فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أخي المطالع لهذا الموضوع! ينبغي أن تعرف أن الحديث هنا ليس عن الشيعة وإنما هو عن التشيع كمذهب ونحلة، وندعوك إلى الوقوف معنا بروح التجرد والإنصاف إلى هذا الموضوع.
الشيعة فيهم الجاهل وفيهم العالم، ولكن الموضوع أكبر من هذا بكثير، فنحن نريد أن نتكلم عن التشيع كتشيع، ولا نريد أن نتكلم عن الشيعة كأفراد، فموضوع الأفراد ليس هذا مجاله، وإنما المجال هو الكلام في التشيع ذاته لا في الأفراد الذين ينتمون إلى هذا المذهب أو هذا الدين أو هذه الملة، وإنما نتكلم -كما قلت- عن أصل هذا الدين أو أصل هذا التشيع.
الشيعة الإمامية: هم الذين يقولون بإمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة بدون فصل، ويرون أن أبا بكر أغتصب الخلافة من علي، وأيضاً فعل ذلك عمر وعثمان.
*الصحابة عند الشيعة:
والصحابة عند الشيعة قسمين:
* القسم الأول: هم الذين أبا بكر وعمر وعثمان على تجنيهم على علي، وهؤلاء هم جل الصحابة.
* القسم الثاني: هم الذين لم يرضوا بهذا وخالفوا ذلك الأمر ورأوا أن أبا بكر وعمر وعثمان قد اغتصبوا الخلافة من علي وأن الخلافة لعلي، وهؤلاء قد اختلف الشيعة في أعدادهم أو أسمائهم ولكن أجمعوا على ثلاثة وهم: سلمان الفارسي رضي الله عنه، و المقداد بن الأسود رضي الله عنه، وأبو ذر الغفاري رضي الله عنه.
وقد جاءت روايات -كما سيأتي- أن الصحابة كلهم ذهبوا إلا ثلاثة هم: سلمان، والمقداد، وأبا ذر، وجاءت في بعض الروايات: ارتد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم إلا ثلاثة -وذكروا أولئك الثلاثة- ثم بعد ذلك يستثني عمار بن ياسر وبعض الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
فإذاً: الشيعة هم الذين يقولون بإمامة علي بن أبي طالب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا فصل، ولكنهم بعد ذلك اختلفوا اختلافاً شديداً في الإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعد أن اتفقوا على علي بن أبي طالب اختلفوا بعد علي وبعد الحسين وبعد جعفر اختلافاً شديداً، وكذلك بعد الحسن العسكري، والمشهور أيضاً أنهم تقريباً -بعد كل إمام يختلفون- ولكن أكبر هذه الخلافات التي وقعت بين الشيعة هي التي بعد علي مباشرة؛ لأن بعض الشيعة قالوا: إن علياً لم يمت و مازال باقياً رضي الله عنه، ولم يقولوا بإمامة الحسن بن علي بعد علي رضي الله عنه، ولكن جمهورهم ذهبوا إلى إمامة الحسن بعد علي بن أبي طالب وبعد الحسن واتفقوا على الحسين، وبعد الحسين اختلفوا أيضاً، وبعضهم قال بأن الإمامة انتهت عند الحسين، وبعضهم قال بإمامة محمد بن الحنفية، أي: وبعد على قالوا بإمامة محمد بن علي ثم بعد محمد قالوا بإمامة جعفر ولكن بعد جعفر اختلفوا فمنهم من قال بإمامة موسى وهم جمهور الشيعة، ومنهم من قال بإمامة إسماعيل بن جعفر وهم مجموعة من الشيعة الذين يسمون بالإسماعيلية، ومنهم من وقف في جعفر وقالوا: انتهت الإمامة عند جعفر وغير ذلك.
واختلفوا كذلك بعد الحسن العسكري: الذي هو الحسن بن علي الهادي اختلفوا في الإمامة بعده، فقال بعضهم: إن الإمامة وقفت عنده، وبعضهم قال بإمامة المنتظر الذي ادعوا أنه ولد الحسن العسكري، وبعضهم قال بإمامة أخيه جعفر؛ ولذلك يقول النوبختي وهو من علماء الشيعة يقول: (بعد الحسن اختلفت الشيعة على أربع عشرة فرقة)، هذا بعد الحسن فقط.
وموضوع المنتظر عند الشيعة موجود في الكافي من ينكر ذلك، أي: ينكر وجود المنتظر، فهذا كتاب الكافي للشيعة أخذت منه هذه الرواية التي تقول: [[أن رجلاً من الأشعريين سأل أبا بكر فقال: فما خبر أخيه جعفر؟ -يقصدون جعفر أخا الحسن العسكري- فقال: ومن جعفر؟ تسأل عن خبره! أو يقرن بالحسن جعفر معلن الفسق، فاجر، ماجن، شريب للخمور، أقل من رأيته من الرجال، وأهتكه لنفسه، خفيف في نفسه، ولقد ورد على السلطان... إلى أن يقول: فلما اعتل الحسن بعث إلى أبي أن ابن الرضا قد اعتل فركض من ساعته فبادر إلى دار الخلافة، ثم رجع مستعجلاً ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين كلهم من ثقاته وخاصته فيهم تحرير، فأمر بلزوم دار الحسن وتعرف خبره وحاله، وبعث إلى نفر من المتطببين فأمره بالاختلاف إليه وتعهده صباحاً ومساء... إلى قوله: وفتشوا الحجر وختم على جميع ما فيها، وطلبوا أثر ولده وجاءوا بنساء يعرفن الحمل، فدخلن إلى جواريه ينظرن إليهن، فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل، فجعلت في حجرة، ووكل بها تحرير الخادم وأصحابه ونسوة معهم، ثم أخذوا بعد ذلك في تهيئته، وعطلت الأسواق، وركبت بنو هاشم والقواد وأبي وسائر الناس إلى جنازته، يقول: ثم غطي وجهه وأمر بحمله، فحمله من وسط داره ودفن فالبيت دفن فيه أبوه، فلما دفن أخذ السلطان والناس في طلب ولده وكثر التفتيش في المنازل والدور وتوقفوا عن قسمة ميراثه، ولم يعد يزل الذين وكلوا بخفض الجارية التي توهم عليها الحمل لازمين حتى تبين بطلان الحمل، فلما بطل الحمل عنهن قسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر]].
فهذا كتاب الكافي الذي هو الكتاب المعتمد عند الشيعة يقول لنا: إنه ليس هناك مهدي منتظر، أي: لم يولد للحسن أصلاً و لم يكن للحسن العسكري ولد؛ ولذلك قسم ميراث الحسن بين أمه وأخيه.
يقول النوبختي: (توفي الحسن بن علي سنة 260هـ ودفن في داره ولم ير له أثر ولم يعرف له ولد ظاهر).
ويقول: (قسم ما ظهر من ميراثه أخوه جعفر وأمه وهي أم ولد، فافترق أصحابه بعده أربع عشرة فرقة) وقالت: الفرقة الثانية عشرة وهم الإمامية: لله حجة من ولد الحسن بن علي وهو وصي لأبيه. مع أنه فتش فلم يوجد له ولد. وهذا قاله النوبختي في كتاب فرق الشيعة صفحة (108).
*ومن معتقدات الشيعة المخالفة:
· ما هي معتقدات الشيعة التي خالفوا بها أهل السنة أو ما هي معتقدات الشيعة التي خالفوا بها المسلمين.
هذه المعتقدات كثيرة جداً ولعلي أذكر أهمها هنا:
المسألة الأولى: القول بالرجعة: والله تبارك وتعالى كذب القول بالرجعة في كتابه العزيز في ذكره حال الكافرين، (( قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلّا إِنّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ))[المؤمنون:99-100]، فالرجعة قد كذبها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، ولكن نجد أن الشيعة يقولون بالرجعة.
روى الكليني في الكافي عن علي رضي الله عنه أنه قال: [[ولقد أعطيت السنة علم المنايا، والبلايا، والوصايا، وفصل الخطاب، وإني لصاحب الكرات، ودولة الدول، وإني لصاحب العصا والميتمي والدابة التي تكلم الناس]]. هذا في الكافي الجزء الأول صفحة (198) قال محقق الكتاب علي أكبر الغفاري: (الكرات)، أي: الرجعات إلى الدنيا.