بدع شهر رجب و أقوال العلماء فيها
الحمد لله رب العالمين، أغنانا بكتابه المُبين و سُنَّة نَبِيِهِ الأمين عن ابتداعِ المُبتدِعِين، و قال و هو أصدق القائلين: ( اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ) الأعراف:3.
إنَّ مِن البدع ما أحدثه الناس في هذا الشهر – شهر رجب – من
العبادات و الإحتفالات، و ما زَعَمُوهُ له من الفضائل و الكرامات التي
توارثوها جيل بعد جيل، ابتداءًَ من عصر الجاهلية إلى وقتنا هذا: و كل هذه
الأمور بِدع مُحْدَثَة ما أنزل الله بها من سلطان، و ليس لشهر رجب خاصيّة
على غيره من الشهور إلا أنه مِن الأشهر الحرم التي يحرم فيها القتال.
فليس لشهر رجب عبادة تخصه، ومن البدع التي أحدثها الناس فيه:
- صلاة الرغائب في أول جمعة من رجب.
- تخصيصه بالتصدق عن أرواح الموتى.
- تخصيصه بزيارة المقابر.
- تخصيص أدعية تقال في رجب وليس لها أصل.
- الاحتفال بليلة السابع والعشرين منه.
_ تَخصيصِهِ بقِيامِ بعض لياليه و صيام بعض أيامه.
_ تخصيصه بذبائح تُذبحُ فيه تقربا إلى الله تعالى .
_ تَخصيصه بعمرة .
_ الزكاة في رجب .
أقوال العلماء :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
فاتخاذه موسماً بحيث يُفرد بالصوم
مكروه عند الإمام أحمد و غيره كما روي عن عمر بن الخطاب و أبي بكرة و
غيرهما من الصحابة رضي الله عنهما.
قال الحافظ ابن حجر:
لم يَرِد في فضل شهر رجب و لا في صيام شيء منه معين و لا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحُجَّة.
قال الحافظ ابن رجب :
فأمَّا الصلاة فلم يَصِّح في شهر رجب صلاة مخصوصة تَخْتصُ بِهِ.
وفي الحديث الصحيح :
( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )
تنبيه :في البدع إبعاد للمسلمين عن الدِّين الصحيح، و نَقلُهُم إلى الدِّين الباطل و هذا ما يريده الشيطان ،فإنَّ المبتدع أحب إلى الشيطان من العاصي المرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب،[/center]
لأنَّ العاصي يعترف أنه عاص و يرجوا أن يتوب بخلاف المبتدع فإنه يَعتبرُ ما هو عليه مِن البدعة هو الدِّين و الطاعة فلا يتوب منه. ــــــــــــــــ
سؤال
ما حكم إفراد شهر رجب بالصيام ؟
الجواب:
يكره إفراد شهر رجب بصوم، وقد ورد في فضله أحاديث كثيرة، ولكنها إما موضوعة أو ضعيفة ،
وأفردها بالجمع كثير من العلماء، ومنهم ابن حجر في كتاب له مطبوع اسمه (تبيين العجب بما ورد في فضل رجب).
ولكن هناك دليل على أن لهذا الشهر فضيلة؛ ففي الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-
أنه سئل عن الإكثار من صوم شعبان فقال: إنه بين شهرين كريمين، والناس يغفلون عنه .
تنبيه : تخصيص رجب بالصوم أو تخصيصه بالاعتمار فيه، ويسمونها عمرة رجبية، أو تخصيصه بليلة تحيا تسمى ليلة الرغائب، وهي أول ليلة جمعة في رجب، أو تخصيصه بذبيحة تذبح فيه وتسمى العتيرة؛ كل هذا من البدع وليس لها أصل في دين الله.الشيخ عبدالله الجبرين هنا رابط الفتوى