خطبتى عيد الأضحى المبــارك
لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
==================================================================================
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ،
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ،
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ،
الله أكبرُ خَلَقَ الخلق و أحصاهم عدداً ، و كلهم آتيه يوم القيامة فرداً ،
الله أكبر عزَّ سلطان ربنا ، و عمَّ إحسان مولانا ، عنت الوجوه لعظمته ،
و خضعت الخلائق لقدرته .
الله أكبرُ عددَ ما ذكره الذاكرون ، و الله أكبر ما أحرموا بالحج و العمرة ملبين ،
و قصدوا البيت الأمين ، و صلوا خلف المقام ، و في الحجر و التزموا الملتزم .
الله أكبر كبيراً ، و الحمد لله كثيراً ، و سبحان الله بكرةً و أصيلاً .
الحمد لله رب العالمين ، و العاقبة للمتقين ،
و الحمد لله و كفى، و سلامٌ على عباده الذين اصطفى ،
أحمده سبحانه و أشكره ، لا أحصي ثناءً عليه ،
فتح أبوابه للتائبين ، و رحمته قريبٌ من المحسنين .
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله المبعوث رحمة للعالمين ،
أدى رسالة ربه ، و نصح أمته ، و بلَّغ البلاغ المبين
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله الطيبين الطاهرين ، و على صحابته أجمعين ،
و من دعا بدعوتهم و أهتدى بهديهم إلى يوم الدين ، و سلم تسليماً كثيراً .
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
أمـــا بعـــد :
أيها المسلمون ، هاهم حجاج بيت الله يخطون خطواتهم على الأرض الطيبة الآمنة بأمان الله ،
مكة المكرمة التي تحكي تاريخ الإسلام المجيد ، تاريخ نشأة هذا الدين في تلك البطاح .
قصة الانتصار و الكفاح ، سيرة النماذج المثالية العالية ، و مصارع الشهداء في سبيل الحق ،
بلدٌ و تاريخٌ ، قفزت فيه البشرية إلى أبعد الآفاق ، ديناً و دنيا ، علماً و عملاً فقهاً و خلقاً .
أرضٌ طيبةٌ ، و جوٌ عابقٌ ، تزدحم فيه المناظر و المشاهد ، حيةٌ نابضةٌ ،
تختلط فيه مشاعر العبودية ، و أصوات التلبية ، و الإقبال على الربِّ الرحيم .
في هذه الأجواء يغمر قلب المتأمل ، شعورٌ كريمٌ فياضٌ ،
بانتماء أفراد هذه الأمة إلى هدفٍ واحدٍ و غايةٍ واحدةٍ ، إنها أمة محمد ،
دينها دين الإسلام دين الله رب العالمين .
ما أحوج الأمة في أيام محنتها و شدائدها ، و أيام ضعفها و تيهها ،
إلى دروسٍ من تاريخها تتأملها ، و إلى وقفاتٍ عند مناسباتها ، تستلهم منها العبر ،
و يتجدد فيها العزم على الجهاد الحق ، و يصح فيها التوجه على محاربة كل بغي و فساد .
ما أحوجها إلى دروس تستعيد فيها كرامتها ، و تردُّ على من يريد القضاء على كيانها .
و إن في حجة نبيكم محمد الوداعية التوديعية لعبراً و مواعظ ،
و إن في خطبها لدروساً جوامع .
فلقد خطب عليه الصلاة و السلام خطباً في موقف عرفة ،
و يوم الحج الأكبر و أيام التشريق – أرسى فيها قواعد الإسلام ،
و هدم مبادئ الجاهلية ، و عظَّم حرمات المسلمين .
خطب الناس و ودعهم ، بعد أن استقرَّ التشريع ، و كمل الدين ، و تمت النعمة ،
و رضي الله هذا الإسلام ديناً للإنسانية كلها ، لا يقبل من أحدٍ ديناً سواه :
ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ دِيناً
[ المائدة :3 ] .
وَ مَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإسْلَـٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ
[ آل عمران :85 ] .
ألقى نبيكم محمد <img width="14" height="14"> في هذا المقام العظيم كلماتٍ جامعةً موجزةً ،
تحكي المبادئ الكبرى لهذا الدين .
و أنبياء الله حين يبلغون رسالات الله ليسوا تجار كلام ، و لا عارضي أساليب ،
فكلماتهم حق و أوعية معانٍ ، و شفاءٌ لما في الصدور ، و دواءٌ لما في القلوب .
و لقد كانت عباراتٍ توديعيةً بألفاظها و معانيها و شمولها و إيجازها ،
استشهدَ الناسَ فيها على البلاغ .
كان من خلال تبليغه كلمات ربه يمتلئ حباً و نصحاً و إخلاصاً و رأفةً :
لَعَلَّكَ بَـٰخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ
[ الشعراء :3 ] .
لقد عانى و كابد من أجل إخراجهم من الظلمات إلى النور ،
حتى صنع منهم – بإذن ربِّه – أمةً جديدةً ، ذات أهدافٍ واضحةٍ ، و مبادئ سامية ،
هداهم من ضلال ، و جمعهم بعد فرقةٍ ، و علَّمهم بعد جهل .
أيها الإخوة في الله ، إخواني حجاج بيت الله :
و هذه وقفات مع بعض هذه الأسس النبوية ، و القواعد المصطفوية ، و الأصول المحمدية .
إن أول شيء أكد عليه في النهي من أمر الجاهلية الشرك بالله ،
فلقد جاء بكلمة التوحيد : ( لا إله إلا الله ) شعار الإسلام و علّم الملة ،
كلمة تنخلع بها جميع الآلهة الباطلة ، و يثبت بها استحقاق الله وحده للعبادة .
فالله هو الخالق و ما سواه مخلوق ، و هو الرازق و ما سواه مرزوق ،
و هو القاهر و ما سواه مقهور . هذا هو دليل التوحيد و طريقه :
ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ
هَلْ مِن شُرَكَائِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُمْ مّن شَىْء سُبْحَـٰنَهُ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
[ الروم :40 ] .
و الأموات قد أفضوا إلى ما قدموا ، لا يملكون لأنفسهم نفعاً و لا ضراً :
إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا ٱسْتَجَابُواْ لَكُمْ
وَيَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِـكُمْ وَلاَ يُنَبّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ
[ فاطر :14 ] .
ومن القضايا المثارة في الخطاب النبوي التقرير بأن الناس متساوون في التكاليف
حقوقاً و واجباتٍ ، لا فرق بين عربيٍ و لا عجمي إلا بالتقوى ، لا تفاضل في نسب ،
ولا تمايز في لون ، فالنزاعات العنصرية و النعرات الوطنية ضربٌ من الإفك و الدجل .
و من الواقع الرديء في عصرنا أن توصف حضارة اليوم بحضارة العنصريات و القوميات .
و الشعوب الموصوفة بالتقدم تضمر في نفسها احتقاراً لأبناء القارات الأخرى ،
و لم تفلح المواثيق النظرية ، و لا التصريحات اللفظية ،
فإنك ترى هذا التمييز يتنفس بقوةٍ من خلال المجالات السياسية و الأقتصادية و الأجتماعية .
و يأتي نبينا محمد لينبه منذ مئات السنين على ضلال هذا المسلك ،
و يعلن في ذلك المشهد العظيم :
(( أيها الناس إن ربكم واحد ، و إن أباكم واحد ، كلكم لآدم ، و آدم من تراب ،
و إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، ليس لعربي فضل على عجمي إلا بالتقوى )) .
وفي رواية عند الطبراني عن العدَّاء بن خالد قال :
قعدت تحت منبره يوم حجة الوداع ،
فصعد المنبر فحمد الله ، و أثنى عليه و قال :
(( إن الله يقول: يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـٰكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ
وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَـٰرَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَـٰكُمْ
[ الحجرات :13 ] ،
فليس لعربي على عجمي فضل ، و لا لعجمي على عربي فضل ،
و لا لأسود على أحمر فضل ، و لا لأحمر على أسود فضل إلا بالتقوى .
يا معشر قريش لا تجيئوا بالدنيا تحملونها على رقابكم ، و تجيء الناس بالآخرة ،
فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً .
أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عُبِّية الجاهلية و تعاظمها بآبائها فالناس رجلان :
رجل تقي كريم على الله ،
وفاجرٌ شقي هين على الله،
و الناس بنو آدم ، و خلق الله آدم من تراب ))
رواه الترمذي واللفظ له ، و أبو داود و غيرهما .
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر . لا إله إلا الله
و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
معاشر الأحبة ، حفظ النفوس و صيانة الدماء قضية خطيرة يثيرها خطاب
الرسول عليه الصلاة و السلام إلى الأمة في كلماته التوديعية التأصيلية :
ذلكم أن حكم القصاص في النفس و الجراحات ، كان من حكمه التشريعية :
زجر المجرمين عن العدوان .
وقد عجزت الأمم المعاصرة بتقدمها و تقنية و سائلها أن توقف سيل الجرائم ،
و إزهاق النفوس ، و زاد سوؤها و أنكشفت سوأتها ،
حين ألغت عقوبة الاقتصاص من المجرمين ،
و أكتفت بعقوبات هزيلة بزعم إستصلاح المجرمين ،
و ما زاد المجرمين ذلك إلا عتواً و إستكباراً في الأرض و مكر السيئ .
و لكنه في شرع محمد محسوم بالقصاص العادل :
وَلَكُمْ فِي ٱلْقِصَاصِ حَيَوٰةٌ
[ البقرة :179 ] .
إن في القصاص حياة حين يكفُّ من يَهمُّ بالجريمة عن الإجرام ،
و في القصاص حياةٌ حين تشفى صدور أولياء القتيل من الثأر
الذي لم يكن يقف عند حدٍّ لا في القديم و لا في الحديث . ثأرٌ مثيرٌ للأحقاد العائلية ،
و العصبيات القبلية ، يتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيلٍ ، لا تكفُّ معه الدماء عن المسيل .
و يأتي حسمٌ عمليٌّ و مباشرة تطبيقية من محمد في هذا الموقف العظيم ،
و في إلغاء حكم جاهلي في مسألة الثأر ،
فأستمع إليه و هو يقول :
(( ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدميَّ موضوع ، و دماء الجاهلية موضوعة ،
و إن أول دم أضع من دمائنا دم أبن ربيعة بن الحارث .
كان مُسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل )) .
أيها الإخوة ، إن في القصاص و الحدود و أحكام الجنايات في الشريعة ، حياةً و رحمةً ،
حياةً أعم و أشمل ، حياة تشمل المجتمع كله ، رحمة واسعة غير مقصورة
على شفقة و رِقـَّة تنبت في النفس نحو مستضعفٍ أو أرملةٍ أو طفلٍ ،
و لكنها رحمةٌ عامةٌ للقوي و الضعيف و القريب و البعيد ،
و الأمن المبسوط في بلاد الحرمين خير شاهد صدقٍ لقوم يتفكرون ،
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ،
و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
معاشر الإخوة ، أما قضية المرأة ، و ما أدراك ما قضية المرأة ،
و كأنها قضية كل عصر و كل جيل و كل أمة ،
يأتي الخطاب النبوي في هذا الحشد الهائل ممن عاصر الجاهلية ،
ليضع الناس على الحق ، و الطريق المستقيم .
إن مواريث العرب و الجاهلية قبل الإسلام أحتقرت المرأة و أزدرتها ،
بل لعلها رأت أنها شرٌ لا بد منه ، و في أمم التقدم المعاصر أسفَّت بها في شهواتها
إلى مدىً منحطٍ . و إذا كانت مواريث الجاهلية قد جعلت المرأة
في قفص الاتهام و مظاهر الاستصغار ، فإن مسلك التقدم المعاصر
قد جعلها مصيدةً لكل الآثام ، و لكنَّ هدي محمد أعطى كل ذي حق حقه ،
و حفظ لكلٍّ نصيبه :
لّلرّجَالِ نَصِيبٌ مّمَّا ٱكْتَسَبُواْ وَلِلنّسَاء نَصِيبٌ مّمَّا ٱكْتَسَبْنَ
[ النساء :32 ] .
في مسلك وسط ، و منهجٍ عدلٍ ، فالنساء شقائق الرجال :
وَلَهُنَّ مِثْلُ ٱلَّذِى عَلَيْهِنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ وَلِلرّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ
[ البقرة :228 ] ،
فَٱسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنّى لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مّنْكُمْ مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مّن بَعْضٍ
[ آل عمران :195 ] ،
مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
[ النحل :97 ] .
و في التوجيه النبوي :
(( فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ، و أستحللتم فروجهن بكلمة الله ،
و لكم عليهن أن لا يوطئن فُرُشكم أحداً تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرِّح ،
و لهنَّ عليكم رزقهن و كسوتهن بالمعروف )) .
إن إصلاح عوج المرأة راجع إلى زوجها ؛ ليمنع العوج و النشوز ،
و ليعيد الاستقرار إلى جوانب البيت في معالجة داخلية .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ،
و الله اكبر الله أكبر و لله الحمد .
و ثمة وقفةٌ نبويةٌ – أيها الإخوة – في هذا المشهد التوديعي العظيم .
إنها قضية وحدة الأمة ، و قضية الخلاف المذموم .
يوقف فيها الرسول أمته على أمر حاسم ، و موقف جازم :
(( وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده- إن أعتصمتم به- كتاب الله )) .
(( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ))
متفق عليه من حديث جرير .
(( ألا إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون ، و لكن في التحريش بينهم ))
رواه مسلم و الترمذي و اللفظ له .
إنه تحذير مبكر من الرؤوفٍ الرحيم بالمؤمنين من فناءٍ ذريع ،
إذا هي أستسلمت للخلاف ، و أسترسلت في الغفلة عن سنن الله ،
و الجهل بما يحيكه الشيطان و إخوان الشيطان من مؤامرات .
إنها وصايا أودعها النبي ضمائر الناس .
لا تتضمن قضايا فلسفية و لا نظريات خيالية .
مبادئ بسطها النبي الكريم المبلغ البليغ في كلماتٍ سهلة سائغة ،
و إنها على وجازتها أهدى و أجدى من مواثيق عالمية طنانةٍ لا واقع لها .
ذلك أن قائلها و واضعها محمداً كان عامر الفؤاد بحب الناس ،
و الحرص عليهم و الرأفة بهم . شديد التأكيد على ربطهم بالله و سننه و إعدادهم للقائه .
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ،
و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد ،
أمة الإسلام : ما أحوج الأمة اليوم إلى مثل هذه الدروس النبوية ،
أما تتكرر الروح التي سادت حجة الوداع ،
لكي تتشبع هذه الكثرة العددية للمسلمين اليوم بكثافةٍ نوعيةٍ ، و طاقات روحيةٍ ؟
أما يحج المسلمون ليشهدوا منافع لهم تمحو فرقتهم ،
و تسوي صفوفهم ، و ترد مهابتهم ؟!
إن الحج العظيم في معناه الكبير يكون فيه الشيطان و أعوانه أصغر و أحقر . r: