رَبِّنا
اغْفِرْ لِنا وَ
لِوَالِدَيَّنا رَبِّنا و ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِا
ِصَغِارَا
اللهمَّ
ارْزُقْنِا الْفِرْدَوْسَ الأعلى
من الجنة مِنْ
غَيْرِ
عِتَابٍ و لا حِسَابٍ و لا عَذَابْ
( دنو الشمس من
العباد يوم القيامة )
حَدَّثَنَا
سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ أَخْبَرَنَا
ابْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ
بْنِ جَابِرٍ حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ
حَدَّثَنَا
الْمِقْدَادُ
صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ
قَالَ
سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ
سَلَّمَ يَقُولُ
إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ
أُدْنِيَتْ الشَّمْسُ مِنْ الْعِبَادِ
حَتَّى تَكُونَ قِيدَ مِيلٍ
أَوْ اثْنَيْنِ
قَالَ سُلَيْمٌ
لَا أَدْرِي أَيَّ الْمِيلَيْنِ عَنَى
أَمَسَافَةُ
الْأَرْضِ أَمْ الْمِيلُ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ
قَالَ فَتَصْهَرُهُمْ الشَّمْسُ
فَيَكُونُونَ فِي الْعَرَقِ بِقَدْرِ أَعْمَالِهِمْ
فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى
عَقِبَيْهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ
وَ مِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى
حِقْوَيْهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ إِلْجَامًا
فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى
فِيهِ
أَيْ يُلْجِمُهُ
إِلْجَامًا
قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَ فِي
الْبَاب عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
وَابْنِ
عُمَرَ
وصدق سيدنا
رسول
الله
و أرضى اللهم عن سادتنا أصحابه
أجمعين
جاء فى تحفة الأحوذي
بشرح جامع
الترمذي
قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنِي سُلَيْمُ )
بِالتَّصْغِيرِ
( بْنُ عَامِرٍ )
الْكَلَاعِيُّ وَ
يُقَالُ الْخَبَائِرِيُّ
بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ وَ مُوَحَّدَةٍ أَبُو يَحْيَى الْحِمْصِيُّ ,
ثِقَةٌ مِنْ الثَّالِثَةِ
غَلِطَ
مَنْ قَالَ إِنَّهُ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ
سَلَّمَ
( أَخْبَرَنَا الْمِقْدَادُ )
بْنُ عَمْرِو بْنِ
ثَعْلَبَةَ الْبَهْرَانِيُّ
ثُمَّ الْكِنْدِيُّ ثُمَّ الزُّهْرِيُّ صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ مِنْ
السَّابِقِينَ .
قَوْلُهُ : ( أُدْنِيَتْ )
بِصِيغَةِ
الْمَجْهُولِ مِنْ الْإِدْنَاءِ أَيْ
قُرِّبَتْ
( الشَّمْسُ )
أَيْ جُرْمُهَا
( حَتَّى يَكُونَ )
وَ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ حَتَّى تَكُونَ
بِالتَّأْنِيثِ وَ هُوَ الظَّاهِرُ
( قِيدَ مِيلٍ )
بِكَسْرِ الْقَافِ أَيْ قَدْرَ مِيلٍ . وَ
فِي
رِوَايَةِ مُسْلِمٍ كَمِقْدَارِ مِيلٍ
( أَوْ اِثْنَتَيْنِ )
الظَّاهِرُ أَنَّهُ شَكٌّ مِنْ الرَّاوِي
أَيْ
أَوْ مِيلَيْنِ
( لَا أَدْرِي أَيُّ الْمِيلَيْنِ عَنِّي )
أَيْ أَرَادَ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ .
قَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ
الْحَقِّ
فِي اللَّمَعَاتِ :
الظَّاهِرُ أَنَّ
الْمُرَادَ
مِيلُ الْفَرْسَخِ وَكَفَى ذَلِكَ فِي تَعْذِيبِهِمْ وَ إِيذَائِهِمْ
.
وَ أَمَّا اِحْتِمَالُ
إِرَادَةِ
مِيلِ الْمُكْحُلَةِ فَبَعِيدٌ
( فَتَصْهَرُهُمْ الشَّمْسُ )
أَيْ تُذِيبُهُمْ
مِنْ الصَّهْرِ وَ هُوَ
الْإِذَابَةُ , مِنْ فَتَحَ يَفْتَحُ
( وَ مِنْهُمْ مَنْ
يَأْخُذُهُ إِلَى حَقْوَيْهِ )
الْحَقْوُ الْخَصْرُ
وَ مِشَدُّ
الْإِزَارِ
( وَ مِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ إِلْجَامًا )
الْإِلْجَامُ :
إِدْخَالُ اللِّجَامِ فِي
الْفَمِ . وَ الْمَعْنَى يَصِلُ الْعَرَقُ إِلَى فَمِهِ فَيَمْنَعُهُ
مِنْ
الْكَلَامِ
كَاللِّجَامِ كَذَا فِي
الْمَجْمَعِ .
قَالَ اِبْنُ الْمَلَكِ :
إِنْ
قُلْت إِذَا كَانَ الْعَرَقُ كَالْبَحْرِ يُلْجِمُ
الْبَعْضَ[
فَكَيْفَ يَصِلُ إِلَى
كَعْبِ الْآخَرِ ؟
قُلْنَا : يَجُوزُ أَنْ
يَخْلُقَ
اللَّهُ تَعَالَى اِرْتِفَاعًا فِي الْأَرْضِ تَحْتَ أَقْدَامِ
الْبَعْضِ ,
أَوْ يُقَالُ يُمْسِكُ
اللَّهُ
تَعَالَى عَرَقَ كُلِّ إِنْسَانٍ
بِحَسَبِ عَمَلِهِ فَلَا
يَصِلُ
إِلَى غَيْرِهِ مِنْهُ شَيْءٌ
كَمَا أَمْسَكَ جِرْيَةَ
الْبَحْرِ لِمُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ .
قَالَ الْقَارِي
:
الْمُعْتَمَدُ هُوَ
الْقَوْلُ الْأَخِيرُ فَإِنَّ أَمْرَ الْآخِرَةِ كُلَّهُ عَلَى
وَفْقِ خَرْقِ
الْعَادَةِ .
]أَمَا تَرَى أَنَّ
شَخْصَيْنِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ يُعَذَّبُ أَحَدُهُمَا وَ يُنَعَّمُ
الْآخَرُ
وَ لَا يَدْرِي
أَحَدُهُمَا عَنْ
غَيْرِهِ اِنْتَهَى
وَ
قَالَ
الْقَاضِي :
يُحْتَمَلُ أَنَّ
الْمُرَادَ
عَرَقُ نَفْسِهِ وَ عَرَقُ غَيْرِهِ , وَ يُحْتَمَلُ عَرَقُ نَفْسِهِ
خَاصَّةً .
وَ سَبَبُ
كَثْرَةِ الْعَرَقِ تَرَاكُمُ الْأَهْوَالِ وَ دُنُوُّ الشَّمْسِ
مِنْ
رُءُوسِهِمْ
وَ
زَحْمَةُ بَعْضِهِمْ بَعْضًا .
قَوْلُهُ : ( وَ فِي
الْبَابِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَ بْنِ
عُمَرَ )
أَمَّا حَدِيثُ أَبِي
سَعِيدٍ , فَلْيُنْظَرْ
مَنْ أَخْرَجَهُ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ
اِبْنِ عُمَرَ فَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ . قَوْلُهُ :
( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ )
وَ أَخْرَجَهُ
أَحْمَدُ وَ
مُسْلِمٌ .
وَ
اللَّهُ سبحانه و تعالى أعلى و أَعْلَم و أعظم و أجل
و نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و
يقينا لاشكّ
فيه )( اللهم لا
تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله
( فأن الساعة لا تقوم الا على شِرار
الخلق و الله
الموفق )
و
إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و
العافية
إن شـاء الله