يعاني
الكثير من
الناس بين وقت وأخر من خروج رائحة غير
محببة للنفس
من أفواههم لا
يشعرون بها عادةً بأنفسهم وإنما قد يخبرهم
عنها
الآخرون
ويقعون في حرج عند
حديثهم عن قرب الآخرين , وشاع تسميتها
خلوف
الفم,
أو
البَخرُHalitosis: يعني
الرائحة المتغيرة من الفم,
وعدم تغير رائحة الفم
هو أحد الأدلة المحسوسة على تمتع جسم
الإنسان بالصحة والعافية .
وقد تكون شكوى بعض
الأشخاص من رائحة الفم غير المستحبة مزمنة
فتتغير
رائحة أفواههم
نتيجة سبب واحد أو أكثر أهمها حدوث أمراض
أو
اضطرابات
صحية في الجسم أو
نتيجة الامتناع عن الطعام فترة طويلة أو
الإدمان
على
التدخين
بأنواعه أو تناول أغذية معينة ،وهذا سوف
تستعرضه
هذه العجالة.
حدوث أمراض في الفم
يؤدي نشاط
الجراثيم المتعايشة داخل فم الإنسان على
فضلات
الطعام إلى حدوث
تخمر فيها ,ويساعد
تناول المشروبات المحتوية على السكر
كالشاي
والمياه الغازية
بشكل متكرر خلال
ساعات النهار في زيادة نشاط هذه الجراثيم
وتراكم
الرواسب
الجيرية على
الأسنان مما يزيد فرص حدوث التهابات مزمنة
في
اللثة وتعريتها
,وبالتالي تكوين
جيوب صديدية فيها تنبعث منها روائح كريهة
،ناهيك
عن حدوث
النخر في الأسنان
وخروج رائحة غير مستحبة من الفم .
ويصاحب
تكوين
قروح أو التهاب يف تجويف الفم بما فيه
اللسان تغير
رائحة فم
المريض .
كما
تخرج رائحة غير مستحبة نتيجة حدوث ما يسمى
جفاف
الفم
(Xerostomia (dry mouth).
كما
يؤدي التهاب اللوزتين بفعل الجراثيم وخروج
الصديد
منها الشائع حدوثها في
الأطفال إلى ظهور
رائحة غير مستحبة في الفم, كما يرافق حدوث
أمراض
اللثة
والأسنان ظهور
رائحة كريهة في الفم مثل:
حدوث التهاب حاد أولي هلامي في
اللثة والفم .
تشمل
التهاب لثة تقرحي حاد وأمراض في سمحاق
السن ( جنيب
السن ) µحدوث
النخر في الأسنان
.
حدوث
التهابات في الجهاز التنفسي
ويسبب الالتهاب المزمن في
الجيوب الأنفية في تغير رائحة فم المريض
،كما
يؤدي حدوث
التهابات جرثومية انتانية داخل القصبة
الهوائية أو
في أنسجة الرئتين
نفسها بفعل نمو
ونشاط المكورات العنقودية أو الجراثيم
المسببة
للالتهاب الرئوي
أو غيرها تؤدي إلى
تكوين خراريج صديدية فيها تنبعث منها
رائحة كريهة
يحملها
هواء الزفير إلى
خارج الفم
التهاب في
المريء
يؤدي
كثرة
حدوث حالة ارتداد العصارة المعدية من
المعدة عبر
فتحة البواب إلى
المري على حدوث
التهاب في المريء وخروج رائحة غير مستحبة
من فم
المريض .
كما
يصاحب حدوث سرطان في المريء تغير نفس
المريض
.
تخمر
في المعدة
فيؤدي
بقاء الطعام فترة طويلة داخل المعدة نتيجة
وجود
عائق يمنع خروجه منها
إلى حدوث تخمر في
الطعام وتجمع غازات فيها ,فيشعر الشخص
بضغط
وامتلاء
في منطقة أعلى
بطنه ورغبة في التجشؤ وخروج غازات من
معدته ,كما
يصاحب
حدوث سرطان المريء
تغير رائحة فم المريض.
حدوث اضطرابات
معوية
تمتص
أحياناً
الغازات المتكونة داخل الأمعاء بواسطة
الدم
ثم ينقلها إلى الكبد ثم
الرئتين لتخرج مع هواء الزفير ,كما في
حالة التناذر الانزلاقي
Coeliac
syndrome نتيجة حساسية أمعاء المريض
من مركب الجلوتين
الموجود في حبوب
القمح والشوفان .
كما يتكون داخل
القولون غاز
الميثان وهو كريه الرائحة نتيجة نشاط بعض
الجراثيم فيه ,
وتتجمع غازات في أمعاء الأشخاص الذين
يعانون من
سوء
امتصاص الكربوهيدرات malabsorption
مثل سكر اللبن وسكر
الشعير
و السكر
العادي وعادةً أسبابها وراثية ويعاني فيها
المريض
نقصاً في إفراز
الأنزيمات المحللة
لهذه السكريات التي تتخمر عند وصولها
القولون
بواسطة
الجراثيم الموجودة
طبيعياً فيه وينطلق غاز الهيدروجين, ويمتص
الدم
جزء منه
في
الأمعاء ثم يخرج في هواء الزفير
للمريض
إصابة
مزمنة بالطفيليات المعوية
كما قد تؤدي الإصابة المزمنة
بالطفيليات المعوية وخاصةً البروتوزوا من
نوع
Giardia
lambia إلى حدوث
إسهال مائي القوام وتنطلق غازات داخل
أمعاء
المريض بأحجام
كبيرة لها رائحة كريهة تسبب انتفاخ البطن
ويعاني
من تجشؤ
كبريتي الرائحة
يكسب نَفسه رائحة غير مستحبة.
مرضى القصور الكلوي أو القصور
القلبي
يصاحب
ارتفاع مركب البولة في الدم Azotemia خروج جزء من الأمونيا
الموجودة في الدم
عن طريق الرئتين مع هواء الزفير فتظهر
رائحتها
المميزة في
نَفسِ المريض.، كما يؤدي حدوث القصور
القلبي المحتقن
Congestive
heart failure إلى شكوى المريض من خروج رائحة
الأمونيا
غير المستحبة من
فمه, وهي ناشئة عن ارتفاع تركيز المركبات
الأزوتية
في الدم
نتيجة نقص التروية
الدموية للكليتين بفعل عدم استطاعة قلب
المريض من
ضخ
الدم بمعدل كافٍ
إليها ,وبالتالي إعاقة تخلصها من هذه
المواد
الضارة مع البول
,وتختفي هذه
الرائحة من فم المريض بعد علاجه .
مرضى القصور
الكبدي
في
المراحل النهائية لحدوث حالة قصور كبدي
وتليف
أنسجته ،يقوم الدم في
أمعاء المريض
بامتصاص المركبتان ذو الرائحة الكريهة ,
ثم يخرج
من الرئتين
مع هواء الزفير
وفي البول ,كما يصاحب الانسداد في الوريد
البابي,
الذي قد
يحدث لمرضى التليف
الكبدي في المراحلة النهائية ظهور رائحة
كريهة في
هواء
زفيرهم.
حدوث حالة
الحُماض
الكيتوني
keto acidosis
وهي من مظاهر
عدم تحكم ضحايا مرض البول السكري بتركيز
السكر في
الدم
فترة طويلة وهي
دليل على خطورة الحالة الصحية للمرض
وتحتاج على
تدخل
طبي , وتخرج فيها
رائحة مركب الأسيتون وهي تشبه التفاح
المتعفن من
أفواههم
.
عند ممارسة
التدخين
يعاني
من
يعيش مع أو يبادل الحديث عن قرب المدمنين
على
التدخين بأنواعه من
رائحة
دخان السجائر والسيجار والنارجيلة
والشيشة أو الجراك وغيرها ممزوجة
أحياناً بروائح
أخرى مصدرها الجهاز التنفسي أو الهضمي أو
الأسنان
واللثة
فيتضاعف تأثيرها
المنفر لنفوس من يجالسهم أو يجاورهم أو
يتحدث
إليهم عن
قرب
..
بعد
تناول بعض الأغذية
يؤدي الإكثار من تناول البصل والثوم
والكرات والفجل إلى ظهور رائحتها غير
المستحبة في نفس
الإنسان ،وبعد امتصاص المركبات المسئولة
عن رائحة
هذه
الخضراوات في
الأمعاء تأخذ طريقها مع الدم إلى الرئتين
الذي
يتخلص منها مع
هواء الزفير
.
المصدر : دكتور
محيي الدين عمر
استشاري تغذية في
مستشفى
الملك فهد