آداب
الجلوس )
حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ
نَصْرٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ
عِمْرَانَ بْنِ زَيْدٍ التَّغْلَبِيِّ
عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ
( كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ
إِذَا اسْتَقْبَلَهُ الرَّجُلُ فَصَافَحَهُ لَا يَنْزِعُ
يَدَهُ مِنْ يَدِهِ
حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ يَنْزِعُ
وَ لَا يَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنْ وَجْهِهِ
حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَصْرِفُهُ
وَ لَمْ يُرَ مُقَدِّمًا رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ
لَهُ
اللهم صلى و
سلم و بارك على خير خلقك خَلقاً و خُلقاً
و على آله و
صحبه أجمعين
==========================
قَالَ هَذَا
حَدِيثٌ
غَرِيبٌ
و قد جاء فى : ( تحفة الأحوذي بشرح جامع
الترمذي )قَوْلُهُ : ( لَا يَنْزِعُ )
بِكَسْرِ الزَّايِ أَيْ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
قَوْلُهُ :
( لَمْ
يُرَ )
بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ
أَيْ لَمْ يُبْصَرْ
قَوْلُهُ :
( مُقَدِّمًا )
بِكَسْرِ الدَّالِ
الْمُشَدَّدَةِ
قَوْلُهُ :
( رُكْبَتَيْهِ
بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ )
أَيْ مُجَالِسٍ لَهُ
قِيلَ أَيْ مَا كَانَ يَجْلِسُ فِي مَجْلِسٍ تَكُونُ رَكِبَتَاهُ
مُتَقَدِّمَتَيْنِ
عَلَى
رُكْبَتَيْ صَاحِبِهِ كَمَا يَفْعَلُ الْجَبَابِرَةُ فِي مَجَالِسِهِمْ
وَ قِيلَ مَا
كَانَ يَرْفَعُ رُكْبَتَيْهِ عِنْدَ مَنْ يُجَالِسُهُ بَلْ كَانَ
يَخْفِضُهُمَا تَعْظِيمًا لِجَلِيسِهِ .
وَ قَالُو أَرَادَ بِالرُّكْبَتَيْنِ الرِّجْلَيْنِ
وَتَقْدِيمُهُمَا مَدُّهُمَا وَ بَسْطُهُمَا , كَمَا يُقَالُ قَدَّمَ
رِجْلًا وَ أَخَّرَ أُخْرَى ,
وَ مَعْنَاهُ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
لَا يَمُدُّ رِجْلَهُ عِنْدَ جَلِيسِهِ تَعْظِيمًا لَهُ .
قَالَ الطِّيبِيُّ فِيهِ :
وَ فِي قَوْلِهِ كَانَ لَا يَنْزِعُ يَدَهُ قَبْلَ نَزْعِ
صَاحِبِهِ تَعْلِيمٌ لِأُمَّتِهِ فِي إِكْرَامِ صَاحِبِهِ وَ
تَعْظِيمِهِ ,
فَلَا يَبْدَأُ بِالْمُفَارَقَةِ عَنْهُ وَ لَا يُهِينُهُ
بِمَدِّ الرِّجْلَيْنِ إِلَيْهِ
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا
لاشكّ فيه )
اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا
الله )
( و الله الموفق
======================
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم
حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث
القادم و أنتم بكل الخير و العافية
إن شـاء الله