بسم الله
الرحمن الرحيم
إن
الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا
, من يهده الله فلا مضل الله , ومن يضلل فلا هادي له . أما بعد .
أخي
المسلم , أختي المسلمة ... موضوع مهم للغاية , وللأسف كثير من الناس يستهين
به ,
ولا يدرك خطورته وضرره على عقيدة المسلمين
.
قال
تعالى : { قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ
مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ
كَاشِفَاتُ
ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ
قُلْ
حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ } [ الزمر : 38 ] .
هناك
بعض الأمور التي يفعلها كثير من الناس والتي تنافي التوكل على الله جل وعلا
, وهي
أمور محرمة بلا أدنى شك, بل من الكبائر , وهي تعليق
التمائم والخيوط بغرض الحماية ودفع العين والضرر , وهذا
كله باطل أشد البطلان كما قال الله تعالى في الآية السابقة - هَلْ
هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ
مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ – هذه
التمائم لا تكشف الضر ولا تدفعه ولا تحمي من العين ولا تجلب رحمة الله ولكن
هذا يحصل كما قال
تعالى في الآية السابقة - قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ
يَتَوَكَّلُ
الْمُتَوَكِّلُونَ .
وقد
قال رسول الله صلى الله عليه سلم : من تعلق تميمة فلا أتم الله له . وقال
عليه الصلاة
والسلام : « من تعلق تميمة فقد أشرك » .
والشرك هنا قد
يكون مخرجا من الملة إذا اعتقد الانسان أن هذه التميمة تضر وتنفع بدون الله
جل
وعلا , وقد لا يكون مخرجا من الملة – أي شركا أصغر – إذا اعتقد المسلم أن
الله ينفع ويضر لكنها - أي هذه التمائم - سبب من الأسباب .
ولعل بعضكم
لا يعرف ما هي التمائم ؛
وهي: جمع تميمة وأصلها خرزات تعلقها العرب في الجاهلية
على رأس الولد لدفع العين ثم توسعوا فيها فسموا بها كل عوذة . ومن ذلك
تعليق حدوة
الحصان أو الخرز الأزرق أو العين الزرقاء أو كف اليد أو القرن أو جرة الماء
وغيرها
. ويعلقها الناس على الأولاد والجدران والسيارات ونحوها لدفع
العين والحسد والسحر ودفع الضرر وجلب الخير - نعوذ بالله . وهي عادة ورثها
كثير من الناس من آبائهم واجدادهم بغير علم .
فهل
نترك التوكل على الله والثقة بالله تعالى والمحافظة على الصلوات والأذكار
وقراءة
القرآن والتسلح والتحصن بالأذكار , ونتعلق بأمور تافهة جدا هي في الحقيقة
من وحي
الشيطان ومن خطواته الماكرة ببني آدم وصده عن سبيل الله , قال تعالى : { وَلاَ
تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (168)
سورة
البقرة , وقال تعالى : {وَلَا
يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ
مُّبِينٌ } (62) سورة الزخرف
وفقني الله
وإياكم لكل خير وصرف الله عني وعنكم كل شر
ورزقني وإياكم الإخلاص والفقه في دينه
وصل اللهم
على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين والحمد لله
رب العالمين