كنوز2000 .
عدد المساهمات : 1276
| موضوع: طفلك والاستعداد للامتحان الجمعة يناير 14, 2011 4:55 pm | |
| <blockquote>
في هذه الفترة من كل عام يعلن كل بيت ما يسمى “حالة طوارئ”، حيث أن الابن أو البنت تستعد للامتحانات، فتجد الآباء يبذلون كل ما في وسعهم من أجل أن يكون أبناؤهم في كامل استعدادهم للامتحانات، ويحتاج الآباء في هذه الفترة إلى تذكير الأبناء بالمسئولية وهم يذاكرون، وهذه بعض النصائح التي ننصحك بأن تفعلها مع طفلك في فترة الاستعداد للامتحانات
اغرس النجاح بطفلك:
إن الحاجة إلى تحقيق الذات تحتل قمة هرم ماسلو، واستغلال الوالد لهذه الحاجة أمر هام من أجل أن يغرس في ابنه حب النجاح والتفوق، (فينبغي في المرحلة الأولى من حياة الطفل الدراسية تكريس شعور هام لديه مرتبط بنشاطه الذهني الآخذ بالتشكل، وهو الشعور بالنجاح، إن هذا الشعور يولد لدى الطفل في مرحلة مبكرة جدًا، فهو يفرح كثيرًا عندما نثني عليه، ويشعر ببالغ الأسى إذا وجهنا إليه اللوم أو التأنيب على أخطاء ارتكبها، إن شعور الفرح يقوي الرغبة في القيام بالأعمال المختلفة بشكل أفضل وأدق، أما التكدر فإما أن يطفئ الرغبة والاندفاع، أو يولد موجة من الطاقات للسعي لتصحيح الأخطاء، وتجاوز الهفوات والحصول على نتائج أفضل، غير أن المشاعر الإيجابية أكثر تحفيزًا للنشاط) [تربية مشاعر الأطفال في الأسرة، عبد المطلب أبو سيف، ص(85)]. الثقة بالنفس:
إن الثقة بالنفس أمر هام جدًا لكي يستطيع طفلك أن يحقق النجاح والتفوق في امتحاناته، فكلمات الدعم والتشجيع مثل “إني أثق بك، أنت شخص تستطيع أن تكون من الأوائل على مدرستك” وغيرها من الكلمات تساعد ابنك في الثقة بنفسه وبقدراته وإمكاناته وأنه قادر على تحقيق المستحيل في المذاكرة، (فعليك أن توضح لطفلك أنه شخص هام بأنه تعامله معاملة حسنة, وخير مثل يوضح ذلك هو مثال “اللبن المسكوب”، لتفترض أنك قد دعوت واعظ منطقتك إلى العشاء، وأنه قد قام أثناء تناوله هذا العشاء بسكب كوب من اللبن، فكيف يكون رد فعلك؟ حينئذ تقول: “إن هذه الحوادث تحدث دائمًا، لا عليك فذلك، شيء عادي انتظر، دعني أجففه، دعني أنظف مكانه، وكيف يكون رد فعلك إذا ما سكب طفلك كوبًا من اللبن؟ إنك ستقول: “لا للمرة الثانية! لقد أمرتك أن تكون أكثر حرصًا يالك من طفل أخرق، لقد أفسدت غطاء المائدة”.
إن عليك أن تتقبل أطفالك وأن تحبهم بالحال التي هم عليها، ولا يعني ذلك أن عليك أن تشجع زلاتهم، بل أحب طفلك بغض النظر عن زلاته, وقل له “إنني أحبك، بيد أني لا يروقني ما فعلته”فذلك يتيح له الفرصة ليعلم أنك تحبه، ولكنك لا يعجبك خطؤه) [كيف تكون قدوة حسنة لأبناءك، سال سيفير، ص(100-101)
الجدية:
إن الجدية أمر هام يجب أن يتصف به طفلك، فالطفل حين يشعر بالمسئولية في مذاكرته، وأنه يجب أن يكون نموذج للمسلم المتفوق الذي يحتذى به من الأمور الهامة، فيجب أن يعرف الطفل منذ صغره أنه يحمل أمانة عظيمة وهي عمارة الأرض، ونهضة الأمة لن تأتي عبر مسلم غير متفوق في دراسته، فيجب أن يعرف ابنك أنه عندما يذاكر وقد نوى نية حسنة في هذه المذاكرة فهو بذلك ينال الثواب من عند الله تعالى، (فكل فعل في الحياة للإنسان ـ سواء كان شعيرة تعبدية أو عملًا مشروعًا ـ إذا ابتُغِيَ به مرضاة الله تعالى؛ فإنه عبادة يثاب عليها من الله تعالى.
بل إن عمارة الأرض, وصناعة الحياة, وامتلاك مقومات النهضة والتقدم الحضاري, هو فرض كفاية على أمة الإسلام، بل هو من أعظم أنواع القوة التي أمر الله تعالى عباده المؤمنين بتحصيلها؛ حتى تظل أمة الإسلام أمة قوية، مرهوبة الجانب من قبل أعداء الدين. فهي عبادة من أجلِّ القربات, شريطة أن تكون ابتغاء وجه الله تعالى، وانظر أيضًا إلى هذا الحديث العظيم، الذي يعقد النبي صلى الله عليه وسلم فيه الصلة بين الدنيا والآخرة، فيقول: (إن قامت الساعة، وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها؛ فليغرسها) [رواه البخاري]) [هزة الإيمان، فريد مناع]. لقد كان من المتوقع والقيامة أوشكت أن تقوم، أن يأمرنا صلى الله عليه وسلم بالتوبة والاستغفار، والإقبال على الآخرة، ونسيان الدنيا بما فيها، ولكنه صلى الله عليه وسلم أمرنا بتعمير الأرض بغرس الفسيلة، وأي فسيلة تلك التي يأمرنا بغرسها صلى الله عليه وسلم؟
إنها فسيلة النخل التي لا تثمر إلا بعد سنين طويلة، وما ذاك إلا ليعلمنا صلى الله عليه وسلم هذا الدرس العظيم، أن ( طريق الآخرة هو طريق الدنيا، بلا اختلاف ولا افتراق، إنهما ليسا طريقين منفصلين؛ أحدهما للدنيا، والآخر للآخرة، وإنما هو طريق واحد، يشمل هذه وتلك، ويربط بين هذه وتلك. ليس هناك طريق للآخرة اسمه العبادة وطريق للدنيا اسمه العمل، إنما هو طريق واحد، أوَّلُه في الدنيا، وآخره في الآخرة، وهو طريق لا يفترق فيه العمل عن العبادة، ولا العبادة عن العمل، كلاهما شيء واحد في نظر الإسلام، وكلاهما يسير جنبًا إلى جنب، في هذا الطريق الواحد الذي لا طريق سواه) [قبسات من الرسول، سيد قطب، ص(19)].
ضبط النفس:
ضبط النفس أو الانضباط من الأمور التي تساعد طفلك على مواصلة مذاكرته ولا نعني بها العقاب أو الضرب، فهذا مفهوم خاطئ عند المربين والآباء، وإنما نعني به أن يتعلم طفلك قواعد الانضباط، يقول د.سبوك (عندما يستعمل معظم الناس كلمة انضباط أو نظام فإن ما يعنونه حقًا هو العقاب، وفي حين أن العقاب جزء من الانضباط (ولعله لا يشكل إلا جزءًا يسيرًا منه) فليس الموضوع كله تمامًا، فالانضباط مشتق من كلمة ضباط، والتي تعني في الواقع علَّم، والواقع أن الهدف الحقيقي من الانضباط أو النظام هو: تعليم الأطفال قواعد السلوك وأي نوع من السلوك، ذلك الذي يتوقعه المجتمع والناس من أولئك الأطفال، بحيث يشبون فيصبحون منتجين صالحين في المجتمع بالإضافة إلى كونهم قد حققوا طموحاتهم الشخصية) [كتاب د.سبوك لرعاية الطفل للقرن 21، بنجامين سبوك، ص(418)].
الترفيه عن النفس:
إن ابنك أيها الوالد ليس آلة تضغط عليها فتشتغل، ثم تضغط عليها مرة أخرى فتتوقف عن العمل، إن الترفيه من العوامل الهامة جدًا في تجديد الطاقة لدى ابنك، لمواصلة عمله مرة أخرى في المذاكرة، فالترفيه عن النفس والترويح عنها من العناصر الهامة جدًا في الحماس إلى المذاكرة مرة أخرى، فالنفس تمل، فيجب أن يكون هناك توازن بين العمل الجاد والترفيه، فهما خطان متوازيان يسيران جنبًا إلى جنب.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُضرب به المثل في التوازن بين الجد والترفيه، وعدم تحميل النفس فوق ما تطيق، فعن أنس بن مالك: (جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال أحدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبدا وقال آخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال آخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني) [متفق عليه].
وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن اللعب مفيد جدًا للطفل، فبجانب أنه يجدد الطاقة لدى الطفل، فهو (يساعد الطفل على التخفيف من المخاوف والتوترات التي تخلقها الضغوط المفروضة عليه من بيئته والأساليب غير الرشيدة في تربيته، كما أنه يساعد الطفل على التعبير عن انفعالاته) [فن التربية في الإسلام، محمد سعيد مرسي، (2/327)، بتصرف يسير]
كما أن الترويح يجعل ابنك أكثر نشاطًا للعمل (فالجسم كلما كان قويًا نشيطًا، كان الإنسان أكثر قابلية وقدرة على العمل) [أصول التربية الإسلامية، خالد بن حامد الحازمي، ص(197)]. ماذا بعد الكلام؟
ـ اغرس الثقة بالنفس لدى ولدك عن طريق كلمات المدح والتشجيع. ـ قم بتنمية لدى طفلك قيمة العمل الجاد وتحمل المسئولية عن طريق تذكيره بمسئوليته عن مذاكرته.
ـ لا تنسى أن توفر لابنك بعض وسائل الترويح والترفيه، مثل السماح له باللعب على جهاز الكمبيوتر أو البلاي ستيشن.
المصادر:
· أصول التربية الإسلامية، خالد بن حامد الحازمي.
· فن التربية في الإسلام، محمد سعيد مرسي.
· كتاب د.سبوك لرعاية الطفل للقرن 21، بنجامين سبوك.
· تربية مشاعر الأطفال في الأسرة، عبد المطلب أبو سيف.
· كيف تكون قدوة حسنة لأبناءك، سال سيفير.
هزة الإيمان، فريد مناع.
</blockquote> | |
|
om_nour .
عدد المساهمات : 5046
| موضوع: رد: طفلك والاستعداد للامتحان الأحد يناير 16, 2011 10:50 am | |
| جزاك الله خيرا وجعل عملك في ميزان حسناتك | |
|