حكم عمل المرأة في جراحة الأسنان للرجال
أبو سعيد بلعيد الجزائري السؤال :
ما حكم عمل المرأة في جراحة الأسنان للرِّجال، وما حكم مَالِـهَا؟ وما معنى حديث: «استفتِ قلبك»؟.
الجواب :
لا تَعمل المرأةُ في جراحة الأسنان للرجال لَما فيه من
اقتراب جسمِها كثيرًا، بل نَفَسِها من نَفَسِ الرّجال، إلا في حالة الضرورة
وهي عدم وجود الأطباء للرّجال، وكان الألم شديدًا على الرّجُل من جرّاء
المرض، لكن اليوم الأطباء بالآلاف، والطبيبات بالآلاف، فأين الضرورة؟
فَعمَلُها هذا فيه اختلاط رِيبَة فعليها أن تُعَلِّقَ ورقة على باب عيادتها
بذلك، أو أن تُعْلِمَ الناسَ أنها لا تُداوي إلا النساء، قال الله - تعالى
-: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ
بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ
مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ
كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ
يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2]، وبالنسبة للمال الذي اكتسبته
من قبل فهو حلال لَهَا لأن الأمور لم تكن واضحة لديها، وأما في المستقبل
فعليها أن تتفادى مداواة الرِّجال على تلك الصِّفَة إلا للضرورة.
الجواب على معنى حديث: «استفتِ قلبك»،
ليس كما فهمتِ، وإنما ذلك في المسائل المُشْتَبهة التي لم يتضح حكمها
لخفاء الأدّلة وكثرة اختلاف العلماء فيها وهذا في شريعتنا قليل جدّا، لأن
الحلال بَيِّن والحرام بَيِّن فحينئذ يتبع المسلم الفتوى التي يرتاح لها
قلبُه ولا يُحِسّ بضَيق منها في قلبه لأنّ الإثم حَوَازُ القلوب، (ومعنى
حَوَّاز: مُقْلِقٌ للقلوب ويجعلها غير مرتاحة).