*** تعريف السنة ***السنة فى اللغة: هى السيرة المستمرة فنقول سن الماء اى والى صبه وهذا المعنوى اللغوى قد ورد فى القراءن ايضا فيقو تعالى (( فقد مضت سنة الأولين )) . وفى هذا المعنى اللغوى نذكر قول الازهرى (( والسنة الطريقة المستقيمة المحمودة , ولذلك قيل فلان من أهل السنة ))
السنة عند الاصوليين: لها تعريفات كثيرة لكن ما يهمنا اخوانى هو تعريفها عند علماء اصول الفقه الذى يبحثون فى الدليل الشرعى من حيث افادته للاحكام الشرعية اجمالا فلذلك تعرف السنة عند الاصوليين بانها ما صدر عن النبى صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير مما ليس بقراءن ..... وبذلك التعريف نريد ان نوضح شئ اخوانى بداية ان لفظ السنة هو اعم من الحديث لكونه خاص بالقول فقط اما السنة فينتظم فيها القول والفعل والتقرير .
*** أقسام السنة ***وهنا اخوانى ياريت نركز الله يكرمكم لان بعض الناس ماعندهم فرق بين اقسام السنة... فالسنة لها تقسيمات تتفرع فى كل منها فهى تقسم من ناحيتين من حيث ذاتها ومن حيث طرقها وروايتها
اولا تقسيم السنة من حيث ذاتها :وتنقسم السنة من حيث ذاتها الى سنة قولية وسنة فعلية وسنة تقريرية واليكم اخوانى موجز بسيط لكل نوع حتى نفهم هذه المعانى
1- السنة القولية : وهى الاحاديث التى تلفظ بها الرسول صلى الله عليه وسلم تبعا لمقتضيات الاحوال مثل قوله صلى الله عليه وسلم (( لا يبع احدكم على بية اخيه ولا يخطب على خطبة اخيه )) وهذا النوع من السنة يمثل القسم الاكبر فى هذه الاقسام الثلاثة لأن عليها مدار التشريع والتوجيه وفيها يتجلى البيان النبوى والبلاغة المحمدية وجوامع الكلم
2- السنة الفعلية : وهى ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من افعال ليست جبلية اى ليست بطبيعته البشرية وانما صدرت منه بقصد التشريع مثل وضوئه وصلاته وحجه .... الخ .
3- السنة التقريرية : وهذا النوع من السنة يكون عن طريق سكوت النبى صلى الله عليه وسلم عن انكار فعل او قول او يوافق عليه ويظهر استحسانه ومثال على هذا النوع اخوانى اقرار الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل ان يجتهد رأيه عندما بثعه قاضى لليمن ان لم يجد فى الكتاب او السنة.... قال له الرسول فى الحديث الذى رواه الامام احمد عن معاذ بن جبل ان الرسول صلى الله عليه وسلم حين بعثه الى اليمن قال له يامعاذ: كيف تصنع ان عرض عليك قضاء ؟ قال اقضى بما فى كتاب الله قال الرسول : فان لم يكن كتاب الله قال: بسنة رسول الله قال فان لم يكن فى سنة رسول الله قال اجتهد رأيى لا ألو (( اى يتنحى عن اعطاء الحكم )) فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدره ثم قال الحمد لله الذى وفق رسول رسول الله لما يحبه الله ورسوله .
ثانيا تقسيم السنة من حيث طرقها وروايتها:وهى تنقسم من حيث طرقها وروايتها اى باعتبار وصولها الينا وهنا تقسيم هام جدا فياريت نركز فيه الله يكرمكم فتنقسم الى ثلاثة اقسام : سنة متواترة وسنة مشهورة وسنة احاد وهذا بيان لكل نوع منهم .
1- السنة المتواترة : * التواتر فى اللغة يعنى تتابع شيئين بينهم فترة زمنية فيقول تعالى (( ثم ارسلنا رسلنا تترى )) اى واحد تلو الاخر بفترة بينهما .
* التواتر اصطلاحا هو خبر اقوام عن امر محسوس يستحيل تواطؤهم على الكذب عادة وعشان نفهم الكلمتين دول اخوانى باختصار السنة المتواترة هى مانقلها عن الرسول جمع من اصحابة يمتنع عادة تواطؤهم على الكذب ثم رواها عن هذا الجمع جمع من التابعين يمتنع تواطؤهم اى اتفاقهم على الكذب عادة ثم نقلها عن هؤلاء جمع من تابعى التابعين يمتنع اتفاقهم على الكذب عادة ... ولا عبرة هنا بعدد الناقلين ولكن العبرة بالعقل فاذا قضى العقل بان رواة هذا الحديث جمع يمتنع اتفاقه على الكذب عادة فى الثلاثة عصور (الصحابة والتابعين وتابعى التابعين ) كان هذا الحديث متواترا دون اشتراط عدد معين .
* والتواتر نوعان :أ
/ تواتر لفظى : هو ما اتفق فيه جميع رواه الحديث فى لفظه ومعناه مثاله حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )) فلقد اتفق الرواه على رواية هذا الحديث باللفظ والمعنى
ب / تواتر معنوى :هو ما اتفق رواته على معناه من غير مطابقة فى اللفظ ومثاله الاحاديث التى وردت فى شفاعة النبى ورفع اليدين فى الدعاء .... الخ.
+
السنة المتواترة تفيد العلم واليقين فيجب العمل بهااااا ويكفر جاحدها فهى كالقراااااءن قطعية الثبوت وقطعية الدلالة . وياريت نركز فى الحكم دا ونقرااااااااااااه كويس اوووى الله يكرمكم وطبعا كلنا عارفين ليه نكمل الله المستعان.. وقال الامام الآمدى فى حكم السنة المتواترة (( اتفق الكل على ان خبر التواتر يفيد العلم واليقين الذى لا تردد فيه ومن انكر ذلك فقد سقطت كلمته وظهر جنونه او مجاحدته )) سمعنا الحكم الله المستعان نكمل .
وهى الاحاديث التى ينقلها عن الرسول صلى الله عليه وسلم عدد من الصحابة لم يبلغ حد التواتر ثم يرويها عن اصحابه الذين لم يبلغوا حد التواتر جمع من التابعين يبلغوا حد التواتر وينقله عنهم جمع من تابعى التابعين يبلغوا حد التواتر وعشان مش يتداخلوا النوعين باختصاريشترط التواتر فى الثلاثة ازمنة فى السنة المتواترة اى فى (زمن الصحابة والتابعيت وتابعى التابعين ) اما فى السنة المشهورة فالتواتر فيها لا يكون الا فى زمن التابعيت وتابعى التابعين .. ومثال على السنة المشهورة حديث (( انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ مانوى ,.....))
** حكم السنة المشهورة **السنة المشهورة تفيد الطمأنينة والظن القريب من اليقين ولهذااااا جاز تقييد مطلق القراءن بالسنة المشهورة وان شاء الله ربنا يعينا لسه حانتطرق للمقيد والمطلق والالفاظ والدلالات وحانفهم كل دا ان شاء الله رب العالمين بس باختصار عشان ناخد فكرة بسيطة انه يجوز للسنة المشهورة تقييد مطلق القراءن وحانقول مثال عشان نفهم بتقيد المطلق ازاى مثلا يقول تعالى فى سورة النساء (( من بعد وصية يوصى بها او دين )) وقيد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الاطلاق بانه منع الوصية باكثر من الثلث فقال (( الثلث كثير ))
3- سنة الآحاد :وهى ما رواها عن الرسول صلى الله عليه وسلم عد لا يبلغ حد التواتر من الصحابة ثم نقلها عنهم ايضا لا يبلغ حد التواتر من التابعين ونقلها عن هؤلاءايضا عدد لايبلغ حد التواتر من تابعى التابعين ومثلها مثل حديث ابى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم (( واذا ولع الكلب فى اناء احدكم فليغسله سبعا احداهن بالتراب )) فخبر الآحاد لم يبلغ حد التواتر ولا الشهرة وتبقى روايته على هذا الوصف حتى عصر التدوين .
** حكم خبر الآحاد **اتفق العلماء جميعا على العمل به فى الفتوى والشهادة وفى الامور الدنيوية ولكنهم اختلفوا فيما عدا هذه الامور ولكن الراجح وراى جمهرة الفقه ترى جواز العمل به ولأنه وان كان بطبيعته يحتمل الخطأ فان جانب الصدق فيه أرجح لعدالة الراوى وقالوا بأن العمل به واقع وثابت لقوله تعالى (( ان جائكم فاسق بنبأ فتبينوا )) ومفهوم المخالفة من ذلك ان خبر العدل يعمل به من غير تثبت . وقد كان الصحابة يعملون باخبار الآحاد مع اختلاف طرقهم فى التثبت من صحة نسبتها الى النبى فكان ابو بكر وعمر يطلب من الراوى من يشهد معه بذلك , وكان على بن ابى طالب لا يعترف بالحديث الا اذا استحلف الراوى انه سمع الحديث من النبى صلى الله عليه وسلم , وكانت عائشة رضى الله عنها لا تحتج بخبر الآحاد الا اذا استوثقت انه لا يعارضه ما هو اقوى منه , واكثر الصحابة كانوا لا يقرون الحديث الا اذا عرفوا انه لا ناسخ له ..... الخ.
ولكن اشترط الفقهاء للعمل بخبر الواحد ان يكون الراوى موثوقا به بأن يكون وقت اداء الحديث بالغا عاقلا مسلما واشترطوا شروط اضافيه اختلفوا فيها فيما بينهم الا ان مجموعها يدور حول ان لا يعمل الراوى بخلاف ما يرويه والا يكون الحديث فيما تعم البلوى به والا يكون الحديث مخالفا للقياس وللاصول الشرعية واتفقوا على العمل بخبر الآحاد الثقة اذا حفت به القرائن .
وبهذا اخوانى يكون هذا البحث عن السنة وتقسيماتها قد انتهى واسال رب العرش العظيم ان ينفعنا بذلك وان يرزقنا الاخلاص فى القول والعمل .... والسلام عليكم ورحمة الله