التوبة من الذنب
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَسْبَاطِ بْنِ
مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ
عَنْ
عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الرَّازِيِّ عَنْ سَعْدٍ مَوْلَى
طَلْحَةَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ
سَمِعْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ
يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ لَمْ
أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ
مَرَّاتٍ وَ لَكِنِّي سَمِعْتُهُ أَكَثَرَ مِنْ
ذَلِكَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ يَقُولُ
كَانَ الْكِفْلُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يَتَوَرَّعُ
مِنْ ذَنْبٍ عَمِلَهُ
فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَأَعْطَاهَا سِتِّينَ
دِينَارًا
عَلَى أَنْ يَطَأَهَا فَلَمَّا
قَعَدَ مِنْهَا مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنْ امْرَأَتِهِ أَرْعَدَتْ وَ
بَكَتْ
فَقَالَ مَا يُبْكِيكِ أَأَكْرَهْتُكِ
قَالَتْ لَا وَ لَكِنَّهُ عَمَلٌ مَا
عَمِلْتُهُ قَطُّ وَ مَا حَمَلَنِي عَلَيْهِ إِلَّا الْحَاجَةُ
فَقَالَ تَفْعَلِينَ أَنْتِ هَذَا وَ
مَا فَعَلْتِهِ اذْهَبِي فَهِيَ لَكِ
وَ قَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا أَعْصِي اللَّهَ بَعْدَهَا
أَبَدًا
فَمَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ
فَأَصْبَحَ مَكْتُوبًا عَلَى بَابِهِ إِنَّ
اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِلْكِفْلِ )
اللهم صلى و سلم و بارك على خير خلقك خَلقاً و
خُلقاً
و على آله و صحبه أجمعين
==========================
قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ قَدْ رَوَاهُ شَيْبَانُ وَ غَيْرُ وَاحِدٍ
عَنْ الْأَعْمَشِ نَحْوَ هَذَا
وَ رَفَعُوهُ وَ رَوَى
بَعْضُهُمْ عَنْ الْأعْمَشِ فَلَمْ يَرْفَعْهُ
وَ
رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ
الْأَعْمَشِ فَأَخْطَأَ فِيهِ
وَ
قَالَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَ هُوَغَيْرُ مَحْفُوظٍ
وَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ هُوَ كُوفِيٌّ وَ
كَانَتْ جَدَّتُهُ سُرِّيَّةً لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
وَ
رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ
عُبَيْدَةُ الضَّبِّيُّ وَ الْحَجَّاجُ بْنُ
أَرْطَاةَ
وَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ
كِبَارِ أَهْلِ الْعِلْمِ
و قد جاء فى : ( تحفة الأحوذي بشرح جامع
الترمذي )
قوْلُهُ : ( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ )
الرَّازِيُّ مِنْ بَنِي
هَاشِمٍ الْقَاضِي أَصْلُهُ كُوفِيٌّ صَدُوقٌ مِنْ الرَّابِعَةِ
قَوْلُهُ :
( عَنْ سَعْدٍ
مَوْلَى طَلْحَةَ
قالَ فِي التَّقْرِيبِ
سَعْدٌ أَوْ سَعِيدٌ مَوْلَى طَلْحَةَ , وَ يُقَالُ طَلْحَةُ مَوْلَى
سَعْدٍ مَجْهُولٌ مِنْ الرَّابِعَةِ
قَوْلُهُ : (
لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ حَتَّى عَدَّ
سَبْعَ مَرَّاتٍ )
جَزَاؤُهُ مَحْذُوفٌ
أَيْ لَمْ أُحَدِّثْ ذَلِكَ الْحَدِيثَ أَحَدًا وَ لَمْ أَذْكُرْهُ
قَوْلُهُ :
( كَانَ
الْكِفْلُ
بِكَسْرِ الْكَافِ وَ
سُكُونِ الْفَاءِ اِسْمُ رَجُلٍ
قَوْلُهُ :
( لَا
يَتَوَرَّعُ مِنْ ذَنْبٍ )
أَيْ لَا يَحْتَرِزُ وَ
لَا يَمْتَنِعُ
قَوْلُهُ :
( عَمِلَهُ )
الضَّمِيرُ الْمَرْفُوعُ
لِلْكِفْلِ وَ الْمَنْصُوبُ لِذَنْبٍ , وَ الْجُمْلَةُ صِفَةٌ لَهُ
قَوْلُهُ :
أُرْعِدَتْ )
بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ
مِنْ الْإِرْعَادِ , أَيْ زُلْزِلَتْ وَ اضْطَرَبَتْ مِنْ خَشْيَةِ
اللَّه
قَوْلُهُ :
اكرهك
حَذَفَ هَمْزَةَ
الِاسْتِفْهَامِ
قَوْلُهُ :
قَالَتْ
لَا )
يْ لَمْ تُكْرِهْنِي
وَ لَيْسَ اِرْتِعَادِي وَ بُكَائِي مِنْ إِكْرَاهِك
قَوْلُهُ :
( فَقَالَ
أَتَفْعَلِينَ أَنْتِ هَذَا )
أَيْ لِأَجْلِ
الْحَاجَةِ
قَوْلُهُ :
وَ مَا
فَعَلْتِهِ )
أَيْ قَبْلَ هَذَا قَطُّ
قَوْلُهُ :
( فَهِيَ )
أَيْ الدَّنَانِيرُ
قَوْلُهُ :
( لَكِ )
أَيْ مِلْكٌ لَكِ ,
يَعْنِي وَهَبْتهَا لَكِ
قَوْلُهُ :
( وَ
قَالَ )
أَيْ الْكِفْلُ
قَوْلُهُ :
( فَأَصْبَحَ )
أَيْ دَخَلَ الْكِفْلُ
فِي الصُّبْحِ
قَوْلُهُ :
( مَكْتُوبٌ )
ذَا فِي النُّسَخِ
الْمَوْجُودَةِ بِالرَّفْعِ , وَ الظَّاهِرُ أَنْ يَكُونَ بِالنَّصْبِ
فَإِنَّهُ خَبَرُ أَصْبَحَ أَوْ حَالٌ مِنْ
ضَمِيرِهِ
قَوْلُهُ : (
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ )
وَ أَخْرَجَهُ اِبْنُ
حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً يَقُولُ
فَذَكَرَ نَحْوَهُ , وَ الْحَاكِمُ وَ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِهِ
وَ غَيْرُهَا .
وَ قَالَ الْحَاكِمُ
صَحِيحُ الْإِسْنَادِ كَذَا فِي التَّرْغِيبِ .
قَوْلُهُ : (
وَ كَانَتْ جَدَّتُهُ سُرِّيَّةً لِعَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ )
قَالَ فِي الْقَامُوسِ :
السُّرِّيَّةُ بِالضَّمِّ :
الْأَمَةُ الَّتِي بَوَّأْتهَا بَيْتًا
مَنْسُوبٌ إِلَى السِّرِّ بِالْكَسْرِ لِلْجِمَاعِ مِنْ تَغْيِيرِ
النِّسَبِ .
وَ
قَالَ فِي الصُّرَاحِ : سُرِّيَّةٌ بِالضَّمِّ عَلَى فُعْلِيَّةٍ كنيزك
فراشي وَهِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلَى السِّرِّ وَ هُوَ الْجِمَاعُ
وَ إِنَّمَا ضُمَّتْ سِينُهُ لِأَنَّ
الْأَبْنِيَةَ تَغَيَّرَتْ فِي النِّسْبَةِ كَدُهْرِيٍّ وَ سُهْلِيٍّ
بِالضَّمِّ فِيهِمَا مِنْ دَهْرٍ وَ سَهْلٍ
قَالَ الْأَخْفَشُ : إِنَّهَا
مُشْتَقَّةٌ مِنْ السُّرُورِ لِأَنَّهُ يُسَرُّ بِهَا جَمْعُهَا
سِرَارِي ,
وَ
يُقَالُ مِنْهُ تَسَرَّرْتُ الْجَارِيَةَ وَ تَسَرَّيْتهَا كَمَا
تَظَنَّنْت وَ تَظَنَّيْتُ اِنْتَهَى
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا
لاشكّ فيه
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا
الله )
و الله الموفق
***************
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم
حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث
القادم و أنتم بكل الخير و العافية
إن شـاء الله