إطعام الطعام وردالسلام
عَنْ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ أَنَّ صُهَيْبًا رَضِيَ الله
عَنْهُ و كَانَ يُكَنَّى أَبَا يَحْيَى
وَ يَقُولُ إِنَّهُ مِنْ الْعَرَبِ وَ يُطْعِمُ الطَّعَامَ
الْكَثِيرَ
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ :
( يَا صُهَيْبُ مَا لَكَ تُكَنَّى أَبَا يَحْيَى وَ لَيْسَ
لَكَ وَلَدٌ
وَ تَقُولُ إِنَّكَ مِنْ الْعَرَبِ وَ تُطْعِمُ الطَّعَامَ
الْكَثِيرَ وَ ذَلِكَ سَرَفٌ فِي الْمَالِ
فَقَالَ صُهَيْبٌ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ كَنَّانِي أَبَا يَحْيَى
وَ أَمَّا قَوْلُكَ فِي النَّسَبِ فَأَنَا رَجُلٌ مِنْ
النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ مِنْ أَهْلِ الْمَوْصِلِ
وَ لَكِنِّي سُبِيتُ غُلَامًا صَغِيرًا قَدْ غَفَلْتُ
أَهْلِي وَ قَوْمِي وَ أَمَّا قَوْلُكَ فِي الطَّعَامِ )
فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله
و صحبه وَ سَلَّمَ كَانَ يَقُولُ :
"
خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَرَدَّ السَّلَامَ "
فَذَلِكَ الَّذِي يَحْمِلُنِي عَلَى أَنْ أُطْعِمَ
الطَّعَامَ .
أخرجه لوين في " أحاديثه " ( 25 / 2 ) ، و ابن عساكر ( 8 /
194 - 195 ) ،
و الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 16 / 1 )
و الحافظ ابن حجر في " الأحاديث العاليات " ( رقم 25 )
و أخرجه أيضا : أحمد (6 / 16)
و صححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1 / 73) .
قال الإمام الْمُحَدِّث محمد ناصر الدين الألباني : و في
هذا الحديث فوائد :
الأولى : مشروعية
الاكتناء , لمن لم يكن له ولد , و قد هجر المسلمون
لاسيما الأعاجم منهم هذه السنة العربية الإسلامية , فقلما
تجد من يكتني منهم
و لو كان له طائفة من الأولاد , فكيف من لا ولد له ?
و أقاموا مقام هذه السنة ألقابا مبتدعة , مثل :
الأفندي, و البيك , و الباشا , ثم السيد, أو الأستاذ, و نحو
ذلك
مما يدخل بعضه أو كله في باب التزكية المنهي عنها في أحاديث
كثيرة . فليتنبه لهذا .
الثانية: فضل إطعام
الطعام , و هو من العادات الجميلة التي امتاز بها العرب
على غيرهم من الأمم , ثم جاء الإسلام و أكد ذلك أيما توكيد
كما في هذا الحديث الشريف ,
بينما لا تعرف ذلك أوربا , و لا تستذوقه , اللهم إلا
من دان بالإسلام منها كالألبان و نحوهم ,
و إن مما يؤسف له أن قومنا بدؤوا يتأثرون بأوربا في
طريقة حياتها ,
ما وافق الإسلام منها و ما خالف , فأخذوا لا يهتمون
بالضيافة و لا يلقون لها بالا ,
اللهم إلا ما كان منها في المناسبات الرسمية ,
و لسنا نريد هذا بل إذا جاءنا أي صديق مسلم وجب علينا أن
نفتح له دورنا ,
و أن نعرض عليه ضيافتنا , فذلك حق له علينا ثلاثة أيام ,
كما جاء في الأحاديث الصحيحة