رَبِّنا اغْفِرْ لِنا وَ لِوَالِدَيَّنا رَبِّنا و ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِا ِصَغِارَا اللهمَّ ارْزُقْنِا الْفِرْدَوْسَ الأعلى من الجنة مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ و لا حِسَابٍ و لا عَذَابْ النُّجُوم أَمَنَة لِلسَّمَاءِعَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ :صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ ثُمَّ قُلْنَا :لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ قَالَ :فَجَلَسْنَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ : " مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا ؟ "،قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ قُلْنَا نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَكَ الْعِشَاءَقَالَ : " أَحْسَنْتُمْ " أَوْ " أَصَبْتُمْ قَالَ : فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَ كَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِفَقَالَ : " النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُوَ أَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَوَ أَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ " و صدق سيدنا رسول اللهقال الإمام النَّووي في " شرح صحيح مسلم " قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ :النُّجُوم أَمَنَة لِلسَّمَاءِ ، فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُوم أَتَى السَّمَاء مَا تُوعَد ) قَالَ الْعُلَمَاء : ( الْأَمَنَة ) الْأَمْن وَ الْأَمَان وَ مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ النُّجُوم مَا دَامَتْ بَاقِيَة فَالسَّمَاء بَاقِيَة فَإِذَا اِنْكَدَرَتْ النُّجُوم ، وَ تَنَاثَرَتْ فِي الْقِيَامَة ، وَ هَنَتْ السَّمَاء ، فَانْفَطَرَتْ ، وَا نْشَقَّتْ ، وَ ذَهَبَتْ .وَ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ وَ أَنَا أَمَنَة لِأَصْحَابِي ، فَإِذَا ذَهَبْت أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ ) أَيْ : مِنْ الْفِتَن وَ الْحُرُوب ، وَ ارْتِدَاد مَنْ اِرْتَدَّ مِنْ الْأَعْرَاب ، وَ اخْتِلَاف الْقُلُوب ،وَ نَحْو ذَلِكَ مِمَّا أَنْذَرَ بِهِ صَرِيحًا ، وَ قَدْ وَقَعَ كُلّ ذَلِكَ .قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ :وَ أَصْحَابِي أَمَنَة لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ ) مَعْنَاهُ مِنْ ظُهُور الْبِدَع ، وَ الْحَوَادِث فِي الدِّين ، وَ الْفِتَن فِيهِ ، وَ طُلُوع قَرْن الشَّيْطَان ،وَ ظُهُور الرُّوم وَ غَيْرهمْ عَلَيْهِمْ ، وَ انْتَهَاك الْمَدِينَة وَ مَكَّة وَ غَيْر ذَلِكَ .وَ هَذِهِ كُلّهَا مِنْ مُعْجِزَاته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ
**************
وَ اللَّهُ سبحانه و تعالى أعلى و أَعْلَم
أخرجه أحمد ( 4/398 ، رقم 19584 ) ، و مسلم ( 4/1961 ، رقم 2531 )
و أخرجه أيضًا : البزار ( 8/104 ) ، رقم ( 3102 ) ، و ابن حبان ( 16/234 ، رقم 7249
نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه
اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله
و الله الموفق ]
=======================
]و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافي
إن شـاء الله