صحة كل المعلومات التي فيه،
لا يليق استخدام نهجه كأسلوب في التعريف برسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم،
ثم إننا لا نسلم بصحة كل المعلومات التي فيه،
وأوضح دليل على ذلك أننا علمنا أن صاحبه وضع فيه ما أسماه
" الرقم العالمي لرسول الله محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم "
فمن أين له ذلك ؟.
هذا بالإضافة إلى أن اتباع مثل هذا الأسلوب في حق
رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم
يفتح الباب على مصراعيه لمن يريد أن يتخذ من
رسول الله صلى الله عليهو على آله و صحبه وسلم
غرضا يجني به مالا أو شهرة أو غير ذلك من حطام الدنيا،
فما يدرينا أن يأتي يوم يخترع فيه أحدهم صورة يزعم أنها
لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله و صحبه وسلم
فيثبتها في هذا الكتيب أو غيره،
ويجد من يفتيه ويسوغ له هذا الفعل ويوجد له المبررات الشرعية - حسب زعمه - ...
وهكذا.
فالذي نراه
عدم جواز بيع هذا الكتيب أو شراؤه أو الترويج له.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلى و أعلم
ملاحظات الشيخ عبدالرحمن الفقيه - مشرف ملتقى أهل الحديث
هذا المنشور يتضمن عدة أمور منكرة :
1- تسمية هذه المعلومات بجواز سفر النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم خطأ منكر ،
فلم يكن لنبي الله صلى الله عليهو على آله و صحبه وسلم مثل هذه الأمور ،
ويخشى من جهل بعض الناس أن يصدق ذلك .
2- أن هذه المعلومات الواردة في هذا المنشور غير موثقة وفيها بدع وضلالات متعددة ،
منها تحديد مكان مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا لايعرف ولايصح فيه دليل ،
ومنها تحديد مولد السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وهو كذب وزور ،
ومنها تحديد مصلى النبي صلى الله عليهو على آله و صحبه وسلم وغير ذلك من الخرافات .
3- أن هذه طريقة مستهجنة في نشر
سيرة النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم ،
فلا يجوز جعل حال النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم كغيره ،
كما قال تعالى
(لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ) ، وكما قال تعالى
(لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ) ، فمن توقير النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم عدم عرض سيرته بهذا الامتهان
وهذه المعلومات المغلوطة.
4- الأحاديث التي أوردها في المقدمة بعضها شديد الضعف وبعضها فيها كلام .
5- شريط المعلومات الذي وضع في الجواز وفيه إشارات ونحوها له دلالة إلكترونية معينة ،
فنسبة هذا إلى النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم كذب وزر.
و بسؤال الشيخ عبدالرحمن السحيم يحفظه الله عن ذلك الكتيب أجاب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .
هذا عَبَث
بل هو استخفاف بِحقّ النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم
وبِمقَامِه عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام .
وفيه مُغالطات ،
وقولهم : ( إصدار: أمين سجل يثرب: مسؤول الإحصاء: حذيفة بن اليمان )
والنبي صلى الله عليه وسلم سَمّى
مدينته " المدينة " و " طيبة " و " طابة " ،
ولم يُسمِّها كما كانوا يُسمّونها ( يثرب ) .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ الْقُرَى يَقُولُونَ : يَثْرِبُ ، وَهِيَ الْمَدِينَةُ ،
تَنْفِي النَّاسَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ .
رواه البخاري ومسلم . كما أن حذيفة رضي الله عنه كان أمين سِرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولم يكن مسؤولا عن إحصاء أو عَدّ الناس .
وقولهم : ( زمرة الدم: ن و ر من الله )
هذا مَبنيّ على قول البعض إنه عليه الصلاة والسلام خُلِق مِن نُور ،
وليس بصحيح ، بل هو عليه الصلاة والسلام خُلِق كسائر بني آدم ،
إلاّ أن الله حَمَاه أبًا عن جَدّ مِن أن يكون مِن سِفَاح .
وعن علي أن النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم قال :
خَرَجْتُ مِن نكاح ولم أخرج مِن سِفاح مِن لَدُن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي .
قال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط ،
وفيه محمد بن جعفر بن محمد بن علي صحّح له الحاكم في المستدرك ،
وقد تُكُلّم فيه ، وبقية رجاله ثقات .
ورسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم
غنيّ عن مثل هذا التعريف الذي يُورَد فيه ما لا يصِحّ .
بل ويُجَعل كأنه رجل يحمل جواز سَفَر وبطاقة عائلة ،
وهذه لم تُوجَد إلاّ بعد تفرّق الأمة إلى دويلات ،
وبعد أن أوجد الاحتلال بنها حدودا جغرافية ،
وبَنى على تلك الحدود عداوات !
ورسالة النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم عالمية ، وشخصيته عالمية .
والله المستعان .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
و أضيف إلى ذلك أن البعض من ناقصى العقل بل و الدين
يوصون بوضعه معهم فى القبر
مثل صكوك الغفران و مكتوب به شئ من هذا القبيل
( عدنان )