داء الفيل .. الأعراض .. الأسباب .. العلاج .. والوقاية ..
* موضوع شامل *
سمعنا
في السابق عن ما يسمى بداء الفيل! ولكن .. هل للفيل داء؟ يوضح لنا
الدكتور إبراهيم داود الكثير حول داء الفيل او ما يحمل الاسم العلمي
الفيلاريا الليمفاوية lymphatic filariasis. وهو يصف المتلازمة التى يتضخم
فيها الأرجل والذراعين والأعضاء التناسلية بصورة واضحة للعين إلى أحجام
تشبه الأحجام فى الفيل، ويقدر عدد الإصابات بالمرض نحو 120 مليون شخص على
مستوى العالم وفى أكثر من 83 دولة، وبالرغم من الأبحاث التى استغرقت قرونا
من الزمان، إلا أن العدوى بالمرض مازالت تحدث.
وقال يسبب مرض داء
الفيل عدة أنواع مختلفة من الديدان الطفيلية وتشمل: واشيريريا بانكروفتى
Wuchereria bancrofti، وبروجيا ملاى Brugia malayi، وبروجيا تيمورى Brugia
timori، وهذه الديدان موجودة فى المناطق الاستوائية، وتحت الاستوائية وتسبب
الواشيريريا بانكروفتى حوالى 90% من الحالات.
- الحشرة الناقلة لداء الفيل – الفيلاريا تشترك بعوضة الكيولكس Culex، وبعوضة الإيدز Aedes، وبعوضة الأنوفيليس
Anopheles فى نقل الواشيريريا بانكروفتى، وبعوضة الأنوفيليس هى الناقل
للبروجيا تيمورى، وبعوضة المانسونى mansoni وبعوضة الإيدز هما الناقل
للبروجيا ملاى.
- دورة الحياة تتغذى أنثى البعوضة الحاملة للعدوى على دم الإنسان وهى أثناء العض تحقن فى
دمه اليرقات larvae من نوع الطفيل الذى تحمله، وهذه الديدان ترحل إلى
الأوعية الليمفاوية، ثم ترحل إلى أماكن متعددة من الجهاز الليمفاوى، ثم
تسكن بالغدد الليمفاوية أو قريبا منها، ثم تتطور وتنمو لتصل إلى الطور
البالغ أو الناضج على مدى عامين ويصبح طولها يتراوح من 8 إلى 10 سم بالنسبة
للإناث و4 سم بالنسبة للذكور.
وأضاف أن الديدان البالغة من الممكن
أن تعيش من 3-8 سنوات، والبعض يعيش 20 سنة، وفى إحدى الحالات 40 سنة، وهى
تتزاوج، وتلد الدودة البالغة الأنثى كائنات مجهرية عديدة تسمى
بالميكروفيلاريا microfilariae، والتى تهاجر إلى مجرى الدم، وعندما تتغذى
بعوضة على دم الشخص المصاب فإنها تبتلع الميكروفيلاريا، التى تستمر فى
مواصلة النضج لتصبح يرقات على مدى أسبوع، وتكتمل دورة الحياة عندما تأتى
بعوضة لأخذ وجبة من دم شخص فتحقن اليرقات من خلال الثقب الذى تحدثه بجلده
أثناء العض. أما فى حالة عدم ابتلاع الميكروفيلاريا بواسطة بعوضة فإنها
تموت خلال حوالى 12 شهر.
• نلاحظ من دورة الحياة أنه يوجد طور معدى وهو
اليرقات larvae التى تحقنها البعوضة بدم الشخص أثناء تناول وجبة من دمه،
وأيضا طور تشخيصى Diagnostic وهو الميكروفيلاريا والتى يتم فحصها مجهريا
عند سحب عينة من دم المصاب.
• نلاحظ أيضا أن البعوض يمتص
الميكروفيلاريا مع وجبة من دم المصاب لتتحول داخل البعوضة – فى بحر أسبوع –
إلى يرقات تحقنها البعوضة فى جلد شخص أثناء تناول وجبة أخرى من الدم .
وأشار
إلى أن عدوى داء الفيل تنتقل عن طريق عض إناث البعوض الحامل للعدوى،
فعندما تعض هذه البعوضة إنسانا تحقن فى مجرى دمه يرقات الدودة المسببة
للمرض، وتنمو هذه اليرقات وتصل إلى الطور الكامل الذى يكون لديه القدرة على
الحياة لسنوات.
وعن أعراض داء الفيل، أوضح أن المريض المصاب
بالميكروفيلاريا يظل بدون أعراض داء الفيل الحادة والمزمنة لسنوات، وتظهر
الأعراض بعد التعرض المتكرر والشديد لعض البعوض الناقل للعدوى فى أماكن
استيطان المرض.
وعن أعراض الإصابة الحادة بداء الفيل قال إنها تتمثل فى الآتى: • ارتفاع درجة الحرارة.
• ألم إربى (بالمنطقة أسفل الحوض) inguinal pain.
• وجود رعشة.
• وجود عرق.
• صداع وقيئ وآلام.
• تضخم بالغدد الليمفاوية.
• تورم بالمنطقة المصابة.
• قرح بالجلد.
• ألم بالعظام والمفاصل.
• شعور بالتعب.
• قد تحدث خطوط حمراء على الذراع أو الساق.
• قد تظهر خراريج Abscesses على الجلد أو بالغدد الليمفاوية.
أعراض الإصابة المزمنة بداء الفيل هى: • تضخم السيقان والأعضاء التناسلية والصدر والذراعين، وأغلب أماكن الإصابة
هى الساق، وعادة تبدأ الإصابة عند الكاحل (رسغ القدم)، ثم تنتشر إلى القدم
والساق، وفى البداية تكون الساق المتضخمة طرية عند تحسسها، ولكن مع الوقت
تصير صلبة، ويصبح الجلد داكن اللون، وسهل التكسر، ويسمح ذلك للميكروبات
والفطريات بإصابة الساق ومضاعفة المرض.
• قيلة مائية حول الخصية أو
انتفاخ الخصية المائى hydrocoele، والتى تكون شائعة فى حالات العدوى
بالواشيريريا بانكروفتى، ونادرة فى الأنواع الأخرى.
• وجود إفراز مبيض مع البول chyluria.
• تضخم الكبد.
• تضخم الطحال.
تشخيص داء الفيل – الفيلاريا • فحص عينة من دم المريض، ولا يعنى عدم وجود الميكروفيلاريا عدم وجود
المرض، حيث إن الأشخاص المصابين منذ فترة طويلة لا يوجد بدمائهم
الميكروفيلاريا، ويجب سحب عينة الدم أثناء الليل عندما تكون الميكروفيلاريا
منتشرة بالأوعية الطرفية (وهو نفس وقت لدغ البعوض)، وحيث إنه أثناء النهار
تهاجر الميكروفيلاريا إلى الأوعية العميقة وخاصة أوعية الرئتين، كما أن
فحص عينة الدم لا يكشف عن وجود الديدان البالغة بسبب تواجدها بالغدد
الليمفاوية والأوعية الليمفاوية العميقة، وعند الاضطرار لسحب عينة من الدم
للفحص أثناء النهار تعطى عينة من دواء مهيج للميكروفيلاريا وتؤخذ العينة
بعد مرور ساعة.
• فحص البول أو عينات من الجلد.
• فحص الأجسام المضادة للفيلاريا.
• الفحص بالأشعة فوق الصوتية ultrasound من الممكن أن يكشف عن انسداد
الأوعية الليمفاوية الإربية والموجودة بالصفن inguinal and scrotal
lymphatics.
• قد يستخدم اختبار يسمى اختبار مازوتى Mazzotti test
لتشخيص الفيلاريا بالجلد، وذلك عندما تكون نتيجة فحص عينة من الجلد سلبية
وذلك بحقن 50–100 مج من مادة ثنائى إثيل كاربا مازين والتى تسبب تفاعل
التهابى وحكة شديدة فى موضع الحقن فى الحالات الإيجابية.
• فحص عينة من الغدد الليمفاوية المصابة يبين وجود تليف بها.
علاج داء الفيل – الفيلاريا • يتم علاج الفيلاريا على أساس نتائج عزل ديدان الميكروفيلاريا للطفيل المسبب، وتحليل الأجسام المضادة.
• الأشخاص المصابون بالميكروفيلاريا دون ظهور أعراض يمكن علاجهم بالمنزل.
• قد يعطى المريض المضادات الحيوية للتغلب على العدوى الميكروبية
الثانوية، ومضادات الهستامين، ومسكنات الألم، ومستحضرات الإستيرويدز
steroids وذلك حسب حالته.
• يمكن علاج داء الفيل باستخدام الأدوية،
والدواء المفضل فى علاجها هو ثنائى إثيل كاربا مازين diethylcarbamazine –
DEC. وتكون الجرعة هى 2 مج / كجم / يوم. لمدة ثلاثة أسابيع ويعطى الدواء فى
صورة أقراص، وهو يقتل الميكروفيلاريا بسرعة وقد يقتل الدودة البالغة ببطء،
وإذا لم تموت الديدان البالغة ويظل منها ذكور وإناث فإن استمرار إنتاج
الميكروفيلاريا يستمر، ولذلك يجب تكرار إعطاء الدواء على المدى الطويل
للتخلص من الطفيل، وقد لوحظ أن هذا الدواء يقلل من تضخم العقد الليمفاوية،
وفى الهند يعطى الدواء ضمن ملح طبى للتقليل من انتشار المرض، وتعود
التأثيرات الجانبية بعد إعطاء الدواء إلى تفاعلات الجسم الطبيعية مع
الديدان الميتة أكثر من التفاعل مع الدواء نفسه، وللتقليل من هذا الأثر
الجانبى ولقتل الديدان ببطء تعطى جرعات صغيرة خلال الأيام الأولى قبل إعطاء
الجرعة التى تستمر لثلاثة أسابيع، كما يمكن إعطاء الإستيرويدز steroids
لتقليل تفاعل الجسم مع الديدان الميتة.
• دواء آخر هو أيفرمكتين
Ivermectin والأبحاث التى أجريت على هذا الدواء بينت أن تأثيره ممتاز كقاتل
للميكروفيلاريا، ولكن تأثيره على الديدان البالغة مازال تحت البحث
والتحقق.
• يكون الدواء مؤثرا عند استخدامه عقب حدوث العدوى مباشرة.
• من طرق العلاج استخدام الأربطة الضاغطة pressure bandages لتطويق الساق
المنتفخ، واستخدام الجوارب الطبية compression stockings ذات الضغط المتدرج
– والذى يقل كلما اتجهنا إلى أعلى – للمساعدة فى تقليل تجمع السوائل
بالساق، وكذلك عمل تمارين للساق المربوطة بالأربطة الضاغطة، كما أن رفع
الساق يساعد على التقليل من حجمها.
• فى الحالات الشديدة قد نحتاج
للتدخل الجراحى، وذلك لإزالة النسيج ألدهنى والليفى الزائد، وسحب السوائل
فى موضع التورم، وإزالة الديدان الميتة، وأيضا لعلاج القيلة المائية حول
الخصية.
• قد يحتاج المريض للتدخل الجراحى مرات متعددة، وكذلك قد يحتاج لعمل ترقيع جلد skin grafting.
الوقاية من داء الفيل – الفيلاريا • إعطاء دواء (ثنائى إثيل كاربا مازين) بجرعات وقائية والذى ثبت كفاءته.
• تجنب عض البعوض باستخدام المواد الطاردة للحشرات insect repellents، والمبيدات الحشرية، وارتداء ملابس واقية، واستخدام ناموسية.
• القضاء على أماكن تكاثر البعوض مثل البرك والمستنقعات فى الأماكن القريبة من البيوت، وفى الأماكن التى يوجد بها داء الفيل.
• قبل زيارة الأماكن التى يوجد بها داء الفيل يجب أخذ المشورة الطبية بخصوص طرق الوقاية.