( مما جاء فى كراهية الصف بين السوارى )
*********************
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئِ بْنِ عُرْوَةَ الْمُرَادِيِّ
عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ مَحْمُودٍ قَالَ:
صَلَّيْنَا خَلْفَ أَمِيرٍ مِنْ الْأُمَرَاءِ فَاضْطَرَّنَا النَّاسُ
فَصَلَّيْنَا بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ فَلَمَّا صَلَّيْنَا
قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضى الله تعالى عنه :
( كُنَّا نَتَّقِي هَذَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ )
=====================================
وَ فِي الْبَاب عَنْ قُرَّةَ بْنِ إِيَاسٍ الْمُزَنِيِّ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَ قَدْ كَرِهَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُصَفَّ بَيْنَ السَّوَارِي وَ بِهِ يَقُولُ أَحْمَدُ وَ إِسْحَقُ
وَ قَدْ رَخَّصَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي ذَلِكَ
=====================================
الشــــروح
قَوْلُهُ : )بَابُ مَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ الصَّفِّ بَيْنَ السَّوَارِي )
جَمْعُ سَارِيَةٍ بِمَعْنَى الْأُسْطُوَانَةِ .
قَوْلُهُ : ( كُنَّا نَتَّقِي هَذَا )
أَيِ الصَّلَاةَ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْ قُرَّةَ بْنِ إِيَاسٍ الْمُزَنِيِّ )
قَالَ : كُنَّا نُنْهَى أَنْ نَصُفَّ بَيْنَ السَّوَارِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
وَ نُطْرَدُ عَنْهَا طَرْدًا ، أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ ، وَ فِي إِسْنَادِهِ هَارُونُ بْنُ مُسْلِمٍ الْبَصْرِيُّ ،
وَ هُوَ مَجْهُولٌ كَمَا قَالَ أَبُو حَاتِمٍ ، يَشْهَدُ لَهُ مَا أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ
وَ صَحَّحَهُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ بِلَفْظِ : كُنَّا نُنْهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَيْنَ السَّوَارِي وَ نُطْرَدُ عَنْهَا .
وَ قَالَ : لَا تُصَلُّوا بَيْنَ الْأَسَاطِينِ وَ أَتِمُّوا الصُّفُوفَ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
أَخْرَجَهُ الْخَمْسَةُ إِلَّا ابْنَ مَاجَهْ . .
قَوْلُهُ : ( وَ قَدْ كَرِهَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُصَفَّ بَيْنَ السَّوَارِي
وَ بِهِ يَقُولُ أَحْمَدُ وَ إِسْحَاقُ )
وَ بِهِ قَالَ النَّخَعِيُّ ، وَ رَوَى سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي سُنَنِهِ النَّهْيَ عَنْ ذَلِكَ ،
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ حُذَيْفَةَ
. قَالَ ابْنُ سَيِّدِ النَّاسِ : وَ لَا يُعْرَفُ لَهُمْ مُخَالِفٌ فِي الصَّحَابَةِ .
وَ الْعِلَّةُ فِي الْكَرَاهَةِ مَا قَالَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ مِنْ أَنَّ ذَلِكَ إِمَّا لِانْقِطَاعِ الصَّفِّ
أَوْ لِأَنَّهُ مَوْضِعُ جَمْعِ النِّعَالِ ، قَالَ ابْنُ سَيِّدِ النَّاسِ
: وَ الْأَوَّلُ أَشْبَهُ لِأَنَّ الثَّانِيَ مُحْدَثٌ .
قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : رُوِيَ أَنَّ سَبَبَ كَرَاهَةِ ذَلِكَ أَنَّهُ مُصَلَّى جِنِّ الْمُؤْمِنِينَ .
قَوْلُهُ : ( وَ قَدْ رَخَّصَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي ذَلِكَ )
أَيِ الصَّلَاةِ بَيْنَ السَّوَارِي رَخَّصَ فِيهِ أَبُو حَنِيفَةَ ، وَ مَالِكٌ ، وَ الشَّافِعِيُّ ، وَ ابْنُ الْمُنْذِرِ
قِيَاسًا عَلَى الْإِمَامِ وَ الْمُنْفَرِدِ ، قَالُوا :
وَ قَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ صَلَّى فِي الْكَعْبَةِ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ
. قَالَ ابْنُ رَسْلَانَ ، وَ أَجَازَهُ الْحَسَنُ وَ ابْنُ سِيرِينَ ، وَ كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ،
وَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ ، وَ سُوَيْدُ بْنُ غَفْلَةَ يَؤُمُّونَ
قَوْمَهُمْ بَيْنَ الْأَسَاطِينِ وَ هُوَ قَوْلُ الْكُوفِيِّينَ .
قَالَ الشَّوْكَانِيُّ : حَدِيثُ قُرَّةَ لَيْسَ فِيهِ إِلَّا ذِكْرُ النَّهْيِ عَنِ الصَّفِّ بَيْنَ السَّوَارِي
وَ
لَمْ يَقُلْ كُنَّا نُنْهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَيْنَ السَّوَارِي فَفِيهِ
دَلِيلٌ عَلَى التَّفْرِقَةِ بَيْنَ الْجَمَاعَةِ وَ الْمُنْفَرِدِ .
وَ لَكِنَّ حَدِيثَ أَنَسٍ الَّذِي أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِيهِ النَّهْيُ عَنِ الصَّلَاةِ مُطْلَقًا
فَيُحْمَلُ
الْمُعَلَّقُ عَلَى الْمُقَيَّدِ ، وَ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ صَلَاتُهُ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ ،
فَيَكُونُ النَّهْيُ عَلَى هَذَا مُخْتَصًّا بِصَلَاةِ الْمُؤْتَمِّينَ دُونَ صَلَاةِ الْإِمَامِ وَ الْمُنْفَرِدِ ،
وَ هَذَا أَحْسَنُ مَا يُقَالُ ، وَ أَمَّا قِيَاسُ الْمُؤْتَمِّينَ عَلَى الْإِمَامِ وَ الْمُنْفَرِدِ
فَفَاسِدُ الِاعْتِبَارِ لِمُصَادَمَتِهِ لِأَحَادِيثِ الْبَابِ انْتَهَى .
أنْتَهَى .
وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )
=======================
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية
" إن شـاء الله