بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ
وَبَرَكَاتُهُ
حَدِيثُ
الْيَوْم / السبت + الصوم مغفرة
للذنوب
رَبِّ
اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ
صَغِيْرَا
الْحَمْدُ لله الَّذِيْ بِنِعْمَتِهِ
تَتِمُّ الصَّالِحَاتْ
(فضائل الصيام وخصائص رمضان)
الحديث
الثالث:
الصَّـوم مغفرة
للذنوب.
عن أبي هريرة – رضي الله عنه –
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما
تقدم من ذنبه"
رواهـ البخاري
ومسلم
وعنه – أيضاً – رضي الله عنه عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة
ورمضان
إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت
الكبائر".
رواهـ
مسلم
الحديثالأول دليل على
فضل صوم رمضان وعظيم أثره حيث كان من أسباب مغفرة الذنوب وتكفير
السيئات.
وقد ورد أن
الصيام وكذا الصلاة والصدقة كفارة لفتنة الرجل في أهله وماله
وجاره، فعن حذيفة بن اليمان –
رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فتنة الرجل
في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة".
وقد دلت
النصوص على أن المغفرة الموعود بها مشروطة بأمور ثلاثة:
الأول: أن يصوم
رمضان إيماناً أي:
إيماناً بالله ورسوله
وتصديقاً بفرضية الصيام وما أعد الله تعالى للصائمين من جزيل
الأجر.
الثاني: أن يصومه
احتساباً أي:
طلباً للأجر
والثواب. بأن يصومه
إخلاصاً لوجه الله تعالى، لا رياء
ولا تقليداً ولا تجلداً لئلا يخالف الناس، أو
غير ذلك من
المقاصد، يصومه طيبة
به نفسه غير كاره لصيامه، ولا مستثقل
لأيامه. بل يغتنم
طول أيامه لعظم الثواب.
الثالث: أن يجتنب
الكبائر. وهي جمع
كبيرة. وهي كل ذنب
رتّب عليه حد في الدنيا، أو وعيد في
الآخرة، أو رتب عليه
غضب ونحوه، وذلك
كالإشراك بالله، وأكل
الربا، وأكل مال اليتيم، والزنا، والسحر، والقتل، وعقوق الوالدين، وقطيعة الرحم،
وشهادة الزور، واليمين الغموس، الغش في البيع، وسائر المعاملات، وغير ذلك.
قال الله تعالى: }إِنْ تَجْتَنِبُوا
كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ
مُدْخَلاً كَرِيماً{.
فإذا صام
العبد رمضان كما ينبغي، غفر الله له بصيامه الصغائر والخطيئات التي اقترفها، إذا
اجتنب كبائر الذنوب، وتاب مما وقع فيه منها.
قد أفاد
الحديث
الثانيأن كلّ نص جاء فيه تكفير بعض الأعمال
الصالحة للذنوب، كالوضوء وصيام رمضان وصيام يوم عرفة، وعاشوراء
وغيرها. أن المراد به الصغائر؛ لأن هذه العبادات العظيمة وهي الصلوات
الخمس والجمعة ورمضان إذا كانت لا تكفّر بها الكبائر، فكيف بما دونها من الأعمال
الصالحة؟
ولهذا يرى
جمهور العلماء أن الكبائر لا تكفّرها الأعمال الصالحة، بل لابد لها من توبة أو
إقامة الحد فيما يتعلق به حد. والله أعلم.
اللهم اغفر لنا جميع
الزّلات. واستر علينا كل الخطيئات، وسامحنا يوم السؤال والمناقشات، اللهم تقبل
صيامنا وقيامنا، واغفر ذنوبنا وآثامنا، وصلى الله وسلم على نبينا
محمد.