صفات الايجو :
1- الإيجو: رد فعل ، عكسي ، صدى ، غالباً لا يأتي بخير ، وغالباً متسرع وغاضب و قوي، يستهلك الطاقة والفعل بما لانفع فيه ، لكنه مريح بعض الوقت ، مريح في حالة اتخاذ القرار ، ولكن عواقبه وخيمة فيما بعد ، وتستريح اليه الشخصية الضعيفة ، لانه اخذ بثأره، وانتقم لكرامته ، و هو لا يدري انه العوبة بيد محركها صاحب الفعل ، وانه لاشيء سوى مجرد صدى .
2- الإيجو: تعقيد ، نظر من برج عاجي ، يجعل مؤسسات الحاكم تموج بروتين قاتل ، ويجعل المحكوم يتذمر ويترصد للحاكم ويرى كل اعماله ظلم ، يجعل الزوج يتابع أداء زوجته بعين القاضي ، والمرأة تخنق زوجها بروح المنتقم ، ويجعل المدير بيروقراطي والموظف متحذلق ، دعاة التنطع والتشدق والتعقيد ،الشخصيات الصعبة الناقدة المتزمتة ، كلهم ضحايا الايجو .
3- الايجو : تعلّق ، إتحاد بالاشياء ورغبة عارمة بالتملك ... يجعل الحاكم يتعلق بالملك حتى يتفاجئ بالله ينزع الملك منه ، ويتعلق المحكوم بالدنيا حتى يفاجيء بالموت ، الإيجو يجعلك تعبد الحياة والثروة والشهرة والالقاب والجوائز والسمعة ، ويجعلك تخاف من الموت ويجعلك تخاف الفراق والخسارة ويجعلك تأسى على ما فات . راقب علاقتك بالاشيا...ء ؟ هل تملكها ام تملكك ؟ هل تستخدمها ام تستخدمك ؟ هل وسيلة هي ام غاية ؟
4- الايجو : شعور بالانفصال ، يفصلك عن العالم ، يجعل الحاكم يرى الشعب عبئاً ، والمحكوم يرى الحاكم ذنباً ، يجعلك طبقي يدعي التواضع ، عنصري يدعي الحيادية ، قطري يدعي الوحدة ، قومي يدعي الأممية ، متطرف يدعي الحرص على القيم والمباديء ، مذهبي يدعي انفتاح العقل ، طائفي يدعي التآخي ، يقبل نفسه فقط ، ويرفض غيره بالعمق دون ان يدري... حتى ، يرى نفسه قريب من الله وهو بعيد ، قريب من الناس وهو غريب .
5- الإيجو ، رغبةٌ في البقاء ... وبقاءٌ في الرغبة
6- الإيجو : تصنيف ، يجعلك تصنف كل شيء ، يجعلك ترى الناس إما كفاراً أو مسلمين ، والكفار إما يهوداً أو نصارى ، والمسلمون إما سنة او شيعة ، القران الكريم يصف الناس ولا يصنفهم ، ولايبني موقفاً بسبب هذا الوصف، فلا يميزهم طبقات، بينما الإيجو يجعلك تحكم على الناس مسبقاً من خلال تصنيفهم ، يجعلك تكره بعضاً، وتخاف بعضاً، وتنحاز لل...بعض الآخر، وفي النهاية لاتجد في قلبك تجاه العالم الإ الخوف والانحياز والكراهية .
7- الإيجو غيبوية ، يخطف لحظتك ويجعلك تغرق في الزمن ، يجعلك تضيع الحقيقة(اللحظة) مقابل الوهم ( الزمن ) ، راقب افكارك لم لا تستقر في الحاضر ، لم تشعر وكأنما شيئاً ما يجرها الى الخلف أو الى الأمام ، إما الى الماضي وإما الى المستقبل ، إن أي حزن أو نكد أو الم أو تعاسة أو سلب أو يأس أو إحباط ، فهو بسبب غيبوبتك عن اللحظة ، وغرقك في الزمن، والبركة بـ الإيجو طبعاً .
8- الإيجو : رغبة في الثبات ، يثبتك في مكانك، يخيل إليك أنك لن تجد أفضل مما أنت فيه ، يجعل الحاكم يتمسك بكرسي الحكم حتى الموت ، والموظف في وظيفته حتى المعاش ، والمجتمع بتخلفه حتى الهلاك ، الإيجو ضد التغيير ، ضد التطوير ، ضد الحركة والإنسياب ، ضد تصحيح افكارك ، يخوفك اذا قررت ان تنساب ، وتعمل نقله في حياتك ، يريدك ثابت كالماء في بركة مغلقة ، تبقى فيها حتى تتعفن .
9- الإيجو : ضيق .. ضيق صدر ، وضيق أفق ، يجعلك تشح وتبخل بكل شيء ، لا تعطي مخافة الإفلاس ، مع أن الله خزائنه لا تنفذ ، يجعل الحاكم يضيِّق على شعبه ، مع ان الله هو الرزاق وعطائه لا يتوقف ، ويجعل الشعب يدوس بعضه على بعض لاجل رغيف الخبر , وقد كفله الله كما كفله للطير، يغدو خماصاً فيعود بطاناً ، يجعلك لا تتصدق مخافة الفقر، مع ...أنه مانقص مال من صدقه ، يجعلك تجامل على حساب الحق خشية فوت الرزق ، مع أن الذي لك ، لا يكون لغيرك .
10 - الإيجو : مادي ، يعطي للاشياء صفة مادية، يجعلك تميل الى التراب، ويبعدك عن الروح، يجعل الحب والمشاعر النبيلة في عينيك تفاهة، والثروة والجاه والسلطة قمة في اعلى الجبل، كم واحد تزوج الجميلة وعاش تعيساً طول حياته ؟ وكم ثري لاينام مستريح البال ؟ انت وعاء إن لم يُملئ بالروح مُلئ بالتراب ، وان لم يُملى بالنور مُليء بالظلام وان... لم يُملئ بالتسامح مُلئ بالكراهية وان لم يُملئ بالحب مُلئ بالخوف ، وان لم يُلمئ بالله مُلئ بالايجو .
11- الإيجو : تلفُّت ، شك ، ريبة ، تردد ، حيرة ، يجعلك تعتمد على نفسك وهواك ، ولا تثق باحد ، يجعل الحاكم يشك في شعبه فيحكمهم بالحديد والنار ، ويجعل الشعب يشك في قدرته على الحرية ، ويجعل المدراء يخافون التفويض ، الإيجو من يجعلك تتابع الشائعات والخرافات ونشرات الاخبار المرعبة ، يجعلك تشك بالله وبكتبه ورسله واليوم الآخر والقدرخيره وشرّه ، فاحذر فإن المتلفت لا يصل ، " فأسر بإهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد " .
12 - الإيجو : قيد ، سجن ، تشعر بالحرية وأنت معتقل ، يجعلك أسيراً لأفكار غيرك ، تنجز خطته وتموت بدلاً عنه ، يجعل الحاكم عاجرعن تغيير سياسته في الحكم من 40 سنة ، لانه مسجون فيها، ويجعل الشعب اسير الخرافات و الشعوذة والدجل والعرافة وقراءة الفنجان والكف والابراج ، ويجعلك حبيس الاعراف التقاليد والقبيلة والمذهب والقومية والجنسية ...، يجعلك أسير المال والمجد والشهرة والسلطة والمصالح ، ضحايا الايجو ... تحسبهم احراراً وهم عبيد .
13 - الإيجو : تحدى ، عداوة ، خصومة ، فتنة ، يوقع الحكومات في حروب والشعوب في تخاصم ، يجعل صدام يغزو الكويت بإسم الكرامة ، ويجعل امريكا تغزو العراق بإسم التحرير ، ويشعل الفتن بين العرب والعجم باسم القومية ، وبين المذاهب بإسم الدين ، وبين مصر والجزائر بإسم الرياضة ، وبين فتح وحماس بإسم الوطنية ، الإيجو يجعلك تبحث عن خصوم .. أعداء .. بسبب أو بدون سبب .
كيف نتعامل مع الإيجو ؟
1- فك الإرتباط الشهواني والتعلق المرضي والارتباط الزماني والمكاني
إعمل التمرين أدناه لستشعر صحتك النفسية. عندما تفقد شيئاً أو تشعر بتهديد في فقدانه وتشعر بسلام فأنت تحب. عندما تشعر بتهديد فأنت لا تحب أنت تملك وهذا مؤذي لك ولغيرك :
عرف نفسك بعشرة أشياء مثل فلان الفلاني، موظف، كهرباء ، مصري ، اب لاربعة أطفال، متزوج، وهكذا
عرف 10 أشياء على الأقل
اجلس جلسة واستشعر هذه الاشياء وارتباطك بها
ثم قليلاً قليلاُ تجرد منها كلها...
اشعر أنه ذلك ليس انت
لا ارتباط لك بها
اشعر بفقط بك انت لا اسم لا لقب لا وصف لا ارتباط
هذا انت الحقيقي
أعمل التمرين الآن وجرب حجم الايجو المسيطر عليك
2-العيش باللحظة بلا تفكير
كلما ادركت اكثر واصبح عندك وعي اكثر على متابعة افكارك ستعيش اللحظة اكثر ، فتنتبه الى افكارك اذا ذهبت الى الماضي او ذهبت الى المستقبل ، ارجعها الى اللحظة ، وعش بسعادة وعمق اللحظة .
لقد اعطاك الله حقيقة لا تضيعها لاجل شي فات ولاجل شي لم يخلق بعد ، انت هنا ، عش لحظتك بكل دقة ، ان كانت سعيدة فسعيدة وان كانت حزينة فحزينة ، وانتهى الامر ، لاتجر سعادتك الى غدك فغدك له لحظة مستقلة ان شاء الله عشها بلحظتها ، ولا تجر تعاسة الى غدك فغدك له لحظة مستقلة ان شاء الله عشها بلحظتها .
3- العيش بالبهجة بلا حدود
البهجة سر من اسرار القضاء على عمل الايجو ، فلا مجال للنفس الامّارة بالسوء ان تعمل وانت في فرح حقيقي ، ولا اقصد البهجة ( المعاصي ) ، فتلك بهجة زائفة اقنع فيها نفسك ، انما البهجة هي المتصلة بالله ، والتي تجعل من نفسك تطمئن ، فالاثم يحوك في الصدر ، ويربك ، ويجعل المشاعر تضطرب ، بينما الحياة الطيبة ، تدفع بالراحة الى صدرك والطمأنينة الى نفسك والحب الى قلبك والسعادة الى حياتك . إذا ملئت حياتك بالفرح ، لا مجال للايجو ، الايجو يبحث عن التعساء ، عن اليائسين ليقضي على حياتهم اكثر فاكثر ، فثق بالله وعش لحظتك وابتهج .
4- العيش بقيم السلام والتقبل والتسامح ، بلا حساسيات وتمييز
ما لك والناس ، لا تكن قاضياً فتتعب ، ولا تكن محققاً فتمل ، ولا تكون ناقداً فيهلكك كثرة الاشياء التي تختلف عنك . بل عش في تسامح مع نفسك ومع غيرك ، فالانتقام نار تجعل من صدرك قدراً يفور فيه ماء حار ، يحرقك قبل ان يحرق غيرك ، كن كالصحابي الذي لا يضع راسه على الوسادة وفي قلبه حقد على احد .
تقبل كل المختلفين عنك ، مع انك تختلف عنهم ، ولا توافقهم ، ولكن تقبلهم بمعنى انك تحترمهم كبشر ، كمخلوق مثلك قابل للتعديل والتصويب حتى آخر لحظة في عمره .
5- العيش بالبساطة بلا ابتذال
من آفات الإيجو انه تعقيد ، فكلما عشت ببساطة ، لن يجد الايجو طريقاً للنفاذ اليك ، البساطة والسماحة والحب وتسهيل الحياة على نفسك وغيرك ، لايقدر عليه الا الكبار ، العظماء فعلا من يستطيعون فعل ذلك .
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيش ببساطة ، بينما الملوك والسلاطين يعيشون بتكلّف وبرستيج صارم ، رسول الله صلى الله عليه وسلم يفّهم الكبير والصغير اذا تحدث اليهم ، بينما خطباء الجمعة اليوم يتشدقون ويتفيهقون حتى الملل ، رسول الله صلى الله عليه وسلم يسامح اليهودي الذي يرمي القمامة والجيف امام بيته ، ويعوده حين مرضه ، بينما يحدث قتال بين الإيجويين ، لادنى سبب باسم الكرامة والعزة والفخر و و و و الخ .
البساطة يعني عيش المساكين الذي دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه : ((اللهم أحيني مسكينا وتوفني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين )) . فما خيّر رسول الله بين امرين الا اختار ايسرهما ، انه يختار الاسهل ، وضحايا الايجو يختارون الاصعب لانهم سمحوا للايجو ان يدمر حياتهم وللاسف .
6- العيش بالحرية بدون انفلات
استعير كلمة الدكتور صلاح الراشد عن الحرية إذ يقول : (( لا شيء يعلو الحرية، أجمل ما وهبك الله. لا تفرط بها. من يوم ولادتك والعشرات وراء برمجتك.
تصل سن السابعة المئات وراءك. بعد ذلك ألوف وملايين. كلهم يزعم أنه يعرف أكثر منك عنك. لا يغشوك. أنت أعلم بنفسك من أي أحد، والله أعلم بك منك. والله ليس على ألسنة القساوسة والحاخامات والمشايخ والدعاة والفلاسفة . حقيقة الاتصال مع الله في عمقك في داخلك. لا تنظر بعيداً. كن حرآً، كن مومناً، لا تكن تبعا )) .
7- العيش باليقين بدون دراما
هنا يجب التفريق بين الحقيقة والخيال ، وبين الواقع وبين الدراما ، فكثير منا يجعل من حياته دراما مؤلمة فيها كثير من المبالغة والالم والتعاسة والندم ، فيها دموع وبكاء وعويل ، لادنى سبب تجده ينحدر باتجاه اليأس وكره الدنيا وبغضها ولومها ونقدها والقاء الملامة على غيره . وينسى انه فتح بالدراما باب للإيجو ، باب ينزلق فيه الى الاخبار المرعبة التي تزيد من دراما حياته ، والى الشائعات التي تخيفه اكثر فاكثر ، والى قراءة المستقبل والابراج وقراءة الفنجان والكف ، فتسيطر عليه اساطير السحرة وخرافات المشعوذين ، فلا يميز بعدها بين الصدق والكذب ، بين الحقيقة والافتراء ، بين الواقع والخيال ، بين الحق والباطل .
8- العيش بالحب بدون خوف
الحب المقصود هو الحب المعمّر ، وهو الحب الحقيقي ، وليس الحب الوهمي بين عشاق الحرام من الجنسين ، بل هو حب الله ورسوله وحب الناس والخير لهم ، وهو عمق الايمان ورسالة التوحيد ، يقول رسول الله صلى اله عليه وسلم : ( لايؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) .
كلما احببت نفسك قل الخوف في داخلك ، وكلما احببت الناس وتقبلت اخطائهم كلما احببتهم اكثر واحبوك ، ان فشل بعض الدعاة اليوم في جذب غير المسلمين الى الاسلام هو افراغهم للدعوة من الحب ، فملئوها خوفاً ورعباً وقصص عن عذاب القبر والنار والحجيم ، بينما يهرب من يسمع الترهيب ويخاف ، ولكن لو بشروا الناس كما أمر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بقوله : ( بشروا ولا تنفروا يسروا ولا تعسروا ) لتغير الموقف ولدخلو افواجاً افواج الى دين المحبة الصادقة افراداً وجماعات . لقد بات هؤلاء لايغرون بالاتباع ، او الاقتداء او الهداية ، بسبب افراغ محتوى الخطاب من الحب وقيم التسامح وقيم السلام