كن من أهل الجنه بلال رضي الله عنه والوضوء : رضي الله عنه مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه . أسلم قديما فعذبه قومه وجعلوا يقولون له : ربك اللات والعزى ، وهو يقول أحد أحد . فأتى عليه أبو بكر فاشتراه بسبع أواق وقيل بخمس ، فأعتقه الرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يؤذن له حضرا وسفرا . وكان خازنه على بيت ماله.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال صلاةالغداة :" حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام منفعة ، فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة . قال بلال : ما عملت عملا في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لا أتطهر طهورا تاما في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي[1] ".
أين أمثال أبو الدحداح ؟ أبو الدحداح ، ثابت بن الدحداح الأنصاري رضي الله عنه شهد أحدا وقتل يومئذ .
وعن جابر بن سمرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كم من عذق معلق لأبي الدحداح في الجنة[2] ".
وأخرجه الطبراني في الأوسط ) 1887 ) 517 / 2 من حديث عمر ، ولفظه " لما نزلت : } من ذاالذي يقرض الله قرضا حسنا { قال أبو الدحداح : استقرضنا ربنا من أموالنا يا رسول الله ؟ قال : نعم .
قال : فإن لي حائطين ، أحدهما بالعالية ، والآخر بالسافلة فقد أقرضت ربي خيرهما . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رب عذقا مدلى لأبي الدحداح في الجنة " .
وفي رواية أخرى كان غلام من الأنصار يملك بستانًا يجاور بستان رجل من الصحابة، فأراد الغلام أن يبني حائطًا يفصل بستانه عن بستان صاحبه، فاعترضت له نخلة هي في نصيب الآخر، فأتاه فقال: أعطني النخلة أو بعني إياها، فأبى، فأقبل الغلام على رسول الله فشكا له الحال، فأمره أن يأتي بصاحبه، فأقبلا والنبي عليه الصلاة والسلام بين أصحابه، فقال له: ((أعطه النخلة))، قال: لا، فكرّر عليه ثلاثًا وهو يأبى، عندها قال النبي صلىالله عليه وسلم: ((أعطه النخلة ولك بها نخلة في الجنة))، قال: لا، والصحابة يرقبون الموقف ويكبِرون العرض ويعظمون الثمن ويستنكرون الإحجام من الرجل. وبينا الدهشة تعلو الوجوه وصمت الاستغراب يملأ المكان إذ شق ذلكم الصمت صوت أبي الدحداح رضى الله عنه وهو يقول: يا رسول الله، إن أنا اشتريتُ النخلة ووهبتها الغلام ألي النخلة في الجنة؟ قال: ((نعم))، فقال أبو الدحداح: يا هذا، قد ابتعتُ النخلة ببستاني الذي فيه ستمائة نخلة، فقبل، فذهب أبو الدحداح مسرعًا إلى بستانه ينادي زوجته: يا أم الدحداح، اخرجي وأبناءك فقد بعت البستان. قالت: لمن؟ قال: لله بنخلة في الجنة، قالت: ربح بيعك وبارك الله لك فيما اشتريت. ثم أقبلت على صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: ((كم من عذق معلّق أو مدلىّ في الجنة لأبي الدحداح)). ستمائة نخلة وماء نقيّ وظلّ وافر وأشجار وثمار، أطيار وأزهار بنخلة واحدة. نعم ولم لا؟! إنها نخلة في الجنة.
الدفاع عن الحق وأهله: عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش ، فلما رهقوه قال :" من يردهم عنا وله الجنة . أو هو رفيقي في الجنة ( ؟ فتقدم
رجل من الأنصار ، فقاتل حتى قتل . ثم رهقوه أيضا)[3]
[1] - البخاري في الصحيح 41 / 3 كتاب التهجد ، باب ) ) 17 فضل الطهور بالليل)
[2] - رواه مسلم في الصحيح
[3] - رواه مسلم في الصحيح 1415 / 3 كتاب الجهاد والسير ، باب غزوة أحد