( عيد الأم )
السؤال : من المرسلة ل. م. ن. تقول في رسالتها :
نحن كلُّ سنة يُقام عيد خاص يُسمى: " عيد الأم " ،
و هو في واحد و عشرين آذار ( مارس ) ،
يحتفل فيه جميع الناس ، فهل هذا حرام أو حلال ؟
و علينا الاحتفال به أم لا ، و تقديم الهدايا ؟
أفيدونا في ذلك مشكورين .
الجواب ( من الشيخ محمد بن صالح العثيمين يرحمه الله )
:
الجواب على
ذلك :
أنَّ كلَّ الأعياد التي تخالف الأعياد الشَّرعية كلُّها
أعيادُ بدع حَادثة ،
ما كانت معروفة في عهد السَّلف الصَّالح ، و ربما يكون
مَنشَؤها من غير المسلمين أيضًا ؛
فيكون فيها مع البدعة ، مشابهة أعداء الله - سبحانه و تعالى
- .
و الأعياد الشَّرعية معروفة عند أهل الإسلام ؛ و هي :
عيد الفطر، و عيد الأضحى ، و عيد الأسبوع ،
و ليس في الإسلام أعيادٌ سوى هذه الأعياد الثلاثة ،
و كلُّ أعياد أُحدِثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها ،
و باطلة في شريعة الله - سبحانه و تعالى - ؛
لقول النبي صلَّى الله عليه و سلَّم :
(( مَنْ أحْدَثَ في أمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ
فَهُوَ رَدٌّ) ) ؛
أي : مردود عليه غير مقبول عند الله
.
و في لفظٍ :
(( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرنَا فَهُوَ
رَدٌّ )) .
و إذا تبيَّن ذلك ؛ فإنَّه لا يجوز العيد الذي ذكرته
السائلة –
و الذي سَمَّتهُ " عيد الأم "- لا يجوز فيه إحداث شيء من
شعائر العيد ؛
كإظهار الفرح و السُّرور ، و تقديم الهدايا ، و ما أشبه ذلك
.
و الواجب على المسلم أنْ يعتزَّ بدينه و يفتخِر به ،
و أن يقتصر على ما حدَّه الله و رسوله في هذا الدِّين
القيِّم الذي ارتضاه الله – تعالى – لعباده ،
فلا يزيد فيه و لا ينقص منه . و الذي ينبغي للمسلم أيضًا
أنْ لا يكون إمَّعة يتْبَع كلَّ ناعِق ؛
بل ينبغي أنْ تكون شخصيته بمقتضى شريعة الله - سبحانه و
تعالى - ،
حتى يكون متبوعًا لا تابعًا ، و حتى يكون أُسوة لا متأسيًا
؛ لأن شريعة الله –
و الحمد لله - كاملة من جميع الوجوه ؛ كما قال الله – تعالى
- :
{ الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا } .
و الأمُّ أحقُّ مِن أنْ يُحتفل بها يومًا واحدًا في السَّنة
؛
بل الأم لها الحقُّ على أولادها أن يرعوها و أن يعتنوا بها
،
و أن يقوموا بطاعتها - في غير معصية الله - عزَّ و جلَّ -
في كلِّ زمان ، و في كلِّ مكان .
برنامج : ( نورٌ على الدَّرب ) . أ.ه.
المصدر
نسألكم الدعاء لوالدتي و لوالدى أيضاً بالرحمة و
المغفرة،
رحمكما الله يا أمي و يا أبى و طيَّب
ثراكما
و أسأل الله أن يرحم رحم جميع أمهات المسلمين
و يرحم جميع المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و
الأموات .
أســـأل الله لي و لكم
الـــثـــبـــات
اللـــهـــم صـــلِّ و سلم و زِد و
بارك
على سيدنا محمد و على آله و أصحابه
أجمعين
و الله سبحانه و تعالى أعلى و
أعلم و أجَلّ
صدق
الله العلى العظيم و صدق رسوله الكريم
و صلى الله
على سيدنا محمد و على آله و صحبه وسلم
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا
لاشكّ فيه
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا
الله )
( و الله الموفق
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم
حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث
القادم و أنتم بكل الخير و العافية
إن شـاء الله