رَبِّنا اغْفِرْ لِنا وَ لِوَالِدَيَّنا رَبِّنا و ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِا ِصَغِارَ
اللهمَّ ارْزُقْنِا الْفِرْدَوْسَ الأعلى من الجنة
مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ و لا حِسَابٍ و لا عَذَابْالنفقــة علـــى العيــــــال
عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ
عَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ
فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِنْ وَجَعٍ أَشْفَيْتُ مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ
فَقُلْتُ
يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَنِي مَا تَرَى مِنْ الْوَجَعِ وَ أَنَا ذُو مَالٍ
وَ لَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي وَاحِدَةٌ أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي ؟ )
قَالَ لَا
قَالَ قُلْتُ : ( أَفَأَتَصَدَّقُ بِشَطْرِهِ ؟ )
قَالَ
لَا الثُّلُثُ وَ الثُّلُثُ كَثِيرٌ
إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَ رَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً
يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ وَ لَسْتَ تُنْفِقُ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ
إِلَّا أُجِرْتَ بِهَا حَتَّى اللُّقْمَةُ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ " .و صدق سيدنا رسول الله
صحيح مسلم بشرح النووي
وَ فِي هَذَا الْحَدِيث مُرَاعَاة الْعَدْل بَيْن الْوَرَثَة وَ الْوَصِيَّة
قَالَ أَصْحَابنَا وَ غَيْرهمْ مِنْ الْعُلَمَاء إِنْ كَانَ الْوَرَثَة أَغْنِيَاء اُسْتُحِبَّ أَنْ يُوصِي بِالثُّلُثِ تَبَرُّعًا ،وَ إِنْ كَانُوا فُقَرَاء اُسْتُحِبَّ أَنْ يَنْقُص مِنْ الثُّلُث
و فِي هَذَا الْحَدِيث
حَثٌّ عَلَى صِلَة الْأَرْحَام ، وَ الْإِحْسَان إِلَى الْأَقَارِب ، وَ الشَّفَقَة عَلَى الْوَرَثَة ،
وَ أَنَّ صِلَة الْقَرِيب الْأَقْرَب وَ الْإِحْسَان إِلَيْهِ أَفْو فِيهِ اِسْتِحْبَاب الْإِنْفَاق فِي وُجُوه الْخَيْر
ضَل مِنْ الْأَبْعَد وَ فِيهِ : أَنَّ الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ ، وَ أَنَّهُ إِنَّمَا يُثَاب عَلَى عَمَله بِنِيَّتِهِ ،وَ فِيهِ أَنَّ الْإِنْفَاق عَلَى الْعِيَال يُثَاب عَلَيْهِi
إِذَا قَصَدَ بِهِ وَجْه اللَّه تَعَالَى و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلمنسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله
فأن الساعة لا تقوم الا على شِرار الخلق حيث لا مؤمن و لا موحد بالله و الله الموفق و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية
إن شـاء الله