الحديث الأول
لتنزع عقول أهل ذلك الزمان
عَنْ أَبي مُوسى الأَشْعَرِيِّ رضى الله تعالى عنه ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ ، قَالَ :
" إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ " .
قَالُوا : وَ مَا الْهَرْجُ ؟
قَالَ :
" الْقَتْلُ " .
قَالُوا : أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ ؟! إِنَّا لَنَقْتُلُ كُلَّ عَامٍ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا .
قَالَ :
" إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ ، وَ لَكِنْ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا " .
قَالُوا : وَ مَعَنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ ؟!
قَالَ :
" إِنَّهُ لَتُنْزَعُ عُقُولُ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ ، وَ يُخَلَّفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ ،
يَحْسِبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ ، وَ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ " .
قَالَ أَبُو مُوسَى: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ،
مَا أَجِدُ لِي وَ لَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجًاً - إِنْ أَدْرَكَتْنِي وَ إِيَّاكُمْ -
إِلا أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا ؛
لَمْ نُصِبْ مِنْهَا دَمًاً ، وَ لا مَالاً .
أخرجه أحمدُ( 19492 ) ، و ابنُ ماجه ( 3959 ) ،
و ابنُ حِبّان ( 1870 ) و غيرهم ،
و صحّحه الألبانيُّ ( سلسلة الأحاديث الصحيحة ، 1682 ) .
قوله : بالمد أَيْ مِنْ أُجْرَة الْعَمَل .
الحديث الثاني
إاستغلال مابقي من الحياة بالاعمال الصالحة
عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا ،
أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيٍّ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
وَ
كَانَ إِسْلَامُهُمَا جَمِيعًا فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ
اجْتِهَادًا مِنْ الْآخَرِ فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا
فَاسْتُشْهِدَ
ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ قَالَ طَلْحَةُ :
فَرَأَيْتُ
فِي الْمَنَامِ بَيْنَا أَنَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ إِذَا
أَنَا بِهِمَا فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنْ الْجَنَّةِ
فَأَذِنَ
لِلَّذِي تُوُفِّيَ الْآخِرَ مِنْهُمَا ثُمَّ خَرَجَ
فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ :
ارْجِعْ فَإِنَّكَ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ فَعَجِبُوا لِذَلِكَ
فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ حَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ فَقَالَ :
" مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ ؟ "
فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَادًا ثُمَّ اسْتُشْهِدَ
وَ دَخَلَ هَذَا الْآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ :
" أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً ؟ "
قَالُوا : بَلَى ،
قَالَ :
" وَ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَ وَ صَلَّى كَذَا وَ كَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ ؟ "
قَالُوا : بَلَى ،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ :
" فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ " .
أخرجه ابن ماجه ( 3925 ) ، و ابن حبان ( 2466 ) ،
و البيهقي في " الزهد " ( 73 / 2 ) ، و أحمد ( 1 / 161 - 162 و 163 ) ،
و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 310 ) ، و الحاكم ( 1 / 200 )
و صححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 6 / 176 ) .
قال العلامة السندي في " شرح سنن ابن ماجه " :
قَوْله ( تُوُفِّيَ الْآخِر ) بِكَسْرِ الْخَاء أَيْ الزَّمَان الْمُتَأَخِّر
قَوْله ( لَمْ يَأْنِ ) أَيْ يَحْضُر وَقْت دُخُولك الْجَنَّة
قَوْله ( بَعْد ) أَيْ إِلَى هَذَا الْحِين
وَ فِي الْحَدِيث فَضْل طُول الْحَيَاة مَعَ الْأَعْمَال الصَّالِحَة .
أنْتَهَى
وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله
( و الله الموفق )
=======================
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية
شـاء الله