البوابة الرسمية للأساتذة بالجزائر
افكار دمرت العالم الاسلامي Uuoou_10
البوابة الرسمية للأساتذة بالجزائر
افكار دمرت العالم الاسلامي Uuoou_10
البوابة الرسمية للأساتذة بالجزائر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 افكار دمرت العالم الاسلامي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحب في الله
.
.
الحب في الله


عدد المساهمات : 648

افكار دمرت العالم الاسلامي Empty
مُساهمةموضوع: افكار دمرت العالم الاسلامي   افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 21, 2010 10:21 am

افكار دمرت العالم الاسلامي 89322901
افكار دمرت العالم الاسلامي

أحمد الشجاع - عودة ودعوة




تمهيد :
ليست المآسي التي أصابت العالم الإسلامي
محصورة فقط بالعدوان المسلح أو الاحتلال أو هيمنة الأعداء، وليس الضعف
الذي أصاب المسلمين مقصور فقط على ضعف الأبدان أو البلدان، وليست أسباب
الذلة والهوان ناتجة فقط عن تمزق أراضي المسلمين وتفتتها..وليست الحروب فقط
في ساحة الميدان بالسيف أو الرصاص، بل هناك حرب العقول والأفكار، وهناك
عدوان الثقافات والمفاهيم


لقد أصاب المسلمين الكثير من سهام الغزو الثقافي الخارجي، وهي من الأسباب الرئيسية التي مهدت لانهيار العالم الاسلامي وخضوعه للغرب منذ مئات السنين.

وفيما يلي نبذة مختصرة عن بعض سهام الغزو الثقافي
الغربي التي نفذت إلى عقول وقلوب المسلمين حتى أصبحوا كالأموات لا يعي
الكثيرون من حياتهم إلا بقدر ما ترجوه نزعات النفوس التي دمرتها تلك
الأفكار.

والهدف من هذه المقالة التذكير بأخطار أخرى كثيراً
ما نتجاهلها مع علمنا بخطورتها، وكثيراً ما نركز على المآسي المادية ولا
نربطها بتلك الثقافات الغازية التي تعد دافعاً رئيسياً لدى الأعداء نحو هدم
الإسلام، كما تعد سبباً رئيسياً لدى المسلمين في السكوت عما يحصل يتعرضون
له.

الليبرالية:
افكار دمرت العالم الاسلامي 2.jpgافكار دمرت العالم الاسلامي 92222070

الليبرالية ( LIBERALISME) كلمة ليست عربية، وترجمتها (الحرية)، جاء في الموسوعة الميسرة:
"الليبرالية:
مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في الميدانين الاقتصادي
والسياسي"..ولها تعريفات مرتكزها: الاستقلالية، ومعناها: التحرر التام من
كل أنواع الإكراه الخارجي، سواء كان دولة أم جماعة أم فردا، ثم التصرف وفق
ما يمليه قانون النفس ورغباتها، والانطلاق والانفلات نحو الحريات بكل
صورها: مادية، سياسية، نفسية، ميتافيزيقية (عَقَدِيّة).

وقد عرف (جان جاك روسو) الحرية الخُلقية ـ كما
يسميها ـ فقال: "الحرية الحقة هي أن نطيع القوانين التي اشترعناها نحن
لأنفسنا"..فهي – بحسب هذا المفهوم - عملية انكفاء على الداخل (النفس)،
وعملية انفتاح تجاه القوانين التي تشرعها النفس.. فالانكفاء على الداخل
تمرد وهروب من كل ما هو خارجي، والانفتاح طاعة القوانين التي تشرعها النفس
من الداخل.

.والليبرالية كنظرية في السياسة والاقتصاد والاجتماع
لم تتبلور على يد مفكر واحد، بل أسهم عدة مفكرين في إعطائها شكلها
الأساسي..ففي الجانب السياسي يعتبر (جون لوك) ـ 1632م-1704م ـ أهم وأول
الفلاسفة إسهاماً..وفي الجانب الاقتصادي (آدم سميث) ـ 1723م-1790م.

وكذلك كان لكل من (جان جاك روسو) ـ 1712م-1778م ـ و(جون ستيوارت مل) إسهامات واضحة.. وقد تقدم أن الليبرالي مذهب قضيته الإنسان، وعلى ذلك فكل المذاهب التي اختصت بهذا القضية كان لها إسهام واضح في تقرير مبادئ الليبرالية:
- فالعلمانية تعني فصل الدين عن السياسة،
كما تعني فصل الدين عن النشاط البشري بعامة، وعلى مثل هذا المبدأ يقوم
المذهب الليبرالي في كافة المجالات: السياسية، والاقتصادية، والفكرية، بل
لا تكون الدولة ليبرالية إلا حيث تكون العلمانية، ولا تكون علمانية إلا حيث
تكون الليبرالية.

- والعقلانية تعني الاستغناء عن كل مصدر في الوصول إلى الحقيقة،
إلا عن العقل الإنساني، وإخضاع كل شيء لحكم العقل، لإثباته أو نفيه، أو
معرفة خصائصه ومنافعه، والعقل المحكّم هنا هو عقل الإنسان، وهكذا تقوم
الليبرالية على مزاعم بأن العقل الإنساني بلغ من النضج العقلي قدراً يؤهله
أن يرعى مصالحه ونشاطاته الدنيوية، دون وصاية خارجية، والوصاية الخارجية
هنا يأتي من بينها الدين

- والنفعية تجعل من نفع الفرد والمجتمع مقياساً للسلوك،
وأن الخير الأسمى هو تحقيق السعادة لأكبر عدد من الناس، والمقصود هنا أن
يتحول الإنسان إلى آلة للاستهلاك فقط، لا تهتم بالجانب الروحي، أي أنه أشبه
بالكائنات البهيمية، حيث يسعى لتحقيق رغبات النفس، والله تعالى قد وصف
النفس بأنها أمارة بالسوء.

وهكذا فكل هذه المذاهب وغيرها كان لها نصيب في
صياغة المذهب الليبرالي، وهذه نتيجة طبيعية لمشكلة كان يعانيها كل المفكرين
الغربيين الذين كانوا يتعرضون لانتهاكات الكنيسة، فبحثوا عن بديل يبعدهم
ويبعد مجتمعاتهم عن ديكتاتورية الكنيسة، فلم يجدوا إلا الخروج عن كل ضابط
ديني وأخلاقي

ولم يتفق صناع الليبرالية والمنظرين لها على تعريف
يحدد بوضوح منهجها، لكنهم أجمعوا على وصفها بالحرية المطلقة ولا يكاد يتفق
فردين من أتباعها على سقف محدد لحريتهما، إذ إنهم يرون أن لكل فرد منهم أن
يحدد سقف حريته الشخصية بما يراه.

والحرية المطلقة المقصودة كما يروج لها صناع
الليبرالية عبر تاريخها هي التحرر من كل القيود سواء كانت دينية أو سياسية
أو غير ذلك من القيود المفروضة على حرية الفرد..حتى أن بعض أتباع
الليبرالية رفض الديمقراطية بحجة أنها صوت الأغلبية مما يحد من حرية
الأقلية.

فإذا عجز الليبراليون أنفسهم عن تعريف مذهبهم . فلم
يعجز شرع الله سبحانه عن تعريف من يدعو للتحرر من أحكام شرعه بحجة الحرية
الشخصية المطلقة قال الله تعالى : } أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ
هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ
وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ
بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ{ الجاثية آية23.

فمن يرى أن متطلبات حريته الشخصية مهيمنة على ما شرع
الله من أحكام وأوامر ونواهي فهذا تأليه للهواء واتباعاً للشيطان، الذي
قطع عهدا على نفسه بأن يغوي بني آدم إلا من اخلص منهم العبادة لله وحده.

وبحسب مفلح عشق المنفوري ينقسم دعاة الفكر الليبرالي إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول : يؤمن بهذا الفكر جملة وتفصيلاً ويدعي أنه المنقذ الوحيد للبشرية والطريق الصحيح لتقدمها، وينبذ كل ما سواه من افكار وتشريعات تشريعات ومعتقدات مدعياً أنها تحد من حرية الفرد.
القسم الثاني: فئة مغرر بها من قبل القسم الأول مصدقة لكثير مما يطرح من فكر منفذة لأجندته لا ترى إلا ما يرى بحثاً عن تحقيق أهدافه (المزعومة).
القسم الثالث: فئة تعرف أن هذا الفكر باطل جملة وتفصيلاً، لكن
هذا لا يعني لها الشيء الكثير فهي تتبع أصحاب الصوت المرتفع، طالبة للشهرة
والمال أين كان مصدرهما فهي تركب كل مطية توصلها لمبتغاها ولو على حساب
معتقدها وقيمها

ونجح هذا الفكر كثيرا في الغرب؛ مما شجعهم على
اتخاذه سلاحاً لتنفيذ مخططاتهم في البلدان الإسلامية..إلا أن العائق الوحيد
الصامد أمام هذا التيار هو دين الإسلام، وذلك لقوة منهجه وترسخه في نفوس
متبعيه وبلاغة حجته، ولا ريب فهذا شرع الله تكفل بحفظه سخر لنصرته من يشاء
من عباده
فعلم القوم أن المواجهة مع الدينالاسلامي
مباشرة، مواجهة خاسرة لا محالة، فما كان منهم إلا المكيدة بأتباعه ليهدموا
دينهم بأيديهم..واتخذوا لتنفيذ هذا النهج طرائق وأساليب عدة تتفاوت قوتها
ودرجات نجاحها بتفاوت القدرة والفرصة المتاحة لمنفذيها .

ومن أول المكائد:
الادعاء بأن الصراع صراع بين التيار الليبرالي والتيار الإسلامي، مدعين أن الهدف ليس الإسلام ولكن التيار الاسلامي وهذا الادعاء يعد من أقوى الإستراتيجيات لدعاة هذا الفكر، فهم عندما يصورون الصراع على أنه بين تيارين يريدون بذلك ما يلي:
1ـ إيهام المسلمين أن المقصود تيار معين وليس المسلمين والإسلام.
2ـ الإبقاء على خط الرجعة مفتوح في أي لحظة وذلك
عندما تضعف حجتهم أمام الدليل الشرعي بدعوى أنهم لا يعارضونه ولكن يعارضون
طريقة التيار المنفذ له.
3ـ كسب تعاطف
أكبر عدد من العامة الذين لا يعلمون حقيقة الموجهة..وللأسف الشديد – كما
يقول مفلح المنفوري - فقد نجحت هذه المكيدة إلى حد كبير، فلم ينتبه بعض
المواجهين لفكر التيار الليبرالي لخطورة هذه المكيدة.

فعندما يوضح مفتي عام المملكة
للمسلمين خطورة ما تبثه بعض القنوات من مفاسد تضر بالعقيدة والأخلاق ،
ترتفع أصوات الليبراليين مدعين أن التيار الديني هو الذي يرفض ما يعرض في
هذا القنوات،
والحق أن الدين
الاسلامي هو الذي يحرم كل ما يضر بمعتقد وأخلاق المسلم، وليس هذا فكر تيار ديني (كما يزعمون) بل شرع الله الحكيم.
وقد ألصق الليبراليون تهمة تفريخ الإرهاب بمناهج
التعليم والمساجد وحلقات تحفيظ القرآن والمراكز الصيفية. موهمين عامة
المسلمين أن من يقف وراء ذلك كله هو ما يسمى بالتيار الديني..مطالبين
بإغلاق المراكز الصيفية وتحفيظ القرآن أو رفع يد المختصين في العلم الشرعي
عنها وتغيير المناهج الشرعية وتقليصها كماً وكيفاً
ويعلم
الليبراليون أن المسلمين عبر تاريخهم يرجعون في تعلم شرع الله وتفسير
أحكامه إلى العلماء الشرعيين الثقات، وإن مصدر القوة المواجهة لفكرهم يكمن
في قوة حجة العلماء الراسخين في العلم وثقة الناس بهم..فكان لزاماً عليهم
أن يعملوا على سحب الثقة القائمة بين العلماء وعامة المسلمين ليسهل تنفيذ
مخططهم.

فعمدوا إلى اتهام العلماء بأنهم يمارسون وصاية على الناس.
وأن المسلمين كالقطيع يتبعون دائماً العلماء. وأن العلماء يحتكرون التفكير
والاستنباط من النصوص الشرعية مدعين (أي الليبراليين) إن هذا حق لكل فرد
وليس خاص بالعلماء فقط.

أيضاً كانت قضايا المرأة ولا تزال عند الليبراليين
المحور الأساس في نشر فكرهم، متلبسين دور المنقذ للمرأة من الظلم وضياع
الحقوق متخذين أكثر من وسيلة لإبراز دورهم المزعوم في إنقاذها.

ومن ذلك على سبيل المثال:
طعنهم في الحجاب، وادعائهم بأن بقاء المرأة في بيتها تقييد لحريتها، أي
أنهم يغلبون جانب العمل الخارجي على الجانب الإنساني للمرأة وهو الاهتمام
ببيتها، مع أن الإسلام يوازن بين الجانبين.

وادعى الليبراليون عبر تاريخهم منذ عصر الاستعمار فيالعالم الاسلامي
ويدعون اليوم أن تطبيق الشريعة بشمولية في حياة الناس من أسباب تخلف الأمة
الإسلامية، وقتل الإبداع وحرية التفكير. مستشهدين على ذلك بما يحدث في
أوروبا من تقدم علمي بعد سقوط كهنوت الكنيسة..ومتصنعين لصراع يطبلون له كل
يوم بين العلم الشرعي والعلوم المادية، موهمين الناس أنه لا تقدم في العلوم
المادية إلا بتقليص العلوم الشرعية، مدعين أن العقل يجب أن يكون وصياً على
الدين، يأخذ منه ما يوافقه ويفهمه ويترك ما سوى ذلك، محتجين بأن الدين همش
أهمية العقل..ويأتي هذا التوجه انسجاماً مع قواعد الليبرالية التي تهتم
بالماديات وتعطيها الأولوية في حياة الإنسان، وتهمل بالمقابل الجانب الروحي
الداخلي المتمثل بالدين

الرأسمالية:
افكار دمرت العالم الاسلامي 20093255
يشير
مصطلح الرأسمالية بشكل عام إلى نظام اقتصادي تكون فيه وسائل الإنتاج بشكل
عام مملوكة ملكية خاصة أو مملوكة لشركات تعمل بهدف الربح، وحيث يكون
التوزيع، الإنتاج وتحديد الأسعار محكوم بالسوق الحر والعرض والطلب.

بحسب الحتمية التاريخية بحسب ماركس، فإن الرأسمالية
هي ثمرة التطور الصناعي والنقلة النوعية في وسائل الإنتاج المتخلفة في
العصر الإقطاعي إلى الوسائل المتطورة في الثورة الصناعية والتي كانت ظهور
الرأسمالية فيها كأحد التبعات، عقب التوسع العظيم في الإنتاج بدأت
الإمبريالية بالظهور من خلال وجود شركات احتكارية تسعى للسيطرة
على العالم
فبدأت الحملات العسكرية الهادفة لاحتلال أراضي الآخرين وتأمين أسواق لتلك
الشركات وهذا فيما يعرف بالفترة الاستعمارية، ظلت ذيول هذا الاستعمار على
الرغم من استقلال العديد من الدول لاحقاً حيث مولت هذه الشركات عدة
انقلابات عسكرية في فترة الخمسينات والستينات في دول أمريكا اللاتينية بهدف
الحفاظ على هيمنتها على تلك الدول.

تؤمن الأنظمة الرأسمالية بالفكر الليبرالي وهو
انتهاج الرأسمالية كاقتصاد والديمقراطية كسياسة، تعتبر المقولة الفرنسية
(دعه يعمل دعه يمر) هي الشعار المثالي للرأسمالية التي تعمل على حرية
التجارة ونقل البضائع والسلع بين البلدان ودون قيود جمركية.
التأسيس:
كانت أوروبا محكومة بنظام الإمبراطورية الرومانية التي ورثها النظام الإقطاعي:
- لقد ظهرت ما بين القرن الرابع عشر والسادس عشر الطبقة البورجوازية تالية لمرحلة الإِقطاع ومتداخلة معها.
- تلت مرحلة البورجوازية مرحلة الرأسمالية وذلك منذ
بداية القرن السادس عشر ولكن بشكل متدرج. فلقد ظهرت أولاً الدعوة إلى
الحرية وكذلك الدعوة إلى إنشاء القوميات اللادينية والدعوة إلى تقليص ظل
البابا الروحي.

- ظهر المذهب الحر (الطبيعي) في النصف الثاني من القرن الثامن عشر في فرنسا حيث ظهر الطبيعيون.
من أشهر دعاة هذا المذهب:
- فرانسوا كيزني (1694م- 1778م) ولد في فرساي
بفرنسا، وعمل طبيباً في بلاط لويس الخامس عشر, لكنه اهتم بالاقتصاد وأسس
المذهب الطبيعي, نشر في سنة (1756م) مقالين عن الفلاحين وعن الجنوب، ثم
أصدر في سنة (1758م) الجدول الاقتصادي وشبَّه فيه تداول المال داخل الجماعة
بالدورة الدموية.

- جون لوك (1632-1704م) صاغ النظرية الطبيعية الحرة
حيث يقول عن الملكية الفردية: "وهذه الملكية حق من حقوق الطبيعة وغريزة
تنشأ مع نشأة الإِنسان، فليس لأحد أن يعارض هذه الغريزة"
- ظهر بعد ذلك المذهب الكلاسيكي الذي تبلورت أفكاره على أيدي عدد من المفكرين الذين من أبرزهم افكار دمرت العالم الاسلامي 74332435
- آدم سميث (1723-1790م) وهو أشهر الكلاسيكيين على
الإِطلاق، ولد في مدينة كيركالدي في اسكوتلندا، وفي سنة (1776م) أصدر كتابه
(بحث في طبيعة وأسباب ثروة الأمم).

- روبرت مالتوس (1766-183م) اقتصادي إنجليزي
كلاسيكي متشائم صاحب النظرية المشهورة عن السكان إذ يعتبر أن عدد السكان
يزيد وفق متوالية هندسية بينما يزيد الإِنتاج الزراعي وفق متوالية حسابية
كما سيؤدي حتماً إلى نقص الغذاء والسكن.

- اللورد كينز (1946-1883م) صاحب النظرية التي عرفت
باسمه (الكينزية) والتي تدور حول البطالة والتشغيل. وقد ذكر نظريته هذه
ضمن كتابه (النظرية العامة في التشغيل والفائدة والنقود) الذي نشره سنة
1936م.

- دافيد هيوم (1711-1776م) صاحب نظرية النفعية التي
وضعها بشكل متكامل والتي تقول بأن "الملكية الخاصة تقليد اتبعه الناس
وينبغي عليهم أن يتبعوه لأن في ذلك منفعتهم

- أدمون برك من المدافعين عن الملكية الخاصة على أساس النظرية التاريخية أو نظرية تقادم الملكية.
أســس ا لرأسماليــة:
- البحث عن الربح بشتى الطرق والأساليب دون ضوابط.
- تقديس الملكية الفردية وذلك بفتح الطريق لأن يستغل
كل إنسان قدراته في زيادة ثروته وحمايتها وعدم الاعتداء عليها وتوفير
القوانين اللازمة لنموها واطرادها وعدم تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية
إلا بالقدر الذي يتطلبه النظام العام وتوطيد الأمن.

- المنافسة والمزاحمة في الأسواق.
- نظام حرية الأسعار وإطلاق هذه الحرية وفق متطلبات العرض والطلب، واعتماد قانون السعر المنخفض في سبيل ترويج البضاعة وبيعها
الجــذور الفكرية والعقـائــدية:
- تقوم الرأسمالية في جذورها على شيء من فلسفة الرومان القديمة، يظهر ذلك في رغبتها في امتلاك القوة وبسط النفوذ والسيطرة.
- لقد تطورت متنقلة من الإِقطاع إلى البورجوازية إلى
الرأسمالية وخلال ذلك اكتسبت أفكاراً ومبادئ مختلفة تصب في تيار التوجه
نحو تعزيز الملكية الفردية والدعوة إلى الحرية المطلقة.

- قامت في الأصل على افكار المذاهب الحر والمذهب الكلاسيكي.
- لا يهم الرأسمالية من القوانين الأخلاقية إلا ما يحقق لها المنفعة ولاسيما الاقتصادية منها على وجه الخصوص.
- كان للأفكار والآراء التي تولدت نتيجة للثورة الصناعية في أوروبا دور بارز في تحديد ملامح الرأسمالية.
- تدعو الرأسمالية إلى الحرية وتتبنى الدفاع عنه، لكن الحرية السياسية تحولت إلى حرية أخلاقية واجتماعية
مخاطر الرأسمالية:
- الرأسمالية نظام وضعي يقف
على قدم المساواة مع الشيوعية وغيرها من النظم التي وضعها البشر بعيداً عن
منهج الله الذي ارتضاه لعباده ولخلقه من بني الإنسان، ومن مخاطرها:

- الأنانية: حيث يتحكم فرد أو أفراد قلائل بالأسواق تحقيقاً لمصالحهم الذاتية دون تقدير لحاجة المجتمع أو احترام للمصلحة العامة.
- الاحتكار: إذ يقوم
الشخص الرأسمالي باحتكار البضائع وتخزينها حتى إذا ما فقدت من الأسواق نزل
بها ليبيعها بسعر مضاعف يبتز به المستهلكين الضعفاء.

- لقد تطرفت الرأسمالية في تضخيم شأن الملكية الفردية كما تطرفت الشيوعية في إلغاء هذه الملكية.
- المزاحمة والمنافسة:
إن بنية الرأسمالية تجعل الحياة ميدان سباق مسعور إذ يتنافس الجميع في سبيل
إحراز الغلبة، وتتحول الحياة عندها إلى غابة يأكل القوي فيها الضعيف،
وكثيراً ما يؤدي ذلك إلى إفلاس المصانع والشركات بين عشية وضحاها.

- ابتزاز الأيدي العاملة:
ذلك أن الرأسمالية تجعل الأيدي العاملة سلعة خاضعة لمفهومي العرض والطلب
مما يجعل العامل معرضاً في كل لحظة لأن يُستبدَل به غيره ممن يأخذ أجراً
أقل أو يؤدي عملاً أكثر أو خدمة أفضل.

- البطالة: وهي ظاهرة
مألوفة في المجتمع الرأسمالي، وتكون شديدة البروز إذا كان الإنتاج أكثر من
الاستهلاك مما يدفع بصاحب العمل إلى الاستغناء عن الزيادة في هذه الأيدي
العاملة التي تثقل كاهله

- الحياة المحمومة:
وذلك نتيجة للصراع القائم بين طبقتين إحداهما مبتزة يهمها جمع المال من كل
السبل وأخرى محروقة تبحث عن المقومات الأساسية لحياتها، دون أن يشملها شيء
من التراحم والتعاطف المتبادل

- الاستعمار: ذلك أن
الرأسمالية بدافع البحث عن المواد الأولية، وبدافع البحث عن أسواق جديدة
لتسويق المنتجات تدخل في غمار استعمار الشعوب والأمم استعماراً اقتصاديّاً
أولاً وفكريًّا وسياسيًّا وثقافيًّا ثانياً، وذلك فضلاً عن استرقاق الشعوب
وتسخير الأيدي العاملة فيها لمصلحتها
- الحروب والتدمير: فلقد شهدت البشرية ألواناً عجيبة من القتل والتدمير وذلك نتيجة طبيعية للاستعمار الذي أنزل بأمم الأرض أفظع الأهوال وأشرسها.
- الرأسماليون يعتمدون على مبدأ الديمقراطية في السياسة والحكم،
وكثيراً ما تجنح الديمقراطية مع الأهواء بعيدة عن الحق والعدل والصواب،
وكثيراً ما تستخدم لصالح طائفة الرأسماليين أو من يسمون أيضاً (أصحاب
المكانة العالية).

- النظام الرأسمالي يقوم على أساس ربوي، ومعروف أن الربا هو جوهر العلل التي يعاني منها العالم أجمع
- الرأسمالية تنظر إلى الإنسان على أنه كائن مادي وتتعامل معه بعيداً عن ميوله الروحية والأخلاقية، داعية إلى الفصل بين الاقتصاد وبين الأخلاق.
- تعمد الرأسمالية إلى حرق البضائع الفائضة،
أو تقذفها في البحر خوفاً من أن تتدنى الأسعار لكثرة العرض، وبينما هي
تقدم على هذا الأمر تكون كثير من الشعوب أشدَ معاناة وشكوى من المجاعات
التي تجتاحها.

- يقوم الرأسماليون بإنتاج المواد الكمالية ويقيمون الدعايات الهائلة لها دونما التفات إلى الحاجات الأساسية للمجتمع ذلك أنهم يفتشون عن الربح والمكسب أولاً وأخراً
ويتضح مما سبق:
أن الرأسمالية مذهب مادي جشع يغفل القيم الروحية في
التعامل مع المال مما يزيد الأغنياء غنى والفقراء فقراً. وتعمل أمريكا الآن
باعتبارها زعيمة هذا المذهب على ترقيع الرأسمالية في دول
العالم
الثالث - بعد أن انكشفت عوارها - ببعض الأفكار الاشتراكية محافظة على
مواقعها الاقتصادية، وكي تبقى سوقاً للغرب الرأسمالي وعميلاً له في الإنتاج
والاستهلاك والتوزيع. وما يراه البعض من أن الإسلام يقترب في نظامه الاقتصادي من الرأسمالية خطأ واضح يتجاهل عدداً من الاعتبارات:

- أن الإسلام نظام رباني يشمل أفضل ما في الأديان
والمذاهب من إيجابيات ويسلم ممَّا فيها من سلبيات إذ أنه شريعة الفطرة تحلل
ما يصلحها وتحرم ما يفسدها.

- أن الإسلام وجد وطبق قبل ظهور النظم الرأسمالية
والاشتراكية، وهو نظام قائم بذاته، والرأسمالية تنادي بإبعاد الدين عن
الحياة، وهو أمر مخالف لفطرة الإنسان، كما تزن أقدار الناس بما يملكون من
مال، والناس في الإسلام يتفاضلون بالتقوى.

- ترى الرأسمالية أن الخمر والمخدرات تلبي حاجات بعض
أفراد المجتمع، وكذلك الأمر بالنسبة لخدمات راقصة البالية، وممثلة المسرح،
وأندية العراة، ومن ثم تسمح بها دون اعتبار لما تسببه من فساد، وهي أمور
لا يقرها الضمير الإسلامي. وفي سبيل تنمية رأس المال تسلك كل الطرق دونما
وازع أخلاقي مانع فالغاية عندهم دائماً تبرر الوسيلة.

- النواحي الاقتصادية في الإسلام مقيدة بالشرع وما
أباحه أو حرمه ولا يصح أن نعتبر الأشياء نافعة لمجرد وجود من يرغب في
شرائها بصرف النظر عن حقيقتها واستعمالها من حيث الضرر أو النفع
-
القول بأن الندرة النسبية هي أصل المشكلة الاقتصادية قول مخالف للواقع
فالمولى سبحانه وتعالى خلق الكون والإنسان والحياة وقدر الأقوات بما يفي
بحياة البشرية، وقدّر الأرزاق وأمر بالتكافل بين الغني والفقير

- أدى النظام الرأسمالي إلى مساوئ وويلات، وأفرز ما يعانيه العالم من استعمار ومناطق نفوذ وغزو اقتصادي ووضع معظم ثروات العالم في أيدي الاحتكارات الرأسمالية وديون تراكمية.
الشيوعية:
افكار دمرت العالم الاسلامي 86760127
الشيوعية
هي نظرية اجتماعية وحركة سياسية ترمي إلى السيطرة على المجتمع ومقدّراته
لصالح أفراد المجتمع بالتساوي ولا يمتاز فرد عن آخر بالمزايا التي تعود على
المجتمع. وتعتبر الشيوعية (الماركسية) تيار تاريخي من التيارات
المعاصرة..والأب الروحي للنظرية الشيوعية هو اليهودي كارل ماركس ومن أهم من
توغل في النظرية الشيوعية وأسهم في الكتابات والتطبيق فيها هو فلاديمير
لينين الزعيم السابق للاتحاد السوفييتي

وفي الرؤية الماركسية الشيوعية هي مرحلة حتمية في
تاريخ البشرية، تأتي بعد مرحلة الاشتراكية التي تقوم على أنقاض المرحلة
اللاقومية، و يرى ماركس أن الصراع التنافسي للبرجوازية يولد العهد
الكوسموبولوتي الذي يغلب عليه الطابع الاحتكاري، و تحول الربح التنافسي
للربح الاحتكاري سيؤدي إلى ثورات تفرض النظم الاشتراكية حيث يصبح لكل إنسان
عمله و لكل إنسان حسب عمله، حيث يتم القضاء على الملكية الخاصة..وتأتي
الشيوعية كتطور تاريخي للاشتراكية، ومن ميزات العهد الشيوعي أنه عهد أممي،
وتزول الدولة تلقائياً وتضمحل بحيث يتلاشى وجود الدولة

ومثلت افكار كل من كارل ماركس و فريدريك إنجلز الشيوعية كحركة ثورية ولكن ليس من الضروري أن تتبلور هذه الحركة في بقعة معينة من العالم بل من الممكن أن تحدث في العالم كله استناداً على الورقة التي تقدّم بها الرجلان في وصف الشيوعية.
يصف الرجلان التاريخ - بحلوه ومرّه- بأنه صراع بين
طبقات المجتمع، وفي كل مجتمع نجد أن طبقة صغيرة متنفّذة تشرف على عملية
الإنتاج والعطاء بينما السواد الأعظم من المجتمع يسهم إسهاماً قليلاً في
عجلة المجتمع الاقتصادية والإنتاجية.

في هذه المرحلة، كانت الرأسمالية تتحكم وتسيّر عجلة
الاقتصاد بصورة غير منصفة من وجهة نظر كارل ماركس في ورقته المعنونة
بـنظرية قيمة العمل. يُسهب الرجل في كيفية استغلال البرجوازيين للطبقة
الكادحة ويستدلّ بالطريقة التي يشتري بها أرباب الأعمال وقت العامل عن طريق
دفع راتب مقطوع لهذا العامل ومن ثمّ يقوم ربّ العمل ببيع السلعة التي
يصنعها العامل بفارق ربح.

كان كارل ماركس يرى في العملية آنفة الذكر إجحافاً
بحق العامل وأن هناك خللاً في تطبيق العدالة بين ما يجنيه العامل من عائد
متمثّل في راتبه المقطوع وبين الربح الفاحش الذي يجنيه أرباب
الأعمال..ويعتقد ماركس أنّها مسألة وقت يعي فيها العمّال في شتّى أنحاء
الأرض الأهداف المشتركة في تحقيق العدالة الاجتماعية ويتّخذ العمّال الخطوة
الأولى في الإطاحة بأرباب الأعمال والقيام على تقسيم الثروة بينهم وعزل
البرجوازيين من معادلة الرّبح وأن هذا التصرّف سيكون تلقائياً وحتمياً
ويلاحظ
من الطرح الشيوعي أنه جاء ليناقض الرأسمالية الغربية التي تعتبر فرعاً من
الليبرالية، حيث أعطت للفرد حرية التصرف والكسب دون ضوابط أو نوازع لا
أخلاقية ولا دينية..ولهذا جاءت الشيوعية كردة فعل متطرف لا يقل سوءاً
وضرراً عن الرأسمالية، فمنعت الفرد من حرية الكسب، وبدلاً من وضع الضوابط
لعملية طلب الرزق وتنظيم الكسب المشروع، أخذت الشيوعية من الفرد ممتلكاته
وحجرت على حقوقه بدعوى الكسب المشترك للمجتمع، ووضعت كل ذلك تحت سلطة
الدولة، دون أي حق بالتصرف من قبل الفرد.

ونظرة الشيوعية للفرد تتمثل بالتالي:
أنها تهدر قيمة الفرد وحريته وتعتبره (ترساً) في
جهاز الدولة، وتقديسها إنما هو للمجتمع الذي تمثله الدولة. أما الفرد فليس
له أن يتملك أرضاً أو مصنعاً أو عقاراً، أو غير ذلك من وسائل الإنتاج. بل
يجب عليه أن يعمل أجيراً للدولة، التي تملك كل مصادر الإنتاج وتديرها،
وتحرم عليه أن يحوز رأس مال وإن كان حلالاً.

أما الإسلام فقد عرفنا أنه يحترم الملكية
الفردية؛ لأنها من مقتضيات الفطرة، ومن خصائص الحرية، بل من خصائص
الإنسانية، ولأنها أقوى دافع لزيادة الإنتاج وتحسينه، ولا يفرق الإسلام بين
وسائل الإنتاج وغيرها، ولا بين الملكية الكبيرة والصغيرة، ما دامت قد جاءت
بالطرق الشرعية.

ثم إن الشيوعية تقوم فلسفتها على حرب الطبقات،
وتأجيج نيران الصراع بين بعضها وبعض واستخدام وسائل العنف الدموية، حتى
تتحطم في النهاية جميع الطبقات، باستثناء طبقة واحدة هي (البروليتاريا)- أي
العمال - والحق أن الذي ينتصر ليس طبقة العمال، بل مجموعة من الانتهازيين
والمحترفين الحزبييّن والعسكريين، الذين يسيطرون باسم العمال على كل شيء،
ويحرمون جمهور المواطنين من أي شيء.

أما الإسلام فيقوم نظامه على بث الإخاء بين الناس،
واعتبارهم جميعاً أسرة واحدة، وإصلاح ذات بينهم إذا فسدت، واعتبار ذلك أفضل
من التطوع بالصلاة والصيام..وفرق بين من يوجه نداءه إلى العمال ليتحدوا ضد
غيرهم، وبين من يوجه نداءه إلى الناس كافة ليتآخوا ويتحابوا: "وكونوا عباد
الله إخوانا".

والماركسية يصاحبها دائماً الضغط السياسي، والإرهاب
الفكري، والحجر على الحريات، وكتم أنفاس المعارضين، واتهام كل معارض للحكم
بأنه رجعي، أو عميل، أو خائن، أو غير ذلك..وقد كتب (لينين) إلى أحد أصدقائه
يقول: "إنه لا بأس بقتل ثلاثة أرباع العالم، ليكون الربع الباقي
اشتراكياً".

وقد جرى تطبيق ذلك في كثير من بلدان العالم خصوصا العالم الاسلامي . والجميع يعرف ما حل بأفغانستان أيام الاحتلال الشيوعي السوفييتي الذي دام أكثر من عشر سنوات.
أما الإسلام فيقوم على الشورى، ويجعل النصيحة للحكام
من لباب الدين، ويربي أبناء المجتمع على انتقاد المسيء بالرفق، والأمر
بالمعروف والنهى عن المنكر، وينذر الأمة إذا رأت الظالم فلم تأخذ على يديه،
أن يعمها الله بعقاب من عنده.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحب في الله
.
.
الحب في الله


عدد المساهمات : 648

افكار دمرت العالم الاسلامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: افكار دمرت العالم الاسلامي   افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 21, 2010 10:23 am


مر بالمعروف والنهى عن المنكر،
وينذر الأمة إذا رأت الظالم فلم تأخذ على يديه، أن
يعمها الله بعقاب من عنده.


الحداثة:

افكار دمرت العالم الاسلامي From-8-2-.bp.blogspot.com

تعبر
كلمة حداثة Modernity (عصرنة أو تحديث)
عن أي عملية تتضمن تحديث وتجديد ما هو قديم لذلك
تستخدم في مجالات عدة، لكن هذا المصطلح يبرز في
المجال الثقافي والفكري التاريخي ليدل على مرحلة
التطور التي طبعت أوروبا بشكل خاص في مرحلة العصور
الحديثة. بشكل مبسط، يمكن تقسيم التاريخ إلى خمسة
أجزاء: ما قبل التاريخ، التاريخ القديم، العصور
الوسطى، العصر الحديث والعصر ما بعد
الحديث.


بداية الحداثة:

افكار دمرت العالم الاسلامي From-8-2-goonagoon.nasseh.i

الحداثة
تشمل مجموعة من التغييرات الاقتصادية والسياسية
والاجتماعية بالإضافة إلى أخذ تلك التغييرات على
أنها عصرية. الجدل حول الحداثة يتناول هذه
التغييرات التي يبدو أنها بدأت في أوروبا في أواخر
القرن الخامس عشر أو بداية القرن السادس
عشر.


بعض
المفكرين يؤرخون بداية الحداثة عام 1436م، مع
اختراع غوتنبيرغ للطابعة.


والبعض
الآخر يرى أنها تبدأ في العام 1520م مع الثورة
اللوثرية ضد سلطة الكنيسة. مجموعة أخرى تتقدم بها
إلى العام 1648م مع نهاية حرب الثلاثين عام،
ومجموعة خامسة تربط بينها وبين الثورة الفرنسية
عام 1789م أو الثورة الأمريكية عام 1776م وقلة من
المفكرين يظنون أنها لم تبدأ حتى عام 1895م مع
كتاب فرويد (تفسير الأحلام).


وبالرغم
من أن الحداثة تربط عادة بالتقدم التكنولوجي إلا
أن التغييرات الفكرية كانت الأكثر تأثيراً، تشمل
التغييرات الفكرية السياسة والاقتصاد والدين وعلم
الاجتماع. والحداثة كما عرفها الفيلسوف كانط: "
خروج الإنسان من حالة الوصاية التي تسبب فيها
بنفسه والتي تتمثل في عجزه عن استخدام فكره دون
توجيه من غيره..".


مخاطر
الحداثة:


يقول
د/ أحمد محمد زايد للحداثة مخاطر كثيرة على الدين
الإسلامي عقيدته، وعبادته، وأخلاقه, وشريعته،
ولغته، وأهله، وحضارته، وبلاده. ونستطيع أن نذكر
جملة من المخاطر الحداثية على كل ذلك في هذه
النقاط:


- الخطر على
العقيدة:


حيث
إن الحداثة – في الجملة - تنادي بالإلحاد والكفر
بالأديان جميعا، من خلال أدبياتها المختلفة وعبر
رموزها العربية، فنزار
قباني يقول:
من بعد موت الله مشنوقاً
على باب المدينة .. لم تبق للصلوات قيمة .. لم يبق
للإيمان أو للكفر قيمة.


ويقول محمود درويش: يوم
كان الإله يجلد عبده .. قلت يا ناس
نكفر.


وهذا يوسف الخال يعلن كفره وإلحاده
فيقول:
لا نور لا ظلام لا
إله


ويقول توفيق الصايغ
النصراني:
يأتيني إن يأتيني في ركب
إله.. ولا إله .. تقنص خطو إله..ولا
إله.


أما حسن حنفي فيرد على حداثيين اتهموه
بالسلفية والتراث قائلاً:
"نحن منذ
فجر النهضة العربية الحديثة وحتى الآن نحاول أن
نخرج من الإيمان السلفي".. إلى أن يقول: أنا
ماركسي شاب".. وبعد قليل يكرر نفس الكلام فيقول:
"وأنا هنا ماركسي أكثر من
الماركسيين".


وهاهو
فؤاد زكريا شيخ العلمانيين والحداثيين يعلن أن
"العلمانية هي الحل" وذلك في وجه الإسلاميين
المنادين بأن "الإسلام هو
الحل".


إن
هذا الفكر الذي يتداول بين بعض من يسمون بالمثقفين
جدير بأن ينشر الإلحاد بين الناس, خاصة طائفة
الشباب الذين يتلقون من هؤلاء في الجامعات،
ويلمِّعهم الإعلام للجماهير..ولقد فرَّخ هؤلاء
العلمانيون الحداثيون جيلاً جديداً من تلامذتهم
والمتأثرين بهم، انتشروا في الأوساط الثقافية في
وزارت الثقافة والإعلام والجامعات في البلاد
العربية والإسلامية بلا
استثناء.


ويقول
الدكتور أحمد زايد: ولقد فزعت مما ذكره الأستاذ
جمال سلطان في كتابه (دفاع عن ثقافتنا) حيث ذكر أن
المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
(أليسكو) وهي تابعة إداريا للجامعة العربية، وهي
وكالة متخصصة للشئون الثقافية, وتضم من بين
أقسامها ما يسمى (الإدارة الثقافية) وفيها لجنة
تخطيط العمل الثقافي وتنظيم أجهزته في الوطن
العربي سنتي (1974- 1975م) التي عقدت مؤتمرها
الأول حول "الأصالة والتجديد في الثقافة العربية"
ومؤتمرها حول "الوحدة والتنوع في الثقافة العربية"
والعجيب أن الذين عُزِلوا عن هذه المؤتمرات هم
الإسلاميون، وأصبحت هذه المؤتمرات حكراً على دعاة
التغريب والحداثة.


والعجيب
أن (الأليسكو) قامت تحت عباءاتها مشروعات ضخمة
منها: العمل الضخم المسمى: (الخطة الشاملة للثقافة
العربية) وهي بمثابة (إستراتيجيات للثقافة
العربية), وصفت هذه الخطة بـ( جهد تاريخي ظل حلماً
غالياً) بوصف د/ محي الدين صابر مدير عام المنظمة،
ومحل الشاهد عدة مقولات أساسية وردت في هذه الخطة
لننظر ماذا يريد الحداثيون والعلمانيون من العالم
العربي والإسلامي,
وأنقل هنا بعض البنود الواردة في الخطة التي
أوردها جمال سلطان منها قولهم
إن:


-
انتشار الإيمان بالغيب (الفكر الغيبي) أهم أسباب
انتكاسة الحضارة العربية.


-
إذا كان الدين عنصر الوحدة في القرون السابقة، فإن
القومية هي عنصرها في العصر
الحديث.


-
من المستحيل أن نقبل تقنيات الغرب وعلومه ونرفض في
الوقت نفسه فلسفاته وثقافته.


-
الحضارة الأوروبية حضارة مطلقة بمعنى أنها قابلة
للتطبيق في كل زمان ومكان، بينما الحضارات السابقة
تاريخية نسبية.


-
الماركسية ليست غزواً فكرياً يهدد
الأمة.


-
على إستراتيجية الثقافة العربية أن تحذر من السقوط
في حبائل الفكر الديني.


وهكذا تصبح العقائد الإسلامية هي سبب
الانتكاسة العربية، في نظر هؤلاء الحداثيين، وتصبح
الماركسية، والفلسفات الغربية هي المخرج، وتصبح
العودة إلى الدين خطراً عظيماً ينبغي التحذير
منه،
وعلى الأمة أن ترتمي في أحضان
الحضارة الغربية وتأخذ منها تقنياتها وفلسفاتها.
هذه هي بنود الخطة التي تسير عليها منظمة مهمتها
التخطيط لمستقبل الثقافة، إنه الإلحاد يطل برأسه
في بلاد المسلمين، بل يضع جذوره من خلال مؤسسات
رسمية ينفق عليها من أموال
المسلمين.


ومن المحزن والمخزي أن هذه العصابة
تتحكم في زمام ثقافتنا من خلال تلك
المؤسسات
، وكأن هذه المؤسسات الرسمية ما
قامت إلا لإضافة الشرعية على الزندقة وغزو العقول
المسلمة بهذا الإلحاد, والمثال
على ذلك:


أن
الندوات المتعلقة بمناقشة "محور الفكر الإسلامي"
قسمت القضايا التي ستعالجها إلى محاور, في كل محور
بحث أو بحثان هما محور النقاش، ولكن إلى من أوكلت
اللجنة هذا المحور "محور الفكر الإسلامي"؟
المفاجأة أنها أوكلت هذا المحور لمفكر جزائري راحل
يدعى محمد أركون، وهو من هو بفكره الإلحادي المشكك
في الوحي والتراث والنبوة.


ثم
مما يزيد الداء علة والطين بلة أن البحث الثاني من
محاور الفكر الإسلامي أوكلته اللجنة إلى د/ حسن
حنفي الذي لا يفتأ أن يصرح في المحافل المختلفة
أنه ماركسي أكثر من الماركسيين، وهو تلميذ وفيٌّ
لفلسفة أستاذه اليهودي الشهير "باروغ
اسبينوزا".


وأوكلت
اللجنة معالجة "الغزو الثقافي" إلى ماركسي شهير هو
محمود أمين العالم، أحد مؤسسي الحركة الماركسية في
مصر. وكلفت اللجنة رائد العلمانية في الوطن العربي
د/فؤاد زكريا بوضع مسودة المشروع. وأوكلت اللجنة
صياغة مشروعها تحت عنوان "الإنتاج الفكري والتخطيط
المستقبلي له" إلى د/ عبد العظيم أنيس أحد رموز
الشيوعية في مصر، كما أوكلت إلى د/ محمد عابد
الجابري صياغة مشروع لندوة "وسائل التخطيط
الثقافي" وهو حداثي كبير
متفرنس.


العلمانية:

العلمانية وترجمتها
الصحيحة:
اللادينية أو الدنيوية، وهي
دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل
ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين وتعني في جانبها
السياسي بالذات اللادينية في
الحكم.


وهي
اصطلاح لا صلة له بكلمه العلم، وقد ظهرت في أوروبا
منذ القرن السابع عشر وانتقلت إلى الشرق في بداية
القرن التاسع عشر وانتقلت بشكل أساسي إلى مصر
وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم تونس ولحقتها
العراق في نهاية القرن التاسع عشر. أما بقية الدول
العربية فقد انتقلت إليها في القرن العشرين، وقد
اختيرت كلمه علمانية لأنها اقل إثارة من كلمه
لادينية.


ومدلول
العلمانية المتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولة
وحياة المجتمع وإبقاءه حبيساً في ضمير الفرد لا
يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه فإن سمح له
بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية والمراسم
المتعلقة بالزواج والوفاة
ونحوهما.


تتفق
العلمانية مع الديانة النصرانية في فصل الدين عن
الدول
ة حيث لقيصر سلطة الدولة ولله سلطة
الكنيسة وهذا واضح فيما ينسب زوراً للسيد المسيح
من قوله: "اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله". أما
الإسلام فلا يعرف هذه الثنائية والمسلم كله لله
وحياته كلها لله.


التأسيس
وأبرز
الشخصيات:



انتشرت هذه الدعوة في أوروبا وعمت أقطار العالم
بحكم النفوذ الغربي والتغلغل الشيوعي . وقد أدت
ظروف كثيرة قبل الثورة الفرنسية سنة 1789م وبعدها
إلى انتشارها الواسع وتبلور منهجها
وأفكارها وقد
تطورت الأحداث وفق الترتيب
التالي:


-
تحول رجال الدين النصارى إلى طواغيت ومحترفين
سياسيين ومستبدين.


-
وقوف الكنيسة ضد العلم وهيمنته على الفكر وتشكيلها
لمحاكم التفتيش واتهام العلماء
بالهرطقة.


-
ظهور مبدأ العقل والطبيعة: فقد أخذ العلمانيون
يدعون إلى تحرر العقل وإضفاء صفات الإله على
الطبيعة.


-
الثورة الفرنسية: نتيجة لهذا الصراع بين الكنيسة
وبين الحركة الجديدة من جهة أخرى، كانت ولادة
الحكومة الفرنسية سنة 1789م وهي أول حكومة لادينية
تحكم باسم الشعب.


وهناك
من يرى أن الماسون استغلوا أخطاء الكنيسة والحكومة
الفرنسية وركبوا موجة الثورة لتحقيق ما يمكن
تحقيقه من أهدافهم.


الاتجاهات العلمانية في العالم
الإسلامي نذكر نماذج
منها:


1- في مصر: دخلت العلمانية
مصر مع حملة نابليون بونابرت. وقد أشار إليها
المؤرخ الجبرتي في الجزء المخصص للحملة الفرنسية
على مصر وأحداثها بعبارات تدور حول معنى العلمانية
وإن لم تذكر اللفظة صراحة.


أما
أول من استخدم هذا المصطلح العلمانية فهو نصراني
يدعى اليأس بقطر في معجم عربي فرنسي من تأليفه سنة
1827م. وأدخل الخديوي إسماعيل القانون الفرنسي سنة
1883م. وكان هذا الخديوي مفتونا بالغرب، وكان أمله
أن يجعل من مصر قطعة من
أوروبا.


2- الهند: حتى سنة 1791م
كانت الأحكام وفق الشريعة الإسلامية ثم بدأ التدرج
من هذا التاريخ لإلغاء الشريعة الإسلامية بتدبير
الإنجليز وانتهت تماماً في أواسط القرن التاسع
عشر.


3- الجزائر: إلغاء الشريعة
الإسلامية عقب الاحتلال الفرنسي سنة
1830م.


4- تونس: أدخل القانون
الفرنسي فيها سنة 1906م.


5– المغرب: أدخل القانون
الفرنسي فيها سنة 1913م.


6- تركيا لبست ثوب
العلمانية عقب إلغاء الخلافة واستقرار الأمور تحت
سيطرة مصطفى كمال أتاتورك، وان كانت قد وجدت هناك
إرهاصات ومقدمات سابقة.


7- العراق والشام: ألغيت
الشريعة أيام إلغاء الخلافة العثمانية وتم تثبيت
أقدام الإنجليز والفرنسيين
فيها.


8- معظم أفريقيا: فيها
حكومات نصرانية امتلكت السلطة بعد رحيل
الاستعمار.


9- إندونيسيا ومعظم بلاد جنوب
شرق
آسيا دول
علمانية.


إلى
جانب ذلك انتشرت الأحزاب العلمانية وذات النزعات
القومية التعصبية.


الأفكار
والمعتقدات:


*
بعض العلمانيين ينكر وجود الله
أصلاً.


*
وبعضهم يؤمنون بوجود الله لكنهم يعتقدون بعدم وجود
أية علاقة بين الله وبين حياة
الإنسان.


*
الحياة تقوم على أساس العلم المطلق وتحت سلطان
العقل والتجريب.


*
إقامة حاجز بين عالمي الروح والمادة، والقيم
الروحية لديهم قيم سلبية.


*
فصل الدين عن السياسة وإقامة الحياة على أساس
مادي.


*
تطبيق مبدأ النفعية على كل شيء في
الحياة.


*
اعتماد مبدأ الميكافيلية في فلسفة الحكم والسياسية
والأخلاق.


*
نشر الإباحية والفوضى الأخلاقية وتهديم كيان
الأسرة باعتبارها النواة الأولى في البنية
الاجتماعية.


أما معتقدات العلمانية في العالم
الإسلامي
والعربي التي انتشرت مع الاستعمار
فهي:


*
الطعن في حقيقة الإسلام والقرآن
والنبوة.


*
الزعم بان الإسلام استنفذ أغراضه وهو عبارة عن
طقوس وشعائر روحية.


*
الزعم بان الفقه الإسلامي مأخوذ عن القانون
الروماني.


*
الوهم بأن الإسلام لا يتلاءم مع الحضارة ويدعو إلى
التخلف.


*
الدعوة إلى تحرير المرأة وفق الأسلوب
الغربي.


*
تشويه الحضارة الإسلامية وتضخيم حجم الحركات
الهدامة في التاريخ الإسلامي والزعم بأنها حركات
إصلاح.


*
إحياء الحضارات القديمة.


*
اقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية عن المغرب
ومحاكاته فيها.


*
تربية الأجيال تربية لا
دينية.


القومية
العربية:


حركة
سياسية فكرية متعصبة، تدعو إلى تمجيد العرب،
وإقامة دولة موحدة لهم، على أساس من رابطة الدم
واللغة والتاريخ، وإحلالها محل رابطة الدين وهي
صدى للفكر القومي الذي سبق أن ظهر في
أوروبا.


التأسيس
وأبرز الشخصيات:


ظهرت
بدايات الفكر القومي في أواخر القرن التاسع عشر
وأوائل القرن العشرين متمثلة في حركة سرية تألفت
من أجلها الجمعيات والخلايا في عاصمة الخلافة
العثمانية، ثم في حركة علنية في جمعيات أدبية تتخذ
من دمشق وبيروت مقراً لها، ثم في حركة سياسية
واضحة المعالم في المؤتمر العربي الأول الذي عقد
في باريس سنة 1912م.


وفيما يلي إشارة إلى أهم الجمعيات ذات
التوجه القومي حسب التسلسل
التاريخي:


ـ الجمعية السورية: أسسها
نصارى منهم: بطرس البستاني وناصيف اليازجي سنة
1847م في دمشق.


ـ الجمعية السورية في
بيروت:
أسسها نصارى منهم: سليم
البستاني ومنيف خوري سنة
1868م.


ـ الجمعية العربية
السرية:
ظهرت سنة 1875م وله فروع في
دمشق وطرابلس وصيدا.


ـ جمعية حقوق الملة
العربية:
ظهرت سنة 1881م ولها فروع
كذلك، وهي تهدف إلى وحدة المسلمين
والنصارى.


ـ جمعية رابطة الوطن
العربي:
أسسها نجيب عازوري سنة 1904م
بباريس وألف كتاب يقظة العرب.


ـ جمعية الوطن العربي: أسسها
خير الله خير الله سنة 1905م بباريس، وفي هذه
السنة نشر أول كتاب قومي بعنوان الحركة الوطنية
العربية.


ـ الجمعية القحطانية: ظهرت
سنة 1909م وهي جمعية سرية من مؤسسيها خليل حمادة
المصري.


ـ جمعية (العربية
الفتاة):
أسسها في باريس طلاب عرب
منهم محمد البعلبكي سنة
1911م.


ـ الكتلة النيابية
العربية:
ظهرت سنة
1911م.


ـ حزب اللامركزية: سنة
1912م.


ـ الجمعيات
الإصلاحية:
أواخر 1912م وقد قامت في
بيروت ودمشق وحلب وبغداد والبصرة والموصل و تتكون
من خليط من أعيان المسلمين
والنصارى.


ـ المؤتمر العربي في
باريس:
أسسه بعض الطلاب العرب سنة
1912م.


ـ حزب العهد:1912م وهو سري،
أنشأه ضباط عرب في الجيش
العثماني.


ـ جمعية العلم الأخضر: سنة
1913م، من مؤسسيها الدكتور فائق
شاكر.


ـ جمعية العلم: وقد ظهرت
سنة 1914م، في الموصل.


وقد
ظلت الدعوة إلى القومية العربية محصورة في نطاق
الأقليات الدينية غير المسلمة، وفي عدد محدود من
أبناء المسلمين الذين تأثروا بفكرتها، ولم تصبح
تياراً شعبياً عاماً إلا حين تبنى الدعوة إليها
الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر حين سخر لها
أجهزة إعلامه وإمكانات دولته. ويمكن أن يقال إنها
الآن تعيش فترة انحسار أو جمود على
الأقل.


ويعد
سطوع الحصري (1880ـ 1968م) داعية القومية العربية
وأهم مفكريها وأشهر دعاتها، وله مؤلفات كثيرة تعد
الأساس الذي يقوم عليه فكرة القومية العربية،
ويأتي بعده في الأهمية ميشيل
عفلق.


الأفكار
والمعتقدات:


*
يعلي الفكر القومي من شأن رابطة القربى والدم على
حساب رابطة الدين، وإذا كان بعض كتاب القومية
العربية يسكتون عن الدين، فإن بعضهم الآخر يصر على
إبعاده إبعاداً تاماً عن الروابط التي تقوم عليها
الأمة، بحجة أن ذلك يمزق الأمة بسبب وجود غير
المسلمين فيها ويرون أن رابطة اللغة والجنس أقدر
على جمع كلمة العرب من رابطة
الدين.


*
حيث إن أساسها إبعاد الدين الإسلامي عن معترك حياة
العرب السياسية والاجتماعية والتربوية والتشريعية
فإنها تعد ردة إلى الجاهلية، وضرباً من ضروب الغزو
الفكري الذي أصاب العالم الإسلامية؛ لأنها في
حقيقتها صدى للدعوات القومية التي ظهرت في
أوروبا.


يصفها الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى
بأنها: "دعوة جاهلية، إلحادية، تهدف إلى محاربة
الإسلام والتخلص من أحكامه
وتعاليمه".


ويقول
عنها: "وقد أحدثها الغربيين من النصارى لمحاربة
الإسلام والقضاء عليه في داره بزخرف من القول..
فاعتنقها كثير من العرب من أعداء الإسلام واغتر
بها كثير من الأغمار ومن قلدهم من الجهال وفرح
بذلك أرباب الإلحاد وخصوم الإسلام في كل مكان".
ويقول أيضاً: "هي دعوة باطلة وخطأ عظيم ومكر ظاهر
وجاهلية نكراء وكيد سافر للإسلام
وأهله".


*
يرى دعاة الفكر القومي ـ على اختلاف بينهم في
ترتيب مقومات هذا الفكرـ أن أهم المقومات التي
تقوم عليها القومية العربية هي: اللغة والدم
والتاريخ والأرض والآلام والآمال
المشتركة.



ويرون أن العرب أمة واحدة لها مقومات الأمة وأنها
تعيش على أرض واحدة هي الوطن العربي الواحد الذي
يمتد من الخليج إلى المحيط.



كما يرون أن الحدود بين أجزاء هذا الوطن هي حدود
طارئة، ينبغي أن تزول وينبغي أن تكون للعرب دولة
واحدة، وحكومة واحدة، تقوم على أساس من الفكر
العلماني.



يدعون الفكر القومي إلى تحرير الإنسان العربي من
الخرافات والغيبيات والأديان كما
يزعمون.. لذلك يتبنون شعار: (الدين
لله والوطن للجميع). والهدف من هذا الشعار، إقصاء
الإسلام عن أن يكون له أي وجود فعلي من ناحية،
وجعل أخوة الوطن مقدمة على أخوة الدين من ناحية
أخرى
.


ـ
يرى الفكر القومي أن الأديان و الأقليات والتقاليد
المتوارثة عقبات ينبغي التخلص منها من أجل بناء
مستقبل الأمة.


ـ
يقول عدد من قادة هذا الفكر: نحن عرب قبل عيسى
وموسى ومحمد عليهم الصلاة و
السلام.



ويقرر الفكر القومي أن الوحدة العربية حقيقة، أما
الوحدة الإسلامية فهي حلم.


ـ
وأن فكرة القومية العربية من التيارات الطبيعية
التي تنبع من أغوار الطبيعة الاجتماعية، لا من
الآراء الاصطناعية التي يستطيع أن يبدعها
الأفراد.


ـ
كثيراً ما يتمثل دعاة الفكر القومي بقول الشاعر
القروي:


هبوني عيداً يجعل العرب أمةً ***
وسيروا بجثماني على دين
بَرْهَمِ


سلام علـــى كفــرٍ يوحِّد بيننا ***
وأهــــلاً وسهلاً بعــــده
بجهنـــمِ


الانتشار ومواقع النفوذ:


يوجد كثير من الشباب العربي ومن المفكرين العرب
الذين يحملون هذا الفكر، كما توجد عدة أحزاب قومية
منتشرة في البلاد العربية مثل حركة الوحدة الشعبية
في تونس، وحزب البعث بشقيه في العراق وسوريا،
وبقايا الناصريين في مصر وبلاد الشام، وفي
ليبيا.



كثير من الحكام يتبارون في ادعاء القومية وكل منهم
يفتخر بأنه رائد القومية العربية ويدعي أنه الأجدر
بزعامتها.



يلاحظ أن الفكر القومي الآن هو في حالة تراجع
وانحسار.


الخلاصة:

هذه
بعض الأفكار التي كان لها تأثير هائل على العالم
الإسلامي ولا زال أغلبها تعمل ناشطة في هدم
الثقافة الإسلامية..وإذا كانت هذه الثقافات لا
تتفق في تفاصيلها الفكرية إلا أنها تتفق من ناحية
وقوع الضرر على المسلمين ودينهم
الحنيف.


وما
أسهل انتشارها بين المسلمين، خصوصاً بعد أن ضعفت
مناعتهم العقلية والروحية نتيجة إهمال تناولهم
الغذاء الروحي الشرعي السليم بالشكل
الصحيح
..فلجأوا إلى أغذية الآخرين الفاسدة؛
مما سبب لهم أمراضاً معدية، جعلتهم عرضة لكل أشكال
الغزو والسيطرة الخارجية.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

*
مفلح عشق المنفوري - صحيفة سبق
الإلكترونية.


*
محمد بن عيسى الكنعان – صحيفة
الجزيرة


*
سعيد بن ناصر الغامدي- صيد
الفوائد.


*
الموسوعة
الميسرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
افكار دمرت العالم الاسلامي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اطلس العالم الاسلامي
» برنامج الكنز الاسلامي
» ماذا تستفيد من الكتابه في القسم الاسلامي ؟؟؟؟؟
» افكار للهدايا
» افكار هدايا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البوابة الرسمية للأساتذة بالجزائر :: علوم وثقافة :: الصحافة والاعلام-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت حجة الوداع
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالأحد يناير 31, 2016 4:20 pm من طرف fatiha

»  امتحانان تجريبيان لغة + رياضيات+ فرنسية مع التصحيح س 5
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالسبت مارس 28, 2015 3:42 pm من طرف الاستاذ ابراهيم

» سلسلة تمارين من إعداد الأستاذ عبد الرزاق زروقي حول الدوال العددية للسنة الثالثة ثانوي بكالوريا 2015
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالأربعاء مارس 11, 2015 10:20 pm من طرف الاستاذ ابراهيم

» سلسلة تمارين من إعداد الأستاذ بك علي حول الهندسة الفضائية للسنة الثالثة ثانوي بكالوري
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالأربعاء مارس 11, 2015 10:18 pm من طرف الاستاذ ابراهيم

» سلسلة تمارين من إعداد الأستاذ حول الدوال الأسية للسنة الثالثة ثانوي بكالوريا 2015
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالأربعاء مارس 11, 2015 9:58 pm من طرف الاستاذ ابراهيم

» سلسلة تمارين من إعداد الأستاذ بك علي حول الدوال للسنة الثالثة ثانوي بكالوريا 2015
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالأربعاء مارس 11, 2015 9:56 pm من طرف الاستاذ ابراهيم

» تمارين من إعداد الأستاذ بك علي حول الأعداد المركبة والتحويلات النقطية ثالثة ثانوي
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالأربعاء مارس 11, 2015 9:54 pm من طرف الاستاذ ابراهيم

» تمارين تطبيقية رائعة حول الدالة الأسية للسنة الثالثة ثانوي بكالوريا 2015
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالأربعاء مارس 11, 2015 9:52 pm من طرف الاستاذ ابراهيم

» 28تمرين و 14 مسائل في الدالة االوغاريتمية للسنة الثالثة ثانوي بكالوريا 2015
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالأربعاء مارس 11, 2015 9:50 pm من طرف الاستاذ ابراهيم

» مطويات كليك ملخصة لدروس الرياضيات للسنة الثالثة ثانوي بكالوريا 2015
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالأربعاء مارس 11, 2015 9:47 pm من طرف الاستاذ ابراهيم

» 18تمرين و 10 مسائل في الدالة الأسية للسنة الثالثة ثانوي بكالوريا 2015
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالأربعاء مارس 11, 2015 9:44 pm من طرف الاستاذ ابراهيم

» سلسلة تمارين من إعداد الأستاذ عبد الرزاق زروقي حول دراسة خصائص المنحنيات
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالأربعاء مارس 11, 2015 9:41 pm من طرف الاستاذ ابراهيم

» الوحدة3:فعل الأرض على جملة ميكانيكية
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالأحد مارس 08, 2015 4:23 pm من طرف fatiha

» حلول تمارين الكتاب المدرسي رياضيات أولى ثانوي علوم + آداب
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالجمعة مارس 06, 2015 1:05 pm من طرف الاستاذ ابراهيم

» إجابة العمل المخبري2:قياس قيم أفعال مختلغة
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالسبت فبراير 28, 2015 3:32 pm من طرف الاستاذ ابراهيم

» اين انتم ياااااااااساتذة؟؟؟
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالسبت فبراير 28, 2015 3:30 pm من طرف الاستاذ ابراهيم

» عمل مخبري2:قياس قيم أثقال مختلفة
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالسبت فبراير 28, 2015 3:29 pm من طرف الاستاذ ابراهيم

» الدارة الكهربائية
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالإثنين فبراير 09, 2015 3:49 pm من طرف fatiha

» التوتر والتيار الكهربائيان المتناوبان
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالأربعاء يناير 28, 2015 7:31 pm من طرف fatiha

» الاختبار الثاني في مادة التربية الإسلامية
افكار دمرت العالم الاسلامي Icon_minitimeالثلاثاء يناير 27, 2015 3:56 pm من طرف لحن الامل

لايك وفلاو
افكار دمرت العالم الاسلامي Fb110
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط البوابة الرسمية للأساتذة بالجزائر على موقع حفض الصفحات
سحابة الكلمات الدلالية
متوسط ملخصات الرابعة والجغرافيا للسنة المدنية والتربية شاملة لدروس مقترحة التاريخ مواضيع