أحوال النساء في الجنة[/size]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان النفس البشرية تشتاق وتطرب عند ذكر الجنة وما حوته من أنواع الملذات ,وهذا حسن بشرط أن لا يصبح مجرد أماني باطلة دون أن نتبع ذلك بالعمل الصالح .
فإن الله يقول للمؤمنين : ( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )
فشوقوا النفس بأخبار الجنة وصدقوا ذلك بالعمل .
إن الجنة ونعيمها ليست خاصة بالرجال دون النساء إنما هي قد ( أعدت للمتقين ) من الجنسين كما أخبرنا بذلك سبحانه تعالى : ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة )
فعند ذكر الله للمغريات الموجودة في الجنة من أنواع المأكولات , والمناظر الجميلة , والمساكن , والملابس , فإنه يعمم ذلك للجنسين ( الذكر والأنثى ) فالجميع يستمتع بما سبق
وقد أغرى الله الرجال وشوقهم للجنة بذكر ما فيها من ( الحور العين ) و ( النساء الجميلات ) . ولم يرد مثل هذا للنساء ... فقد تتساءل المرأة عن سبب هذا !؟
والجواب :
1- أن الله ( لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون )
ولكن لا حرج أن نستفيد حكمة هذا العمل من النصوص الشرعية وأصول الإسلام فأقول:
2- أن من طبيعة النساء الحياء كما هو معلوم , ولهذا فإن الله عز وجل لا يشوقهن للجنة بما يستحين منه .
3- أن شوق المرأة للرجال ليس كشوق الرجال للمرأة كما هو معلوم , ولهذا فإن الله شوق الرجال بذكر نساء الجنة ,
أما المرأة فشوقها إلى الزينة من اللباس والحلي يفوق شوقها إلى الرجال , لأنه مما جبلت عليه كما قال تعالى : ( أومن ينشؤا في الحلية ) سورة الزخرف الآية 18 .
4- قال الشيخ ابن عثيمين : " إنما ذكر(أي الله عز وجل ) الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة , فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة وسكت عن الأزواج للنساء , ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج , بل لهن أزواج من بني آدم "
والمرأة لا تخرج عن هذه الحالات في الدنيا , وهي :
1- إما أن تموت قبل أن تتزوج .
2- وإما أن تموت بعد طلاقها . قبل أن تتزوج من آخر .
3- وإما أن تكون متزوجة ولكن لا يدخل زوجها معها الجنة , والعياذ بالله .
4- وإما أن تموت بعد زواجها
5- وإما أن يموت زوجها , وتبقى بعده بلا زوج حتى تموت .
6- وإما أن يموت زوجها فتتزوج بعده غيره .
هذه حالات المرأة في الدنيا , ولكل حالة ما يقابلها في الجنة :
1- فأما التي ماتت قبل أن تتزوج , فهذه يزوجها الله عز وجل في الجنة من رجل من أهل الدنيا , لقوله صلى الله عليه وسلم ( مافي الجنة أعزب** )
قال الشيخ ابن عثيمين : " إذا لم تتزوج (أي المرأة في الدنيا , فإن الله تعالى يزوجها ما تقر به عينها في الجنة , فالنعيم في الجنة ليس مقصورا على الذكور , وإنما هو للذكور والإناث , ومن جملة النعيم : الزواج "
ومثلها : 2- المرأة التي ماتت وهي مطلقة .
ومثلها : 3- المرأة التي لم يدخل زوجها الجنة .
4- وأما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي في الجنة لزوجها الذي ماتت عنه .
5- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في الجنة .
6- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخر أزواجها مهما كثروا, لقوله صلى الله عليه وسلم : " المرأة لآخر أزواجها "
ولقول حذيفة رضي الله عنه لامرأته : " إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي , فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا , فلذلك حرم الله على أزواج النبي أن ينكحن بعده , لأنهن أزواجه في الجنة .
وقد ورد في بعض الآثار أن نساء الدنيا يكن في الجنة أجمل من الحور العين بأضعاف كثيرة , نظرا لعبادتهن الله