فتش عن إسرائيل "الولاية الأمريكية"

أمريكا إيران.. والبركان
فتش عن إسرائيل
"الولاية الأمريكية"
بقلم: كرم عطا الطويل
باحث
وأديب

* في جوف
المصائب والنوائب التي تلحق بالبشر والحجر والشجر في منطقتنا.. فتش
عن إسرائيل وسط المذابح والمجازر التي تجري علي قدم وساق.. في فلسطين الذبيحة أو في
العراق.. فتش عن إسرائيل. بين حطام منازل السكان التي دمرت والمنشآت العامة التي
خربت والمرافق التي أصبح عاليها واطيها. في غزة أو في الضفة.. فتش عن إسرائيل.

* عندما يضرب عرض الحائط بكل المواثيق الدولية
وتنتهك بشراسة وهمجية مباديء حقوق الإنسان والقيم الأخلاقية كي تسود البلطجة ويعلو
قانون الغاب وينتشر الإرهاب.. فتش عن إسرائيل.
* في
قلب الملفات الخاصة باحتلال العراق والتهديد بضرب إيران.. فتش عن إسرائيل...

وأقول:
لو لم تكن إسرائيل ولاية أمريكية ما استطاعت أن تقترف كل ما اقترفته وان تطغي
وتتجبر... نعم.. انتهاك كل القوانين سياسة إسرائيلية مستقرة. ثابتة ومستمرة
لن تحيد عنها طالما تلقي الحماية والرعاية والتعضيد والمساندة من القطب الأوحد.
عمدة الكرة الأرضية.

* لم نأت بجديد عندما نؤكد ان الولايات المتحدة
الأمريكية منذ خمسة عقود أو يزيد وحتي اليوم ليست تلك التي طالعناها في كتب التاريخ
وخبرناها وعشناها وانتصرنا لمبادئها في العمل والعلم والانتاج والحرية والعدل
والمساواة والذود عن حقوق الإنسان. أمريكا الديمقراطية والكيل بمكيال واحد. أمريكا
"جورج واشنطن" و"إبراهام لنكولن" و"مارتن لوثر كنج".. وتتقافز علامات الاستفهام
أمامنا وتتراقص وتتكاثر إذا
ما تطرقنا إلي الدور الأمريكي حيال القضايا العربية بوجه عام والقضية الفلسطينية
الإسرائيلية بوجه خاص ونتجنب الاطالة ونعبر تاريخ إنشاء دولة إسرائيل في
15/5/1948والعدوان الثلاثي علي مصر 1956 ونكسة يونيو 1967 والدور الأمريكي السافر
لصالح إسرائيل لاسيما الباخرة "ليبرتي" ثم نصر أكتوبر العظيم 1973 والدور الأمريكي
هذه المرة في ابرام اتفاقيات السلام المصرية الإسرائيلية 1978. 1979 وفي الدعوة
لعقد اتفاقيات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين أكتوبر 1991 وإعلان مباديء أوسلو
1993 وكامب ديفيد 1. 2 وغيرها. وغني عن البيان ان أمريكا في كل الاتفاقيات كانت
تتبني موقف إسرائيل وبالرغم من ذلك فإن الاتفاقات بين إسرائيل والفلسطينيين تحديدا
لا تساوي الحبر المدون بها طالما بقيت إسرائيل علي تشددها وصلفها إضافة إلي وضع
العراقيل أمام آليات التنفيذ بالتشجيع أو بالتحريض الأمريكي.. والمسلسل الأمريكي في
هذا الصدد لا تحده الحدود ولا تصده السدود ونستعرض معا حلقات من هذا المسلسل الكئيب
الذي يؤكد ان إسرائيل ليست سوي ولاية أمريكية:

* قبيل
الغزو الأمريكي للعراق أعلن الرئيس بوش آنذاك عن رؤية أمريكية لقيام دولتين تعيشان
في أمن وسلام جنباً إلي جنب وحدد عام 2005 لقيام دولة فلسطين وذهب بوش ولم تقم
للدولة الفلسطينية قائمة.

* تتغاضي
أمريكا عما تقترفه إسرائيل من اعتداءات بربرية وتري في كل ما تقترفه انه "دفاع عن
النفس".

** منذ ربع قرن تداول الإعلام في العالمين العربي والغربي
قصة الجاسوس اليهودي الأمريكي "جوناثان بولارد" الذي لعب دورا كبيرا في دعم إسرائيل
وكان موظفا في القوات المسلحة الأمريكية وفي التحقيقات اتضح ان "ستيفن برايان" مدير
"المعهد اليهودي للأمن القومي" في أمريكا كان متورطا في نشاطات بولارد واتصالاته
كما أن المذكور حسبما جاء في تقرير لعسكريين أمريكيين عمل علي اخفاء أسرار إسرائيل
النووية والوقوف ضد أي مناقشة عامة في أمريكا بشأن السلاح النووي الإسرائيلي.

** "لجنة الشئون العامة اليهودية الأمريكية" واختصارها "ايباك". يعمل في
ايباك أكثر من 300 من الباحثين والمتخصصين يصرفون من ميزانية سنوية تزيد علي 50
مليون دولار ويصل عدد الأعضاء في "ايباك" إلي 000 100 من الناشطين "اليهود وغيرهم"
ولها صلات قوية ومستمرة ووثيقة بأكثر من 300 جامعة أمريكية وغير أمريكية وتسعي
بإصرار وثبات لتحقيق "الممكن" وتجنب المستحيل. وتعد
"ايباك" من أهم عناصر اللوبي الإسرائيلي في أمريكا.

** حسبما
جاء في إحصائيات متناثرة هناك أكثر من 1400 محطة تليفزيونية وإذاعية أمريكية تدعم
إسرائيل ومن المتابعة الإعلامية نستطيع أن نرصد عشرات الشخصيات اليهودية التي تبوأت
المناصب الحساسة أو مازالت في مناصبها. ونذكر علي سبيل المثال:
* هنري
كيسنجر: مستشار الأمن القومي. وزير الخارجية. مستشار البنتاجون.
* بول
وولفوتيز: نائب وزير الدفاع.
روبرت
زوليك: ممثل تجاري بدرجة وزير.
* آري
فليشر: متحدث رسمي للبيت الأبيض.
روبرت
ساتلوف: مستشار الأمن القومي.
* ريتشارد
بيرل: رئيس مجلس سياسات الدفاع بالبنتاجون.
* جيمس
سيلزنجر: مستشار البنتاجون.
* روث
ديفز: مدير معهد للخدمة الخارجية.
* جوزيف
جلدنهورن: مستشار بالبيت الأبيض.
* دانييل
سول جولدن: رئيس وكالة ناسا للفضاء والطيران.
* دوجلاس
فيث: وكيل وزارة الدفاع.
* اليوت
ابرامز: مستشار الرئيس للأمن القومي.
* دوف
زخيم: وكيل وزارة الدفاع.
* ريتشارد
هاس: مدير إدارة التخطيط السياسي بوزارة الخارجية.
* مارك
جردسمان: وكيل وزارة الخارجية.
* ميل
سيمبلر: رئيس بنك التصدير والاستيراد.
* جوشوا
بولتن: مدير السياسات بمكتب الرئيس.
* آدم
جولدمان: مستشار بالبيت الأبيض.
* مارك
وينبرجر: مساعد وزير الخزانة.
* صموئيل
بودمان: نائب وزير التجارة.
* بوني
كوهين: نائب وزير الخارجية.
* رام
إيمانويل: كبير موظفي البيت الأبيض.

** نشير
إلي طقس مقدس لدي رؤساء أمريكا منذ إنشاء إسرائيل.. نقصد الالتزام الأمريكي بضمان
أمن وسلامة إسرائيل وتفوقها علي جميع الدول العربية.
** في
ملف إيران النووي والتهديد الأمريكي بضرب إيران لإجهاض طموحاتها.. إذا كان لدي
أمريكا العديد من خلفيات الصراع ودوافعه ففي مقدمتها ما تقف خلفه إسرائيل وما يصب
في صالحها بالدرجة الأولي.
** خلال شهر مارس الفائت نشرت صحيفة
"سكوتلاند هيرالد" ان الولايات المتحدة الأمريكية نقلت نحو 387 قنبلة ذكية خارقة
للتحصينات إلي قاعدة أمريكية في جزيرة "دييجو جارسيا" في المحيط الهندي في إطار
الاستعدادات لأي هجوم يستهدف المنشآت النووية الإيرانية.. هذه الأخبار تتزامن مع
استعدادات عسكرية إسرائيلية.. وقد
تساءل العديد من المتابعين: هل ستقوم الولايات المتحدة منفردة بتوجيه الضربة لإيران
أم ان إسرائيل ستشارك في هذه العملية العسكرية؟.. وفي هذا الصدد يذكر ان الطيران
الإسرائيلي قام في مايو 2009 بمناورات للتدريب علي تنفيذ مهام هجومية بعيدة المدي.

*. قبل المصادقة علي اتفاق منع الانتشار النووي قدم باراك أوباما
"ضمانات" ل "بنيامين نتنياهو" رئيس وزراء إسرائيل بتعزيز قوة الردع الاستراتيجية
الإسرائيلية. وقد
أبدت أمريكا أسفها لتسمية إسرائيل وحدها في البيان الختامي لمؤتمر مراجعة معاهدة
الانتشار النووي "28/5/2010" مطالباً إياها بالانضمام للمعاهدة.

نخلص
إلي ان الصراع الأمريكي الإيراني هو. بالدرجة الأولي. صراع إسرائيلي إيراني. وان
إسرائيل ولاية أمريكية.

للأمانة منقول
للفائدة

ولاتنسونا بصادق الدعاء
لصاحب الموضوع ولوالدي رحمة الله عليهما بالرحمة
والمغفرة

. عدد المساهمات : 1276

جزاك الله خيرا

وجعل عملك في
ميزان حسناتك

» ويل إسرائيل من طير أبابيل
» ساهم لإنقاذ إسرائيل ‏
» بنو إسرائيل في القرآن الكريم
» عاجل يا إسرائيل خذ ما تشاء من دمنا
» يهود نيويورك في مظاهرات حاشدة ضد إسرائيل