القادر - القدير - المقتدر
القدر
والمقتدر والقدير كلها من أسماء الله الحسنى وصفاته العلي وتعني في جملتها السيطرة
والتمكن والهيمنة كما تعني التقسيم والتنظيم
والتخطيط .
ومن الآيات
التي وردت فيها كلمة قدر في سورة الحج74
( ماقدروا الله حق قدره)
كذلك جاء في الحديث : (اذا غم عليكم
الهلال فاقدروا له ) ونلحظ اختلافا في مدلول الكلمة ، فقد
وردت في الآية بمعنى المكانة والرفقة ، إما في
الحديث فجاءت
بمعنى التقدير أي التخمين والحساب .
الفرق بين هذه الأسماء:
ان الفرق بين هذه الأسماء ( القادر_ القدير_المقتدر)
هو :
أن القادر هو
المتمكن في
حين أن القدير صيغة مبالغة منه كما يرى الزجاجي، اما ابن الأثير فيرى ان المقتدر ابلغ واعم في المعنى .
ورود الأسماء في القران :
وردت كلمة القادر 12 مره 5 منها بصيغة الجمع ،
منها ما ورد في سورة يس " أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على ان يخلق مثلهم بلى
وهو الخلاق العليم "8
كذلك ورد لفظ القادر في سورة الجمعة " وأنا على
ان نريك ما نعدهم لقادرون" _ المؤمنون :95 _
وقد اسمه القدير 45 مرة في سور
متعددة من القرآن الكريم منها على سبيل
المثال قوله
سبحانه في سورة البقرة : " أينما تكون يأتي بكم الله جميعا أن الله على كل شي قدير" البقرة : 148
وإما اسمه المقتدر فقد ورد 4 مرات
منها قوله سبحانه : " وكان الله على كل شيء
مقتدر " (الكهف :45) وغيرها .
معنى الأسماء
في حق الله تعالى
قال الزجاج : إما القادر فيعني انه القادر على كل شيء فلا يفوته شيء, ولا يعجزه شيء
ولا يتطرق إليه العجز .
والقادر من
الناس إذا ما اتصف بتلك الصفة فان قدرته
مستعارة من الله تعالى , لذا فهي توجد حين ولا توجد أحيانا أخرى.
ويرى الخطابي ان معنى اسم القادر
مشتق من القدرة على شي أي ان الله قادر على كل شي, كما يعني انه
عز وجل المقدر لكل شي ويستشهد بدليل على كلامه من قوله تعالى "فقدرنا فنعم القادرون" *
المرسلات:33*
وقال الحليمي: معنى القادر عدم عجزه سبحانه عن أي شيء
وهو دليل على انه حي عالم .
وقال البهيقي : أن القادر هو من له القدرة الشاملة الكاملة .
أما القدير فيرى ابن جرير انه قدير بمعنى القوة قدير قدرة
قادر مقتدر.
ويستدل بقوله سبحانه "ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو
مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير"
فهو قدير بالإحاطة بالمكان والزمان
والعاجل والأجل .
اما الحليمي فيرى أن معنى القدير هو التام
القدرة لا يلابس قدرته عجز.
وقال ابن القيم لا يعجزه شيء رامه .
وأما المقتدر فيقول ابن جرير في
قوله تعالى " عند ملك مقتدر"
(القمر:25) .
القدير الملك المقتدر على كل شي. في
حين يقول الزجاج : المقتدر مبالغة القوة وذلك أن
الأصل في لغة العرب أن زيادة اللفظ تزيد المعنى قوة.
إما الخطابي
فيقول : المقتدر هو تام القدرة الذي لا يحتجب عليه أي شيء.في حين يرى الحليمي أن المقتدر هو المقدر
والمظهر بقدرته من خلال فعل ما يقدر عليه .
من آثار الإيمان بهذه الأسماء القدير القادر المقتدر :
1-
اتفاق سائر المذاهب الإسلامية على ان الله
على كل شيء قدير وبالتالي فانه سبحانه لا يفوته
مطلوب ولا
يعجزه شي فقدرة الله متحققة متعدية لكل شيء.
أما قدرة الناس فمحدودة ولازمة عند أشياء محددة.
وحقيقة قول أن المراد من هذه الصفات
ضرورة الإيمان بها على إطلاقها وتمامها لكونها
صفات لازمة لذات الله عز وجل وهو ما يتجسد في أوضح صور الإيمان لدى مذهب أهل السنة
والجماعة لا آراء والجهمية والمعتزلة والقدرية
وغيرهم من
الطوائف .
2-
في وجود المخلوقات التي لا تحصى بتعدد أشكالها وبتنوع
أصنافها برهان ساطع ودليل باهر وآية ظاهرة على كمال قدرة الله تعالى.وقد
بسط الله سبحانه وتعالى تلك الدلائل في
مواضع شتى من كتابه الكريم,فمخلوقاته سبحانه على
تنوعها برهان
على قدرته اللا متناهية وإرادته اللا محدودة وينبني على هذا الفهم لمخلوقات الله وموجوداته أن الله
قادر على ايتان بكل شيء وإحداثه سواء ان كان كائنا ام لم يكن .
ومن الدلائل على ذلك قوله سبحانه عن
نفسه : " ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها" ( السجدة :13) كذلك
قوله سبحانه : " ولو شاء ربك للآمن من في
الأرض"(يونس
:99) وغير ذلك من الآيات التي تبرهن وتؤكد على ان الله سبحانه قادر على أحداث كل شيء ولو انه لم يحدثه ،
فلا يتنافى هذا
(عدم الأحداث) من انه غير قادر عز وجل على أحداثه .
مما سبق نرى ان الله اخبر انه
سبحانه لو شاء لفعل أشياء ولكنه لم يفعلها وهو بالتالي لا
ينقص من قدرته جل وعلا شي في حال عدم فعلها.
وبطبيعة الحال فان الله يكون بذلك
قادر ومقتدر وقدير على التحكم بكل أفعال
مخلوقاته ، إذ
انه قادر على فعل كل شيء وتسيير جميع ما في الكون وبالتالي فهو قادر على المنفصل كما انه قادر على أفعال
عباده
إما ما يراه الاشاعرة والمعتزلة من ان إرادة الله مقتصرة على منفصل
دون قدرته على إتيان بإرادات خلقه من البشر فلا
مجال للنطق به
لدى أهل السنة والجماعة من المسلمين ..