مم يخاف الصحفي المسلم.. من الحكومات أم من إغتيال الموساد؟!
قلم: جلال الخوالدة -
ثلاثة اعوام تقريبا مضت على إنفضاح أمر المدعو مصعب (32 عاماً) ابن الشيخ الأسير حسن يوسف أحد مؤسسي حماس في الضفة الغربية؛ وقد إتضح ان (مصعب هذا) قد عمل مخبرا متخفيا لدى الشاباك الإسرائيلي ثم هرب إلى أمريكا وجاءته فكرة جهنمية اعلن فيها أنه تحول إلى النصرانية؛ فتلقفته اجهزة الإعلام الغربية وعلى رأساها محطة فوكس نيوز –جوناثان هنت، وراحت تخرج كل حقدها ولؤمها وكرهها للإسلام والمسلمين في تقارير وأفلام وثائقية وكأن الذي تحول للمسيحية هو اسماعيل هنية نفسه.
ومع ان القضية كادت تندثر عربيا وإسلاميا ولكن آلة الإعلام الصهيونية ظهرت بتأكيد جديد من خلال صحيفة هآرتس الإسرائيلية وقالت الأربعاء 24/02/2010 إن نجل القيادي حسن يوسف قد عمل فعلا لصالح المخابرات الإسرائيلية، ورد عليها الشيخ الأسير الخميس 25/02/2010 في بيان من معتقله بواسطة محاميه وقال ان إبنه (مصعب) الذى ادعت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنه عميلا للموساد لم يكن في يوم من الأيام عضواً فاعلاً في صفوف الحركة أو في أي من أجنحة الحركة العسكرية أو السياسية أو الدعوية أو غيرها، واكد الشيخ أن هذه الحملة جاءت للتغطية على جرائم الاحتلال في هذا الوقت ضد الشعب الفلسطيني ومجاهديه وتهويد مقدساته ولإشعال الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني، واختتم الشيخ يوسف قائلا: "إنني أربأ بوسائل الإعلام أن تنجر وراء وسائل الإعلام الصهيوني الذي يستهدف الشعب الفلسطيني وقضيته وقادته ".
قد يكون من المضحك جدا أن يتحول شخص ما من الإسلام إلى النصرانية، لأن التحول يتماشى مع التطور فكيف تتطور لتصبح موحدا ثم تعود مثلا إلى عبادة البقر؟ الفكر الإنساني يتقدم منتجاً مساحة عقائدية عالية وعميقة عرفها الإسلام في دعوته المتقدمة روحيا وإنسانيا وتمثلت في دعوة التوحيد الخالصة، لذلك فمن غير المنطقي والمعقول أن يكون أحدهم مسلما موحدا لله عزوجل ثم يعود ليعبد إنسان آخر يشبهه في خلقه، ولكن من المنطقي والمعقول أن إخراج مسرحية تحول (مصعب هذا) إلى النصرانية كانت غطاء فنيا (تكتيكيا) لتبرير هروبه والحصول على إمتيازات كبيرة بالنسبة له، وبالنسبة للإعلام الغربي، ولكنها كانت أيضاً أكثر من رائعة بالنسبة لنا..! لماذا؟
لأنها ببساطة كشفت بشكل غريب كيف يعمل الإعلام الغربي الذي إدعى على مدار اكثر من مئة عام أنه محايد وأنه لم يكن يوما جزءا من الحملات الصليبية التنصيرية والصهيونية التهويدية، فانفضحت النفوس المريضة المتعطشة للإساءة إلى هذه الأمة، ويمكن قياس درجة حماسهم الشديد والعجيب على موقع اليوتيوب ومحركات البحث، ثم التصريحات التي تظهر يوميا حول هذا (المخبر الصغير) الذي انكشف أمره وارتحنا منه؛ كتصريحات هآرتس الإسرائيلية التي تروج لكتاب ينوي (بطلهم الصغير) إصداره قريبا.
كل ذلك ليس موضوعنا اليوم، والحقيقة التي تعرفونها جيدا هي أننا في خضم معركة إعلامية شرسة، يترصد فيها الإعلام الغربي كل صغيرة وكبيرة حول الإسلام والعرب، يبحثون فيها، ويتحمسون لها ويجعلونها حكايتهم الشاغلة، في كتبهم وقنواتهم وصحفهم، مواقعهم ورسائلهم الإلكترونية، قوانينهم وكذلك في مجالسهم وقراراتهم السياسية، ولكن ماذا في المقابل؟ فمن ذا الذي يهتم إذا تحول الحاخام اليهودي يوسف خطاب أو القسيس النصراني يوسف استس او جيرمان جاكسون أو ملايين البشر الذين يدخلون الإسلام سنويا؟!!
يعتقد الإعلاميون العرب أن هذه ليست بمهمتهم، ويظنون أنها مهمة شخص آخر، وان عملهم الوحيد ينحصر في تأجيج الخلافات العربية- العربية ، المسلمة- المسلمة، مثل (الغاوي) الهاوي مروان القاسم في قناة الجزيرة، أو إشعال نار الطائفية وتمزيق الناس إلى أشلاء متناثرة كما يفعل كل من إعلام فتح وحماس في الأرض المقدسة، أو ما يحدث بين الإعلام المصري والجزائري في الهرولة وراء تلك (الطابة) من الجلد، وهلم جرا.
لماذا دينهم- وهم غير متدينون ولا يصلون- غال عليهم، ولماذا ديننا رخيص علينا إلى تلك الدرجة؟ لماذا يعتقد الصحفي العربي أنه من العيب الحديث عن الدين أو ان ذلك يعتبر إنتقاسا من مكانته المهنية بينما يقوم جوناثان هنت ووراءه قناة فوكس وورائها الإعلام الغربي برمته يتغنون بتحول (المخبر الصغير) إلى النصرانية في كل وسيلة إعلامية متاحة على الأرض؟ أم أن الصحفي العربي يشعر أن للبيت ربا يحميه؟ ام أنه يظن ان هذا العمل خاص بالقنوات الدينية وانه ليس معنياً بهذا المسألة؟.
لماذا نختبىء في مواضيع تقتلنا وتدمرنا وتفتتنا؟ هل نخاف من الحكومات؟! أم نخاف إغتيال الموساد ؟! قد يكون ذلك مبررا جيدا لأنه حين ظهر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في الدنمارك يسب الإسلام ويصفه بالتخلف لم يكتب احد عن ذلك! وحين قدم الحاخامان الإسرائيليان (ايتسيك شابيرا و يوسي أليتسور) كتاب "عقيدة الملك"، مهددين أن يسب أحد إسرائيل وإلا سيقتصون منه فلم يكتب صحفيا واحدا عربيا او مسلما حرفا واحداً عن ذلك، ولم تعلق صحيفة عربية أو قناة أو مؤسسة إعلامية وأذكر أنني كتبت مقالا وأرسلته إلى عدد من صحف ولكن احدا لم يتجرأ على نشره ...
مم تخافون..؟!
ألم تفتح دبي، بتجربتها الإعلامية الفريدة، وفضح عملاء الموساد في كل مكان في الأرض شهيتكم للإقتصاص من ماكينة الإعلام الغربي التي تخطط وتجدول وتنظم المناسبات لقهركم ومحاصرتكم وفرض عقوبات عليكم وتغيير مناهج أبناءكم ومحو هوية جيلكم وإنتمائكم ودينكم؟!.