رَبِّنا اغْفِرْ لِنا وَ لِوَالِدَيَّنا رَبِّنا و ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِا ِصَغِارَا
اللهمَّ ارْزُقْنِا الْفِرْدَوْسَ الأعلى من الجنة
مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ و لا حِسَابٍ و لا عَذَابْ (علاج الغضب) الجزء الثالث من العلاجوهو ( السكون ) الغضب نزغة من نزغات الشيطان ،
يقع بسببه من السيئات و المصائب ما لا يعلمه إلا الله ،
و لذلك جاء في الشريعة ذكر واسع لهذا الخلق الذميم ،
و ورد في السنة النبوية علاجات للتخلص من هذا الداء و للحد من آثاره .
قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
" إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ،
فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع " * راوي هذا الحديث أبو ذر الغفارى رضي الله عنه في مسند أحمد ( 5/152 ) ،
و انظر في صحيح الجامع رقم ( 694 ) .
======================حدث لأبي ذر في ذلك الحديث قصة ، نخبركم بها :
كان أبو ذر الغفارى رضى الله عنه يسقي على حوض له فجاءه قوم .
فقال : ( أيكم يورد على أبي ذر ويحتسب شعرات من رأسه ؟ ) .
فقال رجل : ( أنا ) .
فجاء الرجل فأورد عليه الحوض فدقه أي : كسره أو حطمه .
و المراد أن أبا ذر كان يتوقع من الرجل المساعدة في سقي الإبل من الحوض
فإذا بالرجل يسيء و يتسبب في هدم الحوض .
وكان أبو ذر قائماً فجلس ثم اضطجع فقيل له : ( يا أبا ذر لم جلست ثم اضطجعت ؟ ) .
قال فقال : ( إن رسول الله صلى الله عليه و سلم ... وذكر الحديث بقصته ) .
و في رواية كان أبو ذر يسقي على حوض فأغضبه رجل فقعد .
* [ فيض القدير ، المناوي ( 1/408 ) ] .
=================
و من فوائد هذا التوجيه النبوي منع الغاضب من التصرفات الهوجاء
لأنه قد يضرب أو يؤذي بل قد يقتل ، و ربما أتلف مالاً و نحوه .
و لأجل ذلك إذا قعد كان أبعد عن الهيجان و الثوران ،
و إذا اضطجع صار أبعد ما يمكن عن التصرفات الطائشة و الأفعال المؤذية .
=================
قال العلامة الخطابي – رحمه الله – في شرحه على أبي داود :
( القائم متهيء للحركة و البطش و القاعد دونه في هذا المعنى ، و المضطجع ممنوع منهما ،
فيشبه أن يكون النبي صلى الله عليه و سلم إنما أمره بالقعود و الاضطجاع
لئلا يبدر منه في حال قيامه و قعوده بادرة يندم عليها فيما بعد ) .
* والله أعلى و أعلم
سنن أبي داود ، و معه معالم السنن ( 5/141 ) .
وصدق سيدنا رسول الله
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً ويقينا لاشكّ فيه )
( والله الموفق )=======================
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية
" إن شـاء الله "