الإخلاص للمعبود و متابعة الرسول
قال الله و قوله الحق سبحانه و تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
{ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) }،
ويقول تَعَالَى :
{ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ }
"البينة : 5 "
و قال تَعَالَى :
{ لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالمَنِّ وَالأَذَى كالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ }
البقرة : 264
و قال تَعَالَى :
{ يُرَاءونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً }
النساء : 142
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه أنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
« قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ
مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِى غَيْرِى تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ »
رواه مسلم .
يقول الفضيل بن عياض : العمل الحسن هو أخلصه و أصوبه .
قالوا : يا أبا علي ما أخلصه و أصوبه ؟
قال : إن العمل إذا كان خالصا و لم يكن صوابا لم يقبل ، و إذا كان صوابا
، و لم يكن خالصا لم يقبل ، حتى يكون خالصا صوابا ،
و الخالص : ما كان لله ، و الصواب : ما كان على السنة ،
و هذا هو المذكور في قوله تعالى :
{ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا
وَ لَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }
(110) الكهف
و في قوله تعالى :
{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا }
(125) النساء
فلا يقبل الله من العمل إلا ما كان خالصا لوجهه ، على متابعة أمره ،
و ما عدا ذلك فهو مردود على عامله ، يرد عليه أحوج ما هو إليه هباء منثورا ،
و في الصحيح من حديث
أمنا أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم قَالَ :
« مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ».
و كل عمل بلا اقتداء فإنه لا يزيد عامله من الله إلا بعدا ،
فإن الله تعالى إنما يعبد بأمره ، لا بالآراء و الأهواء .
أنظر كتاب مدارج السالكين لإبن القيم
و قال حافظ بن حكمي رحمه الله في سلم الوصول مبينا شرط قبول العمل :
شرط قبول السعي أن يجتمعا *** فيه إصابة و إخلاص معا
لله رب العــــــــــــــرش لا ســــــــــواه *** موافق الشرع الذي ارتضاه
( اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ
وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ )
وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل
صدق الله العلى العظيم و صدق رسوله الكريم
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و
نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )
======================
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية
ان شـاء الله