مما جاء فى فضل الصلوات الخمس )
حَدَّثَنَاعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍأَخْبَرَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ
عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه أنه قال :
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ قَالَ :
( الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَ الْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ
مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ (
==========================
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ جَابِرٍ وَ أَنَسٍ وَ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
==========================
( الشـــــروح )
قَوْلُهُ : ( الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَ الْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ )
زَادَ مُسْلِمٌ فِي رِوَايَةٍ : رَمَضَانَ ( كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ ) أَيْ مِنَ الذُّنُوبِ ،
وَ فِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ .
قَوْلُهُ : (مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ)
وَ فِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ " إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ "قَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ فِي شَرْحِ حَدِيثِ : "
مَا مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَ خُشُوعَهَا وَ رُكُوعَهَا
إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتَ كَبِيرَةٌ " :
مَعْنَاهُ أَنَّ الذُّنُوبَ كُلَّهَا تُغْفَرُ إِلَّا الْكَبَائِرَفَإِنَّهَا لَا تُغْفَرُ ،
وَ لَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ الذُّنُوبَ تُغْفَرُ مَا لَمْتَكُنْ كَبِيرَةً ،
فَإِنْ كَانَتْ لَا يُغْفَرُ شَيْءٌ مِنَ الصَّغَائِرِ فَإِنَّهَذَا وَ إِنْ كَانَ مُحْتَمِلًا فَسِيَاقُ الْحَدِيثِ يَأْبَاهُ ،
قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ : هَذَا الْمَذْكُورُ فِي الْحَدِيثِ مِنْ غَفْرِ الذُّنُوبِ مَا لَمْيُؤْتَ كَبِيرَةٌ
هُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَ أَنَّ الْكَبَائِرَ إِنَّمَا يُكَفِّرُهَا التَّوْبَةُ أَوْ رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى وَ فَضْلُهُ ،
وَ قَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاةِ : إِنَّ الْكَبِيرَةَ لَا يُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَ الصَّوْمُ وَ كَذَاالْحَجُّ ،
وَ إِنَّمَا يُكَفِّرُهَا التَّوْبَةُ الصَّحِيحَةُ لَا غَيْرُهَا ،
نَقَلَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّالْإِجْمَاعَ عَلَيْهِ بَعْدَمَا حَكَى فِي تَمْهِيدِهِ عَنْ بَعْضِ مُعَاصِرِيهِ
أَنَّ الْكَبَائِرَ لَا يُكَفِّرُهَا غَيْرُ التَّوْبَةِ ، ثُمَّقَالَ : وَهَذَا جَهْلٌ وَ مُوَافَقَةٌ لِلْمُرْجِئَةِ فِي قَوْلِهِمْ
: إِنَّهُ لَا يَضُرُّ مَعَ الْإِيمَانِ ذَنْبٌ . وَ هُوَ مَذْهَبٌ بَاطِلٌ بِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ . انْتَهَى ،
قَالَ الْعَلَّامَةُ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ طَاهِرٍ فِيمَجْمَعِ الْبِحَارِ ص 221 ج 2 مَا لَفْظُهُ فِي تَعْلِيقِي لِلتِّرْمِذِيِّ :
لَا بُدَّ فِي حُقُوقِ النَّاسِ مِنَ الْقِصَاصِ وَ لَوْ صَغِيرَةً ،وَ فِي الْكَبَائِرِ مِنَ التَّوْبَةِ ،
ثُمَّ وَرَدَ وَعْدُ الْمَغْفِرَةِ فِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَ الْجُمُعَةِ وَ رَمَضَانَ ،
فَإِذَا تَكَرَّرَ يُغْفَرُبِأَوَّلِهَا الصَّغَائِرُ وَ بِالْبَوَاقِي يُخَفَّفُ عَنِ الْكَبَائِرِ
وَ إِنْلَمْ يُصَادِفْ صَغِيرَةً وَ لَا كَبِيرَةً يُرْفَعُ بِهَا الدَّرَجَاتُ ،انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْ جَابِرٍوَ أَنَسٍ وَ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ )
أَمَّا حَدِيثُ جَابِرٍ فَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ وَ يُقَالُ لَهُ حَنْظَلَةُ الْكَاتِبُ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُبِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ :
مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ رُكُوعِهِنَّ وَ سُجُودِهِنَّ وَمَوَاقِيتِهِنَّ
وَ عَلِمَ أَنَّهُنَّ حَقٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ... الْحَدِيثَ ،
وَ رُوَاتُهُ رُوَاةُ الصَّحِيحِ ، قَالَهُ الْمُنْذِرِيُّ فِي التَّرْغِيبِ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ .
انْتَهَى .
وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ
. و أجل
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و
سلم
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
و الله الموفق )
=======================
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية
إن شـاء الله