من
السُّنَنِ القوليَّة والفعليَّة عند نزول المطر
عَنْ أَنَسٍ
قَالَ: أَصَابَنَا -وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَطَرٌ؛
قَالَ:
فَحَسَرَ ثَوْبَهُ؛ حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ اَلْمَطَرِ,
وَقَالَ: "إِنَّهُ
حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ" رَوَاهُ
مُسْلِمٌ
وَعَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا;
أَنَّ
رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى
اَلْمَطَرَ قَالَ:
"اَللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا". رَوَاهُ
الْبُخَاريُّ
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه
الله-
في الشرح المختصر على بلوغ
المرام
هذانِ الحديثان في بيانِ ما كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ،
يفعَلُه
ويقولُهُ إذا نزل مطرٌ
أمَّا الأول: فحديثُ أنسٍ أنَّ النَّبي
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصابهم مطر؛
فحسَرَ عَن
ثوبِهِ؛
يعني كشفه حتَّى أصابَه من
المطرِ؛
وقال: "إِنَّهُ
حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ"
وذلك أنَّ
الله -سبحانه وتعالى- يخلُق ما يَشاء
وهذا المطر
خلَقه الله -تعالى- في حين نزولِه؛
فكان حديثُ
عهدٍ بالله -تعالى-؛ فأحبَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أنْ يُصيبَه
ما هو حديثُ عهدٍ بالله -عزَّ وجلَّ-
وهذه سُنَّة فعليِّة؛
يعني: ينبغي اللإنسان اذا نزل المطر أنْ يَكشِفَ عن
ثوبه،
أو عن غترته، أو عن شيء من
جسدِهِ؛
حتى يُصِيبَه المطر اقتداء بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأمَّا السُّـنَّة القَوليِّة؛
فحديثُ عائشةَ -رضي الله
عنها-
أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا نزل المطر؛
قال: "اَللَّهُمَّ صَيِّبًا
نَافِعًا".
يعني: اجعله
صيِّبًا؛ والصَيِّب: هو النَّازِِل؛
كما قال
تعالى: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ
السَّمَاءِ
ونافعًا؛ أي:
نافعًا للعباد على الأرض تُنبتُ وتَحيَى
وكذلك
ينزلُ في جوفها يسقي الناس فيما بعد ذلك.
فيُسنُّ للإنسان إذا نَزلَ المطر أنْ يقول:اللهم صبيا نافعا
يعني:
اجعله صَيِّبًا نَافِعًا؛ لأنَّه قد يكون صَيِّب وينزل ولا ينفع؛
كما صح
عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّه
قال
((لَيْسَتْ
السَّنَةُ بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا؛
وَلَكِنْ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا وَتُمْطَرُوا،
وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ
شَيْئًا)
والله الموفق.
(صَحِيحُ مُسْلِم:
كِتَابُ صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ: بَاب الدُّعَاءِ فِي
الِاسْتِسْقَاءِ).
(صحيحُ البُخَاريُّ:
كِتَاب الْجُمُعَةِ: بَاب مَا يُقَالُ إِذَا
مَطَرَتْ)
كِتابُصلاة الاستسقاء َّ؛ بَابُ 3/ 331) بترقيم
الشاملة.
[البقرة:
19]
(صَحِيحُ مُسْلِم: كِتابُ
الْفِتَنِ وَأَشْرَاطُ السَّاعةِ:
باب فِي سُكْنى المَدِينةِ
وَعِمَارَتِهَا قَبْل السَّاعَةِ)
>>>>>>>>>>>
منقــــــــــول
<<<<<<<<<<