هو عكاشة بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كثير
بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي حليف لبني أمية يكنى أبا محصن،
حليف بني عبد شمس... وهو أخو أم قيس بنت محصن.

حاله في الجاهلية:
لم يرد شيء عن حاله في الجاهلية. ولعل ذلك لأنه كان
صغير السن لم يدرك في الجاهلية زمنا طويل، حيث أنه كان يبلغ من العمر
أربعا وأربعين سنة عندما توفي النبي صلى الله عليه فيكون أصغر من الرسول
صلى الله عليه وسلم بتسع عشرة سنة، مما يدل على أنه كان يبلغ من العمر عند
بعثة النبي صلى الله عليه وسلم واحدًا وعشرين سنة فقط..

وهو يعد من السابقين الأولين دعا له النبي صلى الله
عليه وسلم بالجنة في حديث "سبقك بها عكاشة" وهو أيضا بدري أحدي..

سبقه إلى الإسلام:
هذه بعض النصوص التي تشير إلى فضله وسبقه ؛ قال ابن
إسحاق: شهد بدرا من بني أسد بن خزيمة اثنا عشر رجلا عبد الله بن جحش
وعكاشة بن محصن وأخوه أبو سنان بن محصن وشجاع بن وهب وأخوه عقبة بن وهب
ويزيد بن قيس وسنان بن أبي سنان ومحرز بن نضلة وربيعة بن أكثم ومن حلفائهم
كثير بن عمرو وأخواه مالك بن عمرو ومدلج بن عمرو.

قال ابن عبد البر في الاستيعاب: شهد بدرا هو وأخوه
وأبوه وعمه عكاشة بن محصن وشهدوا سائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وقال أيضًا: كان من فضلاء الصحابة شهد بدرا وأبلى فيها بلاء حسنا...

وقال ابن الأثير في أسد الغابة: من سادات الصحابة
وفضلائهم. هاجر إلى المدينة وشهد بدرا وأبلى فيها بلاء حسنا.

وقال ابن سعد في الطبقات: شهد بدرا وأحدا والخندق
والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم









<table id="ctl00_ContentPlaceHolder1_GridView1" style="border-collapse: collapse;" border="0" cellspacing="0"><tr></tr><tr><td></td></tr><tr><td class="SectionTitle" align="right">أهم ملامح شخصيته: </td></tr><tr><td class="ArticleBody" align="right">الشجاعة والإقدام ؛

ومن مواقفه في حروب المرتدين: لما ولى طليحة هاربا
تبعه عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم وكان طليحة قد أعطى الله عهدًا: أن لا
يسأله أحد النزول إلا فعل فلما أدبر ناداه عكاشة بن محصن: يا طليحة! فعطف
عليه فقتل عكاشة، ثم أدركه ثابت فقتله أيضا طليحة، ثم لحق المسلمون أصحاب
طليحة فقتلوا وأسروا...

حرصه على الجهاد وعدم تخلفه عن
أيٍٍّ من المشاهد:

شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم.

المسارعة إلى الخيرات وتحيُّن
الفرص:

كما في الحديث الصحيح وفي آخره " سبقك بها عكاشة ".
القيادة:
حيث أمّره الرسول صلى الله عليه وسلم على أكثر من
سرية، وولاّه بعض ولاياته.

سرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الغمر، وسرية عكاشة
بن محصن الأسدي إلى الجناب أرض عذرة وبلي..

وعن كثير بن الصلت قال: مات رسول الله صلى الله
عليه وسلم وعماله على بلاد حضرموت زياد بن لبيد البياضي على حضرموت وعكاشة
بن محصن على السكاسك والسكون والمهاجر على كندة وكان بالمدينة لم يكن خرج
حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثه أبو بكر بعد إلى قتال من
باليمن..

الذكاء والفطنة:
ويتضح ذالك من هذا الموقف: سرية عبد الله بن جحش
الأسدي إلى نخلة في رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعثه في اثني عشر رجلا من المهاجرين كل اثنين يتعقبان بعيرا إلى
بطن نخلة وهو بستان بن عامر الذي قرب مكة وأمره أن يرصد بها عير قريش
فوردت عليه، فلما رآهم القوم هابوهم وقد نزلوا قريبا منهم فأشرف لهم عكاشة
بن محصن وكان قد حلق رأسه فلما رأوه أمنوا وقالوا عمار لا بأس عليكم منهم.
وتشاور القوم فيهم وذلك في آخر يوم من رجب فقال القوم: والله لئن تركتم
القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن منكم به ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في
الشهر الحرام فتردد القوم وهابوا الإقدام عليهم ثم شجعوا أنفسهم عليهم
وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم وأخذ ما معهم. فرمى واقد بن عبد الله
التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله واستأسر عثمان بن عبد الله والحكم بن
كيسان وأفلت لقوم نوفل بن عبد الله فأعجزهم. وأقبل عبد الله ابن جحش
وأصحابه بالعير وبالأسيرين حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة..









<table id="ctl00_ContentPlaceHolder1_GridView1" style="border-collapse: collapse;" border="0" cellspacing="0"><tr></tr><tr><td></td></tr><tr><td class="SectionTitle" align="right">بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم
</td></tr><tr><td class="ArticleBody" align="right">وانكسر سيفه فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم
عرجونا أو عودا فصار بيده سيفا يومئذ..

وفي البخاري حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ
حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ عَامِرٍ عَنْ
عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَا رُقْيَةَ
إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ فَذَكَرْتُهُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
فَقَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَجَعَلَ النَّبِيُّ
وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمْ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ
أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ قُلْتُ مَا هَذَا أُمَّتِي
هَذِهِ قِيلَ بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ قِيلَ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ
فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلَأُ الْأُفُقَ ثُمَّ قِيلَ لِي انْظُرْ هَا هُنَا
وَهَا هُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلَأَ الْأُفُقَ
قِيلَ هَذِهِ أُمَّتُكَ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ
أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ" ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ فَأَفَاضَ
الْقَوْمُ وَقَالُوا نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاتَّبَعْنَا
رَسُولَهُ فَنَحْنُ هُمْ أَوْ أَوْلَادُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي
الْإِسْلَامِ فَإِنَّا وُلِدْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَبَلَغَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ فَقَالَ "هُمْ الَّذِينَ لَا
يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَلَا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ
يَتَوَكَّلُونَ" فَقَالَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَمِنْهُمْ أَنَا يَا
رَسُولَ اللَّهِ قَالَ "نَعَمْ" فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ أَمِنْهُمْ أَنَا
قَالَ "سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ"{ البخاري_ كتاب الطب _ باب من اكتوى أو
كوى غيره وفضل من لم يكتو_ حديث رقم5270}

وفي النسائي: عَنْ أُمِّ قَيْسٍ قَالَتْ تُوُفِّيَ
ابْنِي فَجَزِعْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لِلَّذِي يَغْسِلُهُ لَا تَغْسِلْ
ابْنِي بِالْمَاءِ الْبَارِدِ فَتَقْتُلَهُ فَانْطَلَقَ عُكَّاشَةُ بْنُ
مِحْصَنٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهَا فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ مَا قَالَتْ طَالَ
عُمْرُهَا فَلَا نَعْلَمُ امْرَأَةً عَمِرَتْ مَا عَمِرَتْ{ النسائي _ كتاب
الجنائز _ باب غسل الميت بالحميم حديث رقم 1859}وانكسر في يده سيف فأعطاه
رسول الله صلى الله عليه وسلم عرجونا - أو: عودا - فعاد في يده سيفا يومئذ
شديد المتن أبيض الحديدة فقاتل به حتى فتح الله عز وجل على رسوله صلى الله
عليه وسلم ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى قتل في الردة وهو عنده وكان ذلك السيف يسمى العون.

وعن أبي معشر عن زيد بن أسلم ويزيد بن رومان وإسحاق
بن عبد الله بن أبي فروة وغيرهم أن عكاشة بن محصن أنقطع سيفه في يوم بدر
فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم جذلا من شجرة فعاد في يده سيفا صارما
صافي الحديدة شديد المتن..

وكان - رضي الله عنه - ممن ولاّهم النبي صلى الله
عليه وسلم: ((قال أبو جعفر كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن سهل بن يوسف عن
الصلت عن كثير بن الصلت قال مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وعماله على
بلاد حضرموت زياد بن لبيد البياضي على حضرموت وعكاشة بن محصن على السكاسك
والسكون والمهاجر على كندة وكان بالمدينة لم يكن خرج حتى توفي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فبعثه أبو بكر بعد إلى قتال من باليمن.

السرايا التي شارك فيها:
(سرية عبد الله بن جحش الأسدي ) وقد سبق ذكرها
(سرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الغمر) غمر مرزوق
وهو ماء لبني أسد على ليلتين من فيد طريق الأول إلى المدينة وكانت في شهر
ربيع الأول سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا وجه رسول
الله صلى الله عليه وسلم عكاشة بن محصن إلى الغمر في أربعين رجلا فخرج
سريعا يغذ السير ونذر به القوم فهربوا فنزلوا علياء بلادهم ووجدوا دارهم
خلوفا فبعث شجاع بن وهب طليعة فرأى أثر النعم فتحملوا فأصابوا ربيئة لهم
فأمنوه فدلهم على نعم لبني عم له فأغاروا عليها فاستاقوا مائتي بعير
فأرسلوا الرجل وحدروا النعم إلى المدينة وقدموا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم ولم يلقوا كيدا..

سرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الجناب أرض عذرة
وبلي:

ثم سرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الجناب أرض عذرة
وبلي في شهر ربيع الآخر سنة تسع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم..

بعض المواقف من حياته مع
الصحابة رضي الله عنهم:

ما كان منه في حروب الردة، وحسن بلائه في قتال
المرتدين حتى قضى شهيدًا رضي الله عنه، وقد ذُكر ذلك في أكثر من موضع...

أثره في الآخرين:
روى عنه أبو هريرة وابن عباس، وروت عنه أخته أم قيس
بنت محصن..

بعض كلماته:
قال عكاشة بن محصن: انقطع سيفي يوم بدر فأعطاني
رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا فإذا هو سيف أبيض طويل. فقاتلت به.

الوفاة:
قال ابن حجر في الإصابة: واتفق أهل المغازي على أن
ثابت بن أقرم قتل في عهد أبي بكر قتله طليحة بن خويلد الأسدي وقال عمر
لطليحة بعد أن أسلم كيف أحبك وقد قتلت الصالحين عكاشة بن محصن وثابت بن
أقرم فقال طليحة أكرمهما الله بيدي ولم يهني بأيديهما...

عن أم قيس بنت محصن قالت توفي رسول الله صلى الله
عليه وسلم وعكاشة بن أربع وأربعين سنة وقتل بعد ذلك بسنة ببزاخة في خلافة
أبي بكر الصديق سنة اثنتي عشرة وكان عكاشة من أجمل الرجال

المراجع:
الاستيعاب - الإصابة - الطبقات - أسد الغابة -
الثقات - تاريخ الإسلام...
</td></tr></table></td></tr></table>