ماجاء في الحائض
تتناول الشيء من المسجد )
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَاعَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ ثابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ
عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَتْ لِي
أم المؤمنين السيدة عَائِشَةُ رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على
آله و صحبه وَ سَلَّمَ
نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنْ الْمَسْجِدِ
قَالَتْ قُلْتُ إِنِّي حَائِضٌ
قَالَ إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي
يَدِكِ )
=======================
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَ أَبِي
هُرَيْرَةَ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَ هُوَ قَوْلُ عَامَّةِ أَهْلِ
الْعِلْمِ
لَا نَعْلَمُ بَيْنَهُمْ إخْتِلَافًا فِي ذَلِكَ
بِأَنْ لَا بَأْسَ أَنْ تَتَنَاوَلَ الْحَائِضُ شَيْئًا مِنْ
الْمَسْجِدِ
و قد جاء فى : ( تحفة الأحوذي بشرح جامع
الترمذي )
قَوْلُهُ : ( عن عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ (
بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَحُمَيْدٌ بِالتَّصْغِيرِ هُوَ الْمَعْرُوفُ بِالْحَذَّاءِ
التَّيْمِيُّ أَوِ اللَّيْثِيُّ أَوِ الضَّبِّيُّ .
صَدُوقٌ نَحْوِيٌّ رُبَّمَا أَخْطَأَ . قَالَ
الْحَافِظُ وَ
قَالَ الْخَزْرَجِيُّ:
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ : ثِقَةٌ صَاحِبُ نَحْوٍ وَ عَرَبِيَّةٍ ، مَاتَ سَنَةَ 190
تِسْعِينَ وَ مِائَةٍ .
قَوْلُهُ : (عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ)
بِالتَّصْغِيرِ الْأَنْصَارِيِّ الْكُوفِيِّ مَوْلَى
يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ ، ثِقَةٌ وَ ثَّقَهُ أَحْمَدُوَ ابْنُ مَعِينٍ .
قَوْلُهُ : ( نَاوِلِينِي )
أَيْ أَعْطِينِي ( الْخُمْرَةَ ) بِضَمِّ الْخَاءِ
الْمُعْجَمَةِ وَ إِسْكَانِ الْمِيمِ .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ هِيَ السَّجَّادَةُ الَّتِي يَسْجُدُ عَلَيْهَا الْمُصَلِّي
،
وَ يُقَالُ سُمِّيَتْ بِهَذَا لِأَنَّهَا تُخَمِّرُ وَجْهَ
الْمُصَلِّي عَنِ الْأَرْضِ ،
أَيْ تَسْتُرُهُ وَ صَرَّحَ جَمَاعَةٌ بِأَنَّهَا لَا
تَكُونُ إِلَّا قَدْرَ مَا يَضَعُ الرَّجُلُ حُرَّ وَجْهِهِ فِي
سُجُودِهِ ،
وَ قَدْ جَاءَ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍقَالَ :
جَاءَتْ فَأْرَةٌ فَأَخَذَتْ تَجُرُّ الْفَتِيلَةَ
فَجَاءَتْ بِهَا فَأَلْقَتْهَا بَيْنَ يَدَيْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
عَلَى الْخُمْرَةِ الَّتِي كَانَ قَاعِدًا عَلَيْهَا
فَأَحْرَقَتْ مِنْهَا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ ،
فهَذَا تَصْرِيحٌ بِإِطْلَاقِ الْخُمْرَةِ عَلَى مَا زَادَ عَلَى قَدْرِ الْوَجْهِ ،
انْتَهَى .
قَوْلُهُ : (إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ)
يَعْنِي أَنَّ يَدَكِ لَيْسَتْ بِنَجِسَةٍ لِأَنَّهَا لَا
حَيْضَ فِيهَا .
قَالَ النَّوَوِيُّ : بِفَتْحِ الْحَاءِ هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ فِي
الرِّوَايَةِ وَ هُوَالصَّحِيحُ ،
وَ قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَهَا بِفَتْحِ الْحَاءِ وَ هُوَ
خَطَأٌوَ صَوَابُهَا بِالْكَسْرِ ،
أَيِ الْحَالَةُ وَ الْهَيْئَةُ ،وَ أَنْكَرَالْقَاضِي عِيَاضٌ هَذَا عَلَى الْخَطَّابِيِّ
وَ قَالَ : الصَّوَابُ هَاهُنَا مَا قَالَهُ الْمُحَدِّثُونَ مِنَ
الْفَتْحِ ؛لِأَنَّ الْمُرَادَ الدَّمُ
وَ هُوَ الْحَيْضُ بِالْفَتْحِ بِلَا شَكٍّ ،
لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ " لَيْسَتْ بِيَدِكِ "
مَعْنَاهُ أَنَّ النَّجَاسَةَ الَّتِي يُصَانُ الْمَسْجِدُ
عَنْهَاوَ هِيَ دَمُ الْحَيْضِ لَيْسَتْ بِيَدِكِ ،
وَ هَذَا بِخِلَافِ حَدِيثِأُمِّ سَلَمَةَ " فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حِيضَتِي
" فَإِنَّ الصَّوَابَ فِيهِ الْكَسْرُ هَذَا كَلَامُ
الْقَاضِي وَ هَذَاالَّذِي اخْتَارَهُ مِنَ الْفَتْحِ هُوَ الظَّاهِرُ
هَاهُنَا.
وَ لِمَا قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ وَجْهٌ . قَالَ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ :
فِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ لِلْحَائِضِ أَنْ
تَتَنَاوَلَشَيْئًا مِنَ الْمَسْجِدِ
وَ أَنَّ مَنْ حَلَفَ أَنْ لَا يَدْخُلَ دَارًا
أَوْمَسْجِدًا فَإِنَّهُ لَا يَحْنَثُ بِإِدْخَالِ بَعْضِ
جَسَدِهِ فِيهِ ،انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَوَ أَبِي هُرَيْرَةَ)
أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ لِعَائِشَةَ نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ
الْمَسْجِدِ فَقَالَتْ : إِنِّي قَدْ أَحْدَثْتُ ،
فَقَالَ أَوَحَيْضَتُكِ فِي يَدِكِ قَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ : رِجَالُهُ رِجَالُ
الصَّحِيحِ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بِلَفْظِ :
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ
سَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ قَالَ :
يَاعَائِشَةُ نَاوِلِينِي الثَّوْبَ ، فَقَالَتْ : إِنِّي لَا
أُصَلِّي ، قَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ فِي يَدِكِ ،
فَنَاوَلَتْهُ.
وَ فِي الْبَابِ أَيْضًا عَنْ أَنَسٍ وَ أَبِي بَكْرَةَ ذَكَرَ حَدِيثَهُمَاالْهَيْثَمِيُّ فِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ .
قَوْلُهُ : ( وَهُوَ قَوْلُ عَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ لَا نَعْلَمُ بَيْنَهُمُ
اخْتِلَافًا فِي ذَلِكَ
بِأَنْ لَا
بَأْسَ أَنْ تَتَنَاوَلَ الْحَائِضُ شَيْئًا مِنَ
الْمَسْجِدِ )
أَيْ بِمَدِّ يَدِهَا مِنْ غَيْرِ دُخُولٍ
فِيهِ .
وَ اللَّهُ
تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ . و أجل
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا
لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا
الله )
( و الله الموفق
====================
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم
حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث
القادم و أنتم بكل الخير و العافية
إن شـاء الله