جهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الدفاع عن الإسلام وتمكينه
رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم راية الجهاد في الإسلام للأسباب التالية:
· دفاعا عن العقيدة الإسلامية.
· ردعا للعدوان على الإسلام والمسلمين.
· حماية لانتشار الدعوة الإسلامية، وإعلام القبائل بقوة المسلمين.
· استرجاعا لحقوق المسلمين التي سلبها المشركون في مكة.
· إخراج المسلمين من دائرة المدينة النبوية المنورة.
· القضاء على قوة قريش التي كانت العائق الأساس لانتشار الدعوة الإسلامية
ومحاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل مكان وبجميع الوسائل.
· استجابة لمطالب أصحابه صلى الله عليه وسلم الذين واجهوا التعذيب من قريش.
فعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم راية الجهاد في سبيل الله في السنة الثانية من الهجرة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد على مطالب أصحابه من قتال المشركين
بقوله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
( اصبروا فلم أُومر بقتال ) .
ثم شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال المشركين عندما نزل قول الله تعالى:
(( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39)
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ... (40))
(سورة الحج).
حيث أوحى الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بفرض قتال المشركين،
وهو في المدينة المنورة، من قاتل المسلمين دون من لم يقاتلهم، قال الله تعالى:
(( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190))
(سورة البقرة)،
حتى نزل الأمر بفرض قتال المشركين وأهل الكتاب المعتدين والمانعين
لانتشار الإسلام إلى أن يؤمنوا، قال الله تعالى:
(( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ
وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ
فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ
(191) فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192)
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193))
(سورة البقرة)،
وقال تعالى:
((... وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ... (36))
(سورة التوبة)،
ثم نزل الأمر بالجهاد بالمال وبالنفس، قال الله تعالى:
(( انفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (41))
(سورة التوبة).
والإطار الذي سلكه رسوله صلى الله عليه وسلم في القتال بعد أن فرض الله تعالى
جهاد المشركين أو يسلموا، هو أنه لا بد لقريش أن تدرك عداوتها ومقاومتها الشرسة
له صلى الله عليه وسلم ولدعوته ولصحابته وإخراجهم من الوطن الأم
قد آن أن تنعكس عليها، خاصة وقد قوي المسلمون وأصبحت لهم الهيبة
والإمكانات لفرض السلطات على منافذ الأقطار التي تسلكها قوافل تجار قريش وأتباعها،
سواءً ذاهبة إلى الشام أو عائدة منها، وقد غدت حلالاً وغنائم للمسلمين كلما أمسكوا بها،
وأن يكون أصحابها سجناء إذا ما أُلقي القبض عليهم ماداموا على شركهم وضلال سلوكهم.
فكان رسول الله صلى الله الله عليه وسلم يتابع أخبار القبائل وعربان البوادي وتحركاتهم،
كسياسة القائد الحكيم، والحاكم المسئول لحماية دولته الآمنة،
ومقاومة الشرور والعدوان، وليتدبر سياسته الدفاعية في حينها،
وكيف يواجه مؤامراتهم، ويوجه إلى دعوة الإسلام
والترغيب في طاعة الله تعالى وطاعته صلى الله عليه وسلم.