[center]بين العربية و الفارسية - مقارنة لغوية
لا بد لنا من الذكر بداية أن التواصل بين الشعوب القاطنة في فارس و الجريرة العربية وبلاد الرافدين لم ينقطع أبدا منذ بداية التاريخ بل أن التكامل بين جميع القبائل القاطنة فيها كان كبيرا ، و انه قد اشتد و توثق بعد رسالة محمد ( ص) – أو ما يسميه المؤرخين الحضارة الإسلامية.
لقد نظر العديد من الباحثين إلى هذا التقارب من وجهتي نظر متطابقتين في المضمون ، مختلفتين في المبنى و التسمية - فجاءت أبحاثهم تحوي العديد من الأدلة التي تدل على التقارب ، القسم الأول القديم منها اعتبر أن اللغة العربية اقترضت من الفارسية ألكثير و أن الفارسية اقترضت من العربية أكثر حتى بات من الصعب الحكم على مبتدأ الكلمات هل كان فارسي قديم أم عربي قديم ، و القسم الثاني الحديث الذي يعتبر أن جميع اللغات من سامية وهندية أوروبية و حامية هي في الأصل لغة واحدة .
بين العربية و الفارسية
لا بد لنا من الذكر بداية أن التواصل بين الشعوب القاطنة في فارس و الجريرة العربية وبلاد الرافدين لم ينقطع أبدا منذ بداية التاريخ بل أن التكامل بين جميع القبائل القاطنة فيها كان كبيرا ، و انه قد اشتد و توثق بعد رسالة محمد ( ص) – أو ما يسميه المؤرخين الحضارة الإسلامية.
لقد نظر العديد من الباحثين إلى هذا التقارب من وجهتي نظر متطابقتين في المضمون ، مختلفتين في المبنى و التسمية - فجاءت أبحاثهم تحوي العديد من الأدلة التي تدل على التقارب ، القسم الأول القديم منها اعتبر أن اللغة العربية اقترضت من الفارسية ألكثير و أن الفارسية اقترضت من العربية أكثر حتى بات من الصعب الحكم على مبتدأ الكلمات هل كان فارسي قديم أم عربي قديم ، و القسم الثاني الحديث الذي يعتبر أن جميع اللغات من سامية وهندية أوروبية و حامية هي في الأصل لغة واحدة .
لذلك جاء تسمية المباحث في هذا المقال تبعا لهذا التقييم قديم و حديث.
قبل أن نبدأ بعرض مقارن لحيثيات التقارب بين العربية و الفارسية لا بد لنا من أن نبحث في معنى اسم فارس – ما هو أصله من أين أتى لنقيم على ذلك البناء المتين لمعنى الوجود الفارسي في الاسم و اللغة.
مقارنة بين المباحث القديمة و الحديثة في كلمة فارس :
من موسوعة وايكيبيديا نقتطع : فارس هو الاسم التاريخي للمنطقة التي قامت عليها الإمبراطوريات والدول الفارسية والتي تشكل اليوم إيران. تقع الإمبراطورية الفارسية شرق شبه الجزيرة العربية. تأسست الإمبراطورية الفارسية عام 559 ق.م. بواسطة قورش.
التاريخ الإيراني قبل الآريين
سكنت المنطقة عدة شعوب قبل مجيء الفرس الآريين إليها. أهم تلك الشعوب:
حضارة عيلام هي واحدة من أول الحضارات في المنطقة، ولا ينتمي شعبها إلى الشعوب الهندو-أوربية، بل البعض يعتقد بأن أصولهم عربية. وتتواجد في إقليم عربستان ومحافظة إيلام. استمرت الحضارة بين عامي 2700 قبل الميلاد و 539 قبل الميلاد. والعيلاميون شعب سامي اندمج لاحقاً مع بعض القبائل العربية التي سكنت الاحواز.
المانيون أحد الشعوب القديمة التي استوطنت الأراضي التي تعرف حاليا بأذربيجان الإيرانية في الفترة مابين القرن العاشر قبل الميلاد و القرن السابع قبل الميلاد. لم يكونوا من الشعوب الهندو-أوربية. ويعتقد البعض أنهم يشكلون نواة شعب الأكراد.
من المباحث الحديثة :
اسم فارس من الفرز و الفرق:
فارس – الفرز ، و الفرس – الفرسيين هم الفرزيين في التاريخ ( مبحث حديث )
بالمقارنة بين مشرق جزيرة العرب و مغربها نرى منطقتين أفريقيا تقع في الفرق الغربي من جزيرة العرب ( الموطن الذي انطلق منه البشر و انتشروا في الأرض ) أما فارس فإنها تقع في الفرق الشرقي منها – و إذا كنا قد حللنا في مقال سابق ( الجغرافيا و اللغة العربية )
اسم أفريقيا من مصدر عربي وهو كلمة فرق ، فإن تسمية الفرق الغربي لا بد وأن ينطبق عليها المثل عينه .
ونعود إلى عمق تاريخ البشر فنرى في التوراة ، شعب ذكرته التوراة بأنه يشترك في السكن مع الكنعانيين ( قنعان – يقطان ) و الحثيين ( حشيين – عدنان ) و الاموريين ( حمير ) و اليبوسيين ( قحطان و يبوس – اثيوبيا ) - وهذا الشعب هو الفرزيين.
و نجد في التوراة ، بالنص المعتمد من اليهود و المترجم إلى العربية الآتي :
1. و قال الله أيضا لموسى هكذا تقول لبني إسرائيل يهوه اله آبائكم اله إبراهيم و اله اسحق و اله يعقوب أرسلني إليكم هذا اسمي إلى الأبد و هذا ذكري إلى دور فدور
2. اذهب و اجمع شيوخ إسرائيل و قل لهم الرب اله آبائكم اله إبراهيم و اسحق و يعقوب ظهر لي قائلا إني قد افتقدتكم و ما صنع بكم في مصر
3. فقلت أصعدكم من مذلة مصر إلى ارض الكنعانيين و الحثيين و الاموريين و الفرزيين و الحويين و اليبوسيين إلى ارض تفيض لبنا و عسلا
4. فإذا سمعوا لقولك تدخل أنت و شيوخ بني إسرائيل إلى ملك مصر و تقولون له الرب اله العبرانيين إلتقانا فالآن نمضي سفر ثلاثة أيام في البرية و نذبح للرب إلهنا
و لقد حققت ذلك في كتاب رحلات الأنبياء في جزيرة العرب مبينا أن موسى ذهب ببني إسرائيل من مصر إلى جزيرة العرب عبر البحر الأحمر ليقيموا العيد و يحجوا إلى بكة- مكة ، من هنا فإن الفرزيين الذين ورد ذكرهم في التوراة هم ( الفارسين – الفرس ) الذين كغيرهم من سكان البلاد المجاورة للجزيرة العربية كانوا يحجون إليها في المواسم ، فيستقر قسم منهم فيها ( لأسباب عدة )