مما جاء فى كراهية الأذان بلا وضوء )
حَدَّثَنَايَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَاعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ
عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ :
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه :
( لَا يُنَادِي بِالصَّلَاةِ إِلَّا مُتَوَضِّئٌ )
==========================
قَالَ أَبُو عِيسَى وَ هَذَا أَصَحُّ مِنْ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ
قَالَ أَبُو عِيسَى وَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ لَمْ يَرْفَعْهُ ابْنُ وَهْبٍ
وَ هُوَ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ الزُّهْرِيُّ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
وَ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي الْأَذَانِ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ فَكَرِهَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ
وَ بِهِ يَقُولُ الشَّافِعِيُّ وَ إِسْحَقُ وَ رَخَّصَ فِي ذَلِكَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ
وَ بِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَ أَحْمَدُ
==========================
و قد جاء فى
( تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
قَوْلُهُ : ( حدثنَاعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ)
بْنِ مُسْلِمٍ الْقُرَ( عَنْ يُونُسَ)بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي النِّشِيُّ الْفَقِيهُ ثِقَةٌ حَافِظٌ جَادِ الْأَيْلِيِّ ثِقَةٌ
إِلَّا أَنَّ فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَ هْمًا قَلِيلًا ، وَ فِي غَيْرِالزُّهْرِيِّ خَطَأً ،
مِنْ كِبَارِ السَّابِعَةِ ، كَذَا فِي التَّقْرِيبِ وَ غَيْرِهِ .
قَوْلُهُ : ( قَالَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَلَا يُنَادِي )
أَيْ يُؤَذِّنُ وَ الْحَدِيثُ مَوْقُوفٌ وَ مُنْقَطِعٌ .
قَوْلُهُ : ( وَ هَذَا أَصَحُّ مِنَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ )
أَيْ هَذَا الْحَدِيثُ الْمَوْقُوفُ الَّذِي رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَأَرْجَحُ وَ أَقَلُّ ضَعْفًا مِنَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ الْمَرْفُوعِ الَّذِي رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى
عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَفَإِنَّ هَذَا الْمَرْفُوعَ ضَعِيفٌ مِنْ وَجْهَيْنِ كَمَا عَرَفْتَ
وَ الْمَوْقُوفُ ضَعِيفٌ مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ وَ هُوَ الِانْقِطَاعُ .
قَوْلُهُ ( وَ الزُّهْرِيُّ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ)
صَارَ الْحَدِيثُ مِنَ الطَّرِيقَيْنِ مُنْقَطِعًا ، لَكِنْ رَوَاهُ بُو الشَّيْخِ عَنِ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ
حَدَّثَنَاهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍحَدَّثَنَاالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى عَنِ الزُّهْرِيِّ
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ
( لَا يُؤَذِّنُ إِلَّا مُتَوَضِّئٌ )
وَ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : كَذَا رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ يُحْيِي الصَّدَفِيُّ وَ هُوَ ضَعِيفٌ
وَ الصَّحِيحُ رِوَايَةُ يُونُسَ وَ غَيْرُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ مُرْسَلًا ، كَذَا فِي عُمْدَةِ الْقَارِي .
قَوْلُهُ : ( فَكَرِهَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَ بِهِ يَقُولُ الشَّافِعِيُّ وَ إِسْحَاقُ)
وَ هُوَ قَوْلُعَطَاءٍ ،قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ : قَالَعَطَاءٌالْوُضُوءُ حَقٌّ وَ سُنَّةٌ ، انْتَهَى .
قَالَ الْحَافِظُ : وَ صَلَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جَرِيرٍقَالَ :
قَالَ لِي عَطَاءٌحَقٌّ وَ سُنَّةٌ مَسْنُونَةٌ أَنْ لَا يُؤَذِّنَ الْمُؤَذِّنُ إِلَّا مُتَوَضِّئًا هُوَ مِنَ الصَّلَاةِ
هُوَ فَاتِحَةُالصَّلَاةِ ،وَ لِابْنِ أَبِي شَيْبَةَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَطَاءٍأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُؤَذِّنَ الرَّجُلُ
عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ ، انْتَهَى . وَ هُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ ،
قَالَ صَاحِبُ السُّبُلِ : قَدْ ذَهَبَ أَحْمَدُوَ آخَرُونَ إِلَى أَنهْ لَا يَصِحَّ أَذَانُ الْمُحَدِّثِ حَدَثًا أَصْغَرَ
عَمَلًا بِهَذَا الْحَدِيثِ ، انْتَهَى ، لَكِنْ ذَكَرَالتِّرْمِذِيُّ أَحْمَدُفِي الْمُرَخِّصِينَ ،
وَ ذَكَرَالْعَيْنِيُّ فِي شَرْحِ الْبُخَارِيِّ الشَّافِعِيَّ مَعَ أَحْمَدَ فِي الْمُرَخِّصِينَ حَيْثُ قَالَ :
قَالَ صَاحِبُ الْهِدَايَةِ مِنْ أَصْحَابِنَا : وَ يَنْبَغِي أَنْ يُؤَذِّنَ وَ يُقِيمَ عَلَى طُهْرٍ ؛
111
وَ بِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ وَ أَحْمَدُوَ عَامَّةُ أَهْلِ الْعِلْمِ ،
وَ عَنْ مَالِكٍ نَّ الطَّهَارَةَ شَرْطٌ فِي الْإِقَامَةِ دُونَ الْأَذَانِ ،
وَ قَالَ عَطَاءٌوَ الْأَوْزَاعِيُّ وَ بَعْضُ الشَّافِعِيَّةِ تُشْتَرَطُ فِيهِمَا . انْتَهَى كَلَامُ الْعَيْنِيِّ .
قَوْلُهُ : ) وَ رَخَّصَ فِي ذَلِكَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ ) ،
وَ بِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ وَ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَ أَحْمَدُ ) وَ هُوَ قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيُّ (
كَمَا فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَ هُوَ قَوْلُ مَالِكٍ وَ الْكُوفِيِّينَ ؛
لِأَنَّ الْأَذَانَ لَيْسَ مِنْ جُمْلَةِ الْأَرْكَانِ فَلَا يُشْتَرَطُ فِيهِ مَا يُشْتَرَطُ فِي الصَّلَاةِ مِنَ الطَّهَارَةِ ،
وَ لَا مِنَ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ كَمَا لَا يُسْتَحَبُّ فِيهِ الْخُشُوعُ الَّذِي يُنَافِيهِ الِالْتِفَاتُ
وَ جَعْلُ الْأُصْبُعِ فِي الْأُذُنِ ، كَذَا فِي فَتْحِ الْبَارِي .
قُلْتُ : الْعَمَلُ عَلَى حَدِيثِ الْبَابِ هُوَ الْأَوْلَى ،
فَإِنَّ الْحَدِيثَ وَ إِنْ كَانَ ضَعِيفًا لَكِنَّ لَهُ شَاهِدًا مِنْ حَدِيثِ وَائِلٍ ،
قَالَ الْحَافِظُ فِي التَّلْخِيصِ : رَوَى الْبَيْهَقِيُّ وَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْأَفْرَادِ وَ أَبُو الشَّيْخِ فِي الْأَذَانِ
مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : حَقٌّ وَ سُنَّةٌ أَنْ لَا يُؤَذِّنَ الرَّجُلُ إِلَّا وَهُوَ طَاهِرٌ ،
وَ لَا يُؤَذِّنَ إِلَّا وَ هُوَ قَائِمٌ ، إِلَّا أَنَّ فِيهِ انْقِطَاعًا ؛
لِأَنَّ عَبْدَ الْجَبَّارِ ثَبَتَ عَنْهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ أَنَّهُ قَالَ : كُنْتُ غُلَامًا لَا أَعْقِلُ صَلَاةَ أَبِي ،
وَ نَقَلَ النَّوَوِيُّ اتِّفَاقَ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ . انْتَهَى مَا فِي التَّلْخِيصِ
وَ لَهُ شَاهِدٌ آخَرُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ذَكَرَهُ الزَّيْلَعِيُّ فِي نَصْبِ الرَّايَةِ بِلَفْظِ :
يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، إِنَّ الْأَذَانَ مُتَّصِلٌ بِالصَّلَاةِ ، فَلَا يُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَ هُوَ طَاهِرٌ
أَخْرَجَهُ أَبُو الشَّيْخِ ، وَ اَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ
وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ;
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و](
نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية