( مما جاء فى الرجل يصلى و معه الرجال و النساء )
حَدَّثَنَا إِسْحَقُ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا مَعْنٌ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ إِسْحَقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله تعالى عنه أنه قال :
(
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ
فَأَكَلَ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ
( قُومُوا فَلْنُصَلِّ بِكُمْ )
قَالَ
أَنَسٌ فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا قَدْ اسْوَدَّ
مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ فَنَضَحْتُهُ بِالْمَاءِ
أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ
فَقَامَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ صَفَفْتُ عَلَيْهِ أَنَا وَ الْيَتِيمُ
وَرَاءَهُ وَ الْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا فَصَلَّى بِنَا
رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ )
=====================================
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَ الْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا إِذَا كَانَ مَعَ الْإِمَامِ رَجُلٌ وَ امْرَأَةٌ قَامَ الرَّجُلُ عَنْ يَمِينِ الْإِمَامِ وَ الْمَرْأَةُ خَلْفَهُمَا
وَ قَدْ احْتَجَّ بَعْضُ النَّاسِ بِهَذَا الْحَدِيثِ فِي
إِجَازَةِ الصَّلَاةِ إِذَا كَانَ الرَّجُلُ خَلْفَ الصَّفِّ
وَحْدَهُ وَ قَالُوا إِنَّ الصَّبِيَّ لَمْ تَكُنْ لَهُ صَلَاةٌ
وَ كَأَنَّ أَنَسًا كَانَ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَحْدَهُ فِي الصَّفِّ
وَ
لَيْسَ الْأَمْرُ عَلَى مَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ لِأَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَقَامَهُ مَعَ
الْيَتِيمِ خَلْفَهُ فَلَوْلَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَ سَلَّمَ جَعَلَ لِلْيَتِيمِ صَلَاةً لَمَا أَقَامَ
الْيَتِيمَ مَعَهُ وَ لَأَقَامَهُ عَنْ يَمِينِهِ
وَ قَدْ رُوِيَ عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ
أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَأَقَامَهُ عَنْ يَمِينِهِ
وَ
فِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلَالَةٌ أَنَّهُ إِنَّمَا صَلَّى
تَطَوُّعًا أَرَادَ إِدْخَالَ الْبَرَكَةِ عَلَيْهِمْ
=====================================
الشــــروح
قَوْلُهُ : ( أَنَّ جَدَّتَهُ )
أَيْ جَدَّةَ أَنَسٍ ( مُلَيْكَةَ ) بِضَمِّ الْمِيمِ تَصْغِيرُ مَلِكَةٍ
وَ قِيلَ ضَمِيرُ جَدَّتِهِ يَرْجِعُ إِلَىإِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،
وَ قَدْ بَسَطَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ الْكَلَامَ فِي هَذَا مَنْ شَاءَ الْوُقُوفَ عَلَيْهِ فَلْيَرْجِعْ إِلَيْهِ
قَوْلُهُ : ( مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ )
أَيِ اسْتُعْمِلَ ، وَ فِيهِ أَنَّ الِافْتِرَاشَ يُسَمَّى لُبْسًا
قَوْلُهُ : ( فَنَضَحَتْهُ بِالْمَاءِ )
يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ النَّضْحُ لِتَلْيِينِ الْحَصِيرِ أَوْ لِتَنْظِيفِهِ أَوْ لِتَطْهِيرِهِ ،
وَ لَا يَصِحُّ الْجَزْمُ بِالْأَخِيرِ بَلِ الْمُتَبَادِرُ غَيْرُهُ لِأَنَّ الْأَصْلَ الطَّهَارَةُ
قَوْلُهُ : ( وَ الْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا )
هِيَمُلَيْكَةُالْمَذْكُورَةُ ثُمَّ انْصَرَفَ أَيْ إِلَى بَيْتِهِ أَوْ مِنَ الصَّلَاةِ
وَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْفَوَائِدِ
صَلَاةُ النَّافِلَةِ جَمَاعَةً فِي الْبُيُوتِ ،
وَ قِيَامُ الصَّبِيِّ مَعَ الرَّجُلِ صَفًّا ،
وَ تَأْخِيرُ النِّسَاءِ عَنْ صُفُوفِ الرِّجَالِ ،
وَ قِيَامُ الْمَرْأَةِ صَفًّا وَحْدَهَا إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهَا امْرَأَةٌ غَيْرُهَا ،
وَ صِحَّةُ صَلَاةِ الصَّبِيِّ الْمُمَيِّزِ وَ وُضُوئِهِ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَ أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ .
أنْتَهَى
وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و
م ن