القواعد الأربعين
في بناء بيوت المسلمين
اعداد : محمد سعيد عواد المعـضاديالحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم ، على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه ، ومن دعى بدعوته إلى يوم الدين
أيها
المسلم
: كي تفرح في آخرتك ، وعند لقاء ربك ، وحتى لا تفر يوم القيامة من
أقرب الناس إليك، ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ
وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) (عبس: 34 ـ36) ، هذه أربعين قاعدة من
هدي سيد المرسلين ، يقوم عليها بيتك ، ويتميز بها عن غيره من البيوت ،
وهي مجموعة من الأسس التي تحكمه ، وتنظم سير الحياة فيه، ، مستمدة من
القرآن الكريم ، والسنة النبوية الشريفة
فتدارسها مع أبناء أسرتك ، اعمل بها ، ولا تنسنا من دعائك1ـ إيمانك
بالله – سبحانه – يشدك الى : أن تخلص له ، تتقيه وتخشاه ، تعمل بأوامره ،
وتجتنب نواهيه ، تكثر من ذكره ، فهو شاهدك وهو ناظرك وهو معك : (وَهُوَ
مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الحديد: من الآية4
2-إيمانك
بالملائكة : يلهمك بأن عليك رقابة صارمة ، يرصدعليك فيها كل صغيرة وكبيرة ،
وتسجل عليك : ( يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ
صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا
حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) (الكهف: من الآية49 .
والإيمان بكتبه : يحتم عليك أن تتخذ القرآن دستورا لجميع شؤونك
والإيمان برسله : يفرض عليك أن تحبهم جميعا ، ولا تفرق
بين أحد منهم ، وتقتدي بامامهم وسيدهم محمداً (صلى الله عليه وسلم)
والإيمان باليوم الآخر : يشدك إلى الأعمال الصالحة ، لتنال رضى الله ، وتفوز بجنته ، وتجتنب غضبه وناره والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره من الله
3-الإيمان
برسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
يوجب عليك : أن تتبع سنته ، واتباعك له
يوصلك إلى محبة الله ومغفرته ، قال تعالى: ( قُلْ إِنْكُنْتُمْ تُحِبُّونَ
اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْلَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ ) (آل عمران:
من الآية31) ولا يكون ذلك إلا بالعمل بما أمر به ، والابتعاد عما نهى عنه ،
قال تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ
تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور:
من الآية63)يقول الله في الحديث القدسي : ( وعزتي
وجلالي لو أتوني من كل طريق واستفتحوا عليَّ من كل باب لما فتحت لهم حتى
يدخلوا خلفك) (طريق الهجرتين لابن قيم الجوزية ص12)أداء
الصلوات بأوقاتها ، وأركانها ، وسننها ، فهي عماد الدين ، وروح العبادة ،
ويكون ذلك بمتابعة أهل البيت ، ومراقبتهم ، خشية أن يقصر فيها أحد منهم ،
فأنت مسؤول عنهم أمام الله ، قال تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ
بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) (طـه:من الآية132المال
مال الله ، وعليك أداء حق الله من هذا المال من زكاة وصدقات ، قال تعالى: {
وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ
وَالْمَحْرُومِ} [المعارج: 24-25
صيام
شهر رمضان ، وقيام لياليه : قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ
عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183].
وأهل البيت المسلم يشدهم ذلك إلى زيادة الأعمال الصالحة، وتحري الأوقات
الفاضلة كما كان يفعله نبينا صلى الله عليه وسلم-
أداء فريضة
الحج عند القدرة عليه ، أي : بعد الوفاء بالحاجات الأساسية من : مأكل ،
وملبس ، ومسكن ، قال تعالى :
( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ
مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) (آل عمران: من الآية97
8-البيت
المسلم تقوم فيه العلاقة الزوجية على السكن والمودة والرحمة ، ولا تقوم
على الخلاف والشقاق والنزاع ، قال تعالى:
( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ
لَكُمْ مِنْ
أَنْفُسِكُمْأَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ
مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [color=green]21 وعلى الزوجين أن يقيما حدود الله في بيتهما ، ويجعلان من كتاب الله وسنة رسوله دستورًالحياتهما؛ كي تتحقق لهما السعادة الكاملة
9- للرجل
حق القوامة في البيت ، فهو المسؤول عنه أمام الله قال تعالى :
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ
بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ
وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ
حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ )(النساء: من الآية34) ،
والمرأة الصالحة لا تنازع زوجها هذا المقام الذي أنزله الله إياه
10- رعاية
البيت حق مشترك بين الرجل والمرأة ، قال صلى الله عليه وسلم : (والرجل
راعٍ في بيت أهله وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي
مسؤولة عن رعيتها)(صحيح: رواه أبو داود والترمذي .
11-المرأة الصالحة تفي بحقوق زوجها عليها ،
وتحسن طاعته ، فهو بابها إلى الجنة ، قال صلى الله عليه وسلم :
(أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة)رواه الترمذي
12- الرجل
الصالح يفي بحقوق زوجته ، وذلك بحسن معاشرتها ، وإعفافها ، والإنفاق
عليها. قال صلى الله عليه وسلم :
(إذا أنفق المسلم نفقة على أهله وهو
يحتسبها ، كانت له صدقة)[color=olive]