مسلم أمره لله .
عدد المساهمات : 961
| موضوع: أبرز هدايات الجزء (1): السبت سبتمبر 18, 2010 11:57 am | |
| أبرز هدايات الجزء (1): 1) ركزت سورة الفاتحة على قضية الهداية وأصناف المحرومين منها. وهذه بعض الوقفات من سورة الفاتحة التي هي أعظم سور القرآن، وأمرنا بها في كل صلاة، وتدبرها أولى كل تدبر، {الحمد لله رب العالمين} يؤخذ من سورة الفاتحة، إيجاز المقدمة مع بلاغتها؛ لئلا تمل نفوس السامعين بطول انتظار المقصود، وهذا سنة للخطباء ألا يطيلوا المقدمة فينسبوا إلى العي، فإنه بمقدار ما تطال المقدمة يقصر الغرض، ومن هذا يظهر وجه وضعها قبل السور الطوال مع أنها سورة قصيرة. [ابن عاشور] الحمد هو المدح المقرون بالمحبة التامة والتعظيم التام، وهذا مناسب جدا للوصف الذي جاء بعد الحمد: (رب العالمين =الربوبية) فإذا كان الله هو من ربى العبد وجب عليه أن يحبه، وإذا كان هو القادر على ذلك وجب عليه تعظيمه. أبرز هدايات الجزء (2): 1/ استمرار الحديث عن اليهود، وكشف خباياهم. 2/ فرضية الصيام والحج وبيان بعض أحكامهما. 3/ حديث موسع عن كثير من أحكام الأسرة كالنكاح والطلاق والرضاع. 4/ التركيز على ربط أحكام الأسرة بالإيمان باليوم الآخر؛ لعظيم أثره في قيام الإنسان بتلك الأحكام. 5/ في قصة جالوت درس عظيم في أن النصر على الأعداء ليس بمجرد الكثرة. أبرز هدايات الجزء (3): ابتدئ هذا الجزء بأعظم آية، وتدبرها أولى ما يكون، وقد شرعت قراءتها في مواضع كثيرة، "ويحق لمن قرأها متدبرا متفقها، أن يمتلئ قلبه من اليقين والعرفان والإيمان، وأن يكون بذلك محفوظا من شرور الشيطان". [السعدي] وتلك وقفات مع تدبر هذه الآية العظيمة وهي آية الكرسي: {لا إله إلا هو}.. فيها نفي وإثبات؛ نفي الألوهية وإثباتها لله وحده، وهذا من التخلية قبل التحلية، وقد فصل هذا أيضا في الآية التي تليها {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها}(البقرة:256). [ينظر: تفسير أضواء البيان] لما قال تعالى: {الله لا إله إلا هو} قال بعدها: الحي القيوم، فبعد أن ذكر استحقاقه للعبودية ذكر سبب ذلك وهو كماله في نفسه ولغيره، فلا تصلح العبادة إلا لمن هذه شأنه: {وتوكل على الحي الذي لا يموت}(الفرقان:58)، "ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت"! [ينظر العبودية لابن تيمية] {لا تأخذه سنة ولا نوم} السنة هي النعاس، وفي نفي النوم بعد نفي السنة: تدرج من نفي الأعلى بعد الأدنى، فكأنه قال: لا تأخذه سنة فكيف بالنوم؟ وهذا من بلاغة التأكيد. [ينظر:تفسير البقرة لابن عثيمين] فتأمل أيها المعظم لربه! فإن أي ملك من ملوك الدنيا -مهما كان حرصه على ملكه- لا يمكن أن يبقى بضعة أيام بلا نوم! فسبحان الحي القيوم! لما ذكر الله لنفسه صفة الحياة: {الحي القيوم} ذكر بعدها {لا تأخذه سنة ولا نوم} وفيه معنى لطيف وهو أن النوم هو الموتة الصغرى، فنفى عن نفسه السنة والنوم بعد أن أثبت لنفسه كمال الحياة. [ينظر: تفسير السعدي] لما قال تعالى: {الله لا إله إلا هو} قال بعدها: {له ما في السموات وما في الأرض} ومن مناسبة هذا أن القلوب متعلقة بمن يرزقها كما في قول إبراهيم: {إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق}(العنكبوت:17)، فدلهم على العبودية من الباب الذي يرغبونه. [ينظر: أيسر التفاسير للجزائري] من مناسبة قوله تعالى: {له ما في السموات وما في الأرض} بعد التوحيد {لا إله إلا هو} أن قوله "ما" عام، فكل ما في السموات والأرض لله، مملوك من مماليكه وعبد من عبيده، فكيف يعبد العبد عبدا ولا يعبد مالكه؟! [ينظر: التحرير والتنوير] {له ما في السماوات وما في الأرض} تأمل في أعظم مساحة يملكها تاجر أو حاكم؛ إنها ذرة في هذا الكون الفسيح! وهي تشير -أيضا- إلى أن ما في أيدي الخلق فمآله إليه! فتبارك من وسع ملكه وسلطانه السماوات والأرض والدنيا والآخرة! [د.عمر المقبل] {ولا يحيطون بشيء من علمه} لم يقل بعلمه، فهم لا يحيطون بعلمه، ولا بشيء من علمه، بل هم إن علموه فإنما يعلمونه من وجه دون وجه بغير إحاطة. [ينظر: التسهيل لعلوم التنزيل] {وسع كرسيه السماوات والأرض} والكرسي ليس أكبر مخلوقات الله تعالى، بل هناك ما هو أعظم منه وهو العرش، وما لا يعلمه إلا هو، وفي عظمة هذه المخلوقات تحير الأفكار وتكل الأبصار، وتقلقل الجبال، فكيف بعظمة خالقها ومبدعها، والذي قد أمسك السماوات والأرض أن تزولا من غير تعب ولا نصب، فلهذا قال: {ولا يؤوده حفظهما}. [السعدي] {وهو العلي العظيم} مثل هذه الجملة التي طرفاها معرفتان تفيد الحصر؛ فهو وحده العلي؛ أي ذو العلو المطلق، وهو الارتفاع فوق كل شيء؛ و{العظيم} أي: ذو العظمة في ذاته، وسلطانه، وصفاته. [ابن عثيمين] ذكرت بعد آية الكرسي ثلاث قصص، تحتاج منا إلى تدبرها وتأملها. 1/ التحذير من الربا، والحث على القرض الحسن والصدقة. 2/ آية الدين دليل على عناية الإسلام بشؤون الاقتصاد. 3/ ميزان الحب الحقيقي لله ورسوله في آية[31:آل عمران]. 4/ في قصة أم مريم دليل على أثر النية الصالحة في صلاح الولد، وحفظ الله له. أيضا تضمن الجزء الثالث أيات عظيمة في آخر سورة البقرة حري بنا أن نقف لها متدبرين لما نزلت {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} اشتد ذلك على الصحابة فقالوا: قد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها، فقال صلى الله عليه وسلم: (أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا؟ بل قولوا سمعنا وأطعنا) فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتهم، (فنسخها الله) وأنزل الله في إثرها {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون} [مسلم]. فتأمل أثر التدبر في وجل الصحابة، وتأمل بركة تسليمهم لأمر الله! قال الزجاج: لما ذكر الله في سورة البقرة أحكاما كثيرة، وقصصا، ختمها بقوله: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون} تعظيما لنبيه صلى الله عليه وسلم وأتباعه، وتأكيدا لجميع ذلك المذكور من قبل، وأنهم آمنوا بأخباره وعملوا بأحكامه. {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربنا والمؤمنون} ثم قال: {وقالوا سمعنا وأطعنا} دل أن الإيمان الصحيح يقود إلى العمل، فهو ليس مجرد معرفة قلبية، وتصورات ذهنية. {وقالوا سمعنا وأطعنا} هذه الأمة أمة اتباع، فإذا آتاها الله العقل الدال على صدق رسوله وصحة كتابه: فإنها لا تعارض أفراد الأدلة بعقولها، بل هي تسمع لها وتطيع. [ينظر: فتاوى ابن باز] من ارتباط أول سورة البقرة بآخرها مدح الله تعالى في أولها للمتقين الذي يؤمنون بالغيب، ثم فصل صفتهم في آخرها بأنهم الرسول ومن معه إذ آمنوا بالغيب من مثل أركان الإيمان، وسمعوا وأطاعوا. وذكر في أولها أنهم بالآخرة هم يوقنون، وفي آخرها قالوا: {وإليك المصير}.. قوله تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} يستدل بها بعضهم على الترخص، مع أنها تدل على العزيمة أيضا، فيقال: إن الله تعالى لم يكلف نفسا فوق وسعها، فمعناه أن كل ما كان في وسعه فهو داخل في التكليف. [ينظر: فتاوى ابن عثيمين] {لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت} فرق بين "الكسب" و"الاكتساب"، فالكسب هو ما حصله الإنسان من عمله المباشر وغيره، فالعبد يعمل الحسنة الواحدة ويجزى عليها عشرا، وأما الاكتساب فهو ما باشره فحسب، فلو عمل سيئة لم تكتب عليه إلا واحدة، وذلك من فضل الله ورحمته. [ينظر: محاسن التأويل] {لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} جمع الله في هذه الآية بين ترك الأمر وارتكاب النهي؛ لأن المراد بالنسيان هنا: الترك؛ فالنسيان أن يترك الفعل لتأويل فاسد، والمراد بالخطأ: أن يفعل الفعل لتأويل فاسد. فدعوا الله أن يعفو عنهم هذا وهذا. [ابن عادل الحنبلي] {واعف عنا واغفر لنا وارحمنا} في الحديث القدسي أن الله تعالى قال: (قد فعلت). وانظر إلى ترتبها: فالعفو طلب إسقاط العقوبة، ثم تدرج منه إلى المغفرة، وهي طلب الستر (وقد تسقط العقوبة ولا يستر الذنب)، ثم تدرج منه إلى الرحمة، وهي كلمة جامعة لأنواع من الخير والإحسان، فالحمد لله الذي لا أعظم من رحمته.. {أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين}. يا لها من كلمة تبعث في نفس المؤمن القوة والسعي في الأخذ بالأسباب في دفاع الكفار الذين ما فتئوا يحاربون المسلمين في عقائدهم وأخلاقهم وأموالهم وديارهم، فمهما عظمت جنودهم فالله مولانا ولا مولى لهم! الإحاطة بمقصود سورة البقرة كنز، وهو مضمن في الكنزين العظيمين في آخرها، فالسورة كلها في (الوحي وموقف الناس منه) وأول الآيتين الأخيرتين: في الأصول الخمسة التي تتابع عليها وحي السماء، وموقف أهل الإيمان منها، وأما آخرهما : فهي في الوحي المحمدي وما خصنا الكريم به. [د.عصام العويد] مبنى الفاتحة على العبودية، فإن العبودية إما محبة أو رجاء أو خوف، و{الحمد لله..} محبة، و{الرحمن الرحيم..} رجاء، و{مالك يوم الدين..} خوف! وهذه هي أصول العبادة، فرحم الله عبدا استشعرها، وأثرت في قلبه، وحياته. {الرحمن الرحيم} قال أهل العلم: هذا الاسمان يفتحان -لمن عقل- أوسع أبواب المحبة لله، والرجاء فيه، وتنويع الاسمين -مع أن المصدر واحد وهو الرحمة- دليل سعتها، وفي الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي". [صالح آل الشيخ] {مالك يوم الدين} تأمل كيف تضمنت هذه الآية: 1 - إثبات المعاد. 2 - جزاء العباد بأعمالهم -حسنها وسيئها-. 3 - تفرد الرب تعالى بالحكم إذ ذاك بين الخلائق. 4 - كون حكمه تعالى بالعدل. [ابن القيم] {اهدنا الصراط المستقيم}من آداب الدعاء أن يقدم الإنسان بين يدي دعائه ثناء على الله تعالى –كما جاء في السنن وغيرها- وفي قوله: {الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين} ثناء، وهذا مناسب أن يكون قبل الدعاء {اهدنا}. [ينظر: تفسير ابن كثير] فـ"إياك نعبد" الغاية، و"إياك نستعين" الوسيلة، فلن تستطيع أن تعبد الله إلا بالله، فالبداية من الله والنهاية إلى الله! فإنا لله وإنا إليه راجعون. [ينظر: العبودية لابن تيمية] في لفظة (أنعمت) فوائد: 1/ أن الصراط المستقيم نعمة من أعظم النعم. 2/ أن الهداية لا بعمل العبد، بل نعمة من غيره أسديت إليه. 3/ أن المنعم بالهداية هو الله وحده. 4/ وفيه أدب النعمة أن تنسب لمسديها خاصة حال مخاطبته بها. [باسل الرشود] {صراط الذين أنعمت عليهم} فيها إشارة وبشارة للمهتدي أنه ليس وحده على هذا الطريق، وأنه وإن كان غريبا بين العابثين من البشر فإن طريقه مليء بالصالحين، الذين حازوا أعلى نعمة، فليأنس بذلك. حقيقة الصراط المستقيم هو: معرفة الحق والعمل به؛ لأن الله لما ذكره في الفاتحة بين من انحرفوا عنه وهم اليهود المغضوب عليهم، الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به، والنصارى الذين ضلوا عن الحق وعملوا بغيره. [د.محمد الخضيري] كثير من الناس إذا رأى في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون, ظن أن ذلك مخصوص بهم, مع أن الله أمر بقراءة الفاتحة كل صلاة, فيا سبحان الله كيف يأمره الله أن يستعيذ من شيء لا حذر عليه منه, ولا يتصور أنه يفعله؟ بل يدخل في المغضوب عليهم من لم يعمل بعلمه، وفي الضالين العاملون بلا علم. [محمد بن عبدالوهاب] من أحسن ما يفتح لك باب فهم الفاتحة قوله تعالى-في الحديث القدسي-: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين} قال الله: حمدني عبدي, وإذا قال: {مالك يوم الدين} قال الله: مجدني عبدي, فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال الله: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل, فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم} -إلى قوله-: {ولا الضالين} قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل",فإذا تأمل العبد هذا, وعلم أنها نصفان: نصف لله, ووصف للعبد، وتأمل أن الذي علمه هذا هو الله, وأمره أن يدعو به ويكرره في كل ركعة, وأنه سبحانه ضمن إجابة هذا الدعاء -إذا دعاه بإخلاص وحضور قلب- تبين له ما أضاع أكثر الناس. [محمد بن عبدالوهاب] 2) في الجزء الأول من البقرة نجد ما يلي: - تناولت أول السورة أصناف الناس: مؤمنين، كفار، ومنافقين. - قصة البقرة نموذج لخطورة التردد في قبول أحكام الله، وأن ذلك سبب لقسوة القلب. - التفصيل في الحديث عن مخازي اليهود مع أنبياء الله وملائك | |
|
الحب في الله .
عدد المساهمات : 648
| موضوع: رد: أبرز هدايات الجزء (1): السبت سبتمبر 18, 2010 4:43 pm | |
| بارك الله فيك وجزاك الله خيرا تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال | |
|