~ الفوضى الخلاقة ووهم العدول في كنفها

-أزمــات تعصف ومشاكل تقصف بالمجتمع العربي من كل حدب وصوب ، وما وجود هذه الأزمات إلا تعبيرًا عن نبض قلبه وسيرورة تكوينه و(تطوره) ، وككل مجتمع له ما يحكمه من نظريات وبُـنى ومرجعيات فإن للمجتمع العربي كذلك فلسفات ومرجعيات تشد عضده ولكن ليس كمـــا تـُريد هاته الفلسفات !! بل تموقعَ هذا المجتمع في موقع غامضٍ نتيجة صراعات ونزاعات محتدمة بين الفكر وضده .( الإحتلال ، الإحباطات المتراكمة ، الحروب والقوس مفتوح ...
- يمكن القول إجمالا أن هذا الموقع متسمٌ ومتصفٌ بفلسفة شاملة أعطت المجتمع العربي سمةً وميزةً عن غيره عُرفت إصطلاحا بفلسفةُ الفوضى ؛ فتسطيع هذه الكلمة رغم خفتها على اللسان ضمَ وحملَ عِـبئ ما يعتري هذا النظام المجتمعي العربي ...
- بيد أن هناك ثلة وجِـبِّلة من أعضاء هذا المجتمع من تـُثار قريحتهم على مواقف وقضايا تحِل بمتجمعهم ، محاولين توجيه المجتمع كما يروه ، وتصويب ما أثار قريحتهم ، وإحلال الحق محل الباطل ، واختلف أولاء في النهج وإتفقوا في المُراد ، نهجهم الطيبة والحسن والفكر السليم ومرادهم الصواب والحق والحضارة ...
-لا شك أن عضوا من هؤلاء سيكون بمثابة الزي الأبيض وسط كم من الملابس السوداء ؛ فهل ترى لهم بياضا في سوداء المجمتع ؟
إن ما تحمله القضية ليس معناه أنه لا يوجد مثل هؤلاء ولكن إشعاع الفوضى يطمس نورهم وهذا ما لا نراه في نقيض القضية ، فالفوضوية تظهر جليا في وسط مرتَّب ومنظم ...
إن مثل هكذا جو خليق به أن يتكلم أحد بلسان الأفضلية أو بالأحرى لسان اللافوضوية ، فنقيض الأخيرة شبكة عنكبوتية تضم أطراف المجتمع وتحتويه بخيوطها ، فالشاهد أن الإفلات من قبضه النسيج هو حالة إغترابية لا يمكن ولوجها إلا بصفة فوضوية ...
إن العقل العربي عقل إتكالي إعتمادي ينتظر حكامه بأن يخلقوا له نظاما تسوده الراحة والأمان والعيشة الهنيئة وما إلى ذلك ، فلماذا إستعصى على هذا العقل أن يتكفل بنفسه خلق جو تضامني لإبعاد شبح الفوضى الذي يقوض يوما بعد يوما معالم تطوره وإزدهاره ؟



الإشكالية : أواهم من يعيش في حقل فوضوي بأنه لافوضوي ؟



/تحية من كاتب الموضوع لقارئه ..../