بسم الله الرحمن
الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته
السؤال:عنوان السؤال الحكمة من ترتيب
أركان الإيمان في عدة أحاديث !؟
المفتي :
الشيخ صالح الفوزان
الجواب :
هناك حكمة -
والله أعلم - في ترتيب أركان الإيمان في
الآيات والأحاديث ،
وإن كانت الواو لا تقتضي
ترتيبًا
:
₪ فقد بدئت هذه الأركان بالإيمان بالله ؛
لأن الإيمان بالله
هو الأساس ، وما سواه من الأركان تابع
له
.
₪ ثم ذكر الإيمان بالملائكة والرسل ؛ لأنهم
الواسطة بين الله
وخلقه في تبليغ رسالاته ، فالملائكة تنزل
بالوحي على الرسل ،
والرسل يبلغون ذلك للناس ، قال
تعالى : (
يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ
مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ
عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ
إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ
)
.
₪ ثم ذكر الإيمان بالكتب ؛ لأنها الحجة
والمرجع الذي جاءت به
الرسل من الملائكة والنبيين من عند الله
للحكم بين الناس فيما
اختلفوا فيه ، قال
تعالى : (
فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ
مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ
وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ
بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا
اخْتَلَفُوا فِيهِ
)
.
₪ ثم ذكر الإيمان باليوم الآخر ؛ لأنه
ميعاد الجزاء على
الأعمال التي هي نتيجة الإيمان بالله
وملائكته وكتبه ورسله
أو التكذيب بذلك ، فكان مقتضى العدالة
الإلهية إقامة هذا
اليوم للفصل بين الظالم والمظلوم ،
وإقامة العدل بين الناس
.
₪ ثم ذكر الإيمان بالقضاء والقدر لأهميته
في دفع المؤمن إلى
العمل الصالح ، واتخاذ الأسباب النافعة ،
مع الاعتماد على الله سبحانه
،
ولبيان أنه لا تناقض بين شرع الله
الذي أرسل به رسله
وأنزل به كتبه وبين قضائه وقدره
،
خلافا لمن زعم ذلك من المبتدعة والمشركين
الذين قالوا
لَوْ شَاءَ اللهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ
دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا
حَرَّمْنَا
مِنْ دُونِهِ مِنْ
شَيْءٍ
، سوغوا ما هم عليه من الكفر
بأن الله قدره عليهم
،
وإذا قدره عليهم ، فقد رضيه منهم -
بزعمهم - ، فرد الله
عليهم
بأنه لو رضيه منهم ما بعث رسله
بإنكاره ، فقال
: (
فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا
الْبَلَاغُ الْمُبِينُ )
نفعني الله به
وإياكم
منقول