مما جاء فى الدعاء )
عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ الله
عَنْهُ قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا
أَسْأَلُهُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ،
قَالَ
:
" سَلِ
اللَّهَ الْعَافِيَةَ "
فَمَكَثْتُ أَيَّامًا ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ ،
فَقَالَ لِي :
" يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ
سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ".
أخرجه ابن أبى شيبة ( 6/24 ، رقم 29185 ) ، و أحمد ( 1/209
، رقم 1783 ) ،
و الترمذي (5/534 ، رقم 3514 ) ، و قال : صحيح .
و صححه الألباني ( المشكاة ، 2490 / التحقيق الثاني ) .
قال العلامة " المباركفوري في "
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي :
( سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ ) فِي أَمْرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
لِلْعَبَّاسِ بِالدُّعَاءِ بِالْعَافِيَةِ
بَعْدَ تَكْرِيرِ الْعَبَّاسِ سُؤَالَهُ بِأَنْ يُعَلِّمَهُ
شَيْئًا يَسْأَلُ اللَّهَ بِهِ دَلِيلٌ جَلِيٌّ
بِأَنَّ الدُّعَاءَ بِالْعَافِيَةِ لَا يُسَاوِيهِ شَيْءٌ
مِنْ الْأَدْعِيَةِ وَ لَا يَقُومُ مَقَامَهُ شَيْءٌ مِنْ الْكَلَامِ
الَّذِي يُدْعَى بِهِ ذُو الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ ,
وَ قَدْ تَقَدَّمَ تَحْقِيقُ مَعْنَى الْعَافِيَةِ أَنَّهَا
دِفَاعُ اللَّهِ عَنْ الْعَبْدِ ,
فَالدَّاعِي بِهَا قَدْ سَأَلَ رَبَّهُ دِفَاعَهُ عَنْ
كُلِّ مَا يَنْوِيهِ ,
وَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ
سَلَّمَ يُنْزِلُ عَمَّهُ الْعَبَّاسَ مَنْزِلَةَ أَبِيهِ
وَ يَرَى لَهُ مِنْ الْحَقِّ مَا يَرَى الْوَلَدُ
لِوَالِدِهِ فَفِي تَخْصِيصِهِ بِهَذَا الدُّعَاءِ
وَ قَصْرِهِ عَلَى مُجَرَّدِ الدُّعَاءِ بِالْعَافِيَةِ
تَحْرِيكٌ لِهِمَمِ الرَّاغِبِينَ عَلَى مُلَازَمَتِهِ
وَ أَنْ يَجْعَلُوهُ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَتَوَسَّلُونَ بِهِ
إِلَى رَبِّهِمْ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى
وَ يُسْتَدْفَعُونَ بِهِ فِي كُلِّ مَا يُهِمُّهُمْ , ثُمَّ
كَلَّمَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِقَوْلِهِ
:
( سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) .
فَكَانَ هَذَا الدُّعَاءُ مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّةِ قَدْ
صَارَ عُدَّةً لِدَفْعِ كُلِّ ضُرٍّ وَ جَلْبِ كُلِّ خَيْرٍ ,
وَ الْأَحَادِيثُ فِي هَذَا الْمَعْنَى كَثِيرَةٌ جِدًّا .
قَالَ الْجَزَرِيُّ فِي عِدَّةِ الْحِصْنِ الْحَصِينِ :
لَقَدْ تَوَاتَرَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ
سَلَّمَ دُعَاؤُهُ بِالْعَافِيَةِ وَ وَرَدَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
لَفْظًا وَ مَعْنًى مِنْ نَحْوٍ مِنْ خَمْسِينَ طَرِيقًا
.
<img>
( و مما جاء فى إستجابة الدعاء )
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ على آلِهِ و صحبه وَ سَلَّمَ قَالَ
:
" إِنَّ
الْمُسْلِمَ إِذَا أَنْفَقَ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةً
وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً " .
أخرجه أحمد ( 4/120 ، رقم 17123 ) ، و البخاري ( 5/2047 ،
رقم 5036 ) ،
و مسلم ( 2/695 ، رقم 1002 ) ، و النسائى فى الكبرى ( 2/36
، رقم 2325 ) ،
و ابن حبان (10/50 ، رقم 4239 ) .
قَال الإمام النووي في " شرح صحيح مسلم "
:
فِيهِ : بَيَانُ أَنَّ الْمُرَاد بِالصَّدَقَةِ وَ النَّفَقَة الْمُطْلَقَة
فِي بَاقِي الْأَحَادِيث إِذَا اِحْتَسَبَهَا ,
وَ مَعْنَاهُ أَرَادَ بِهَا وَجْه اللَّه تَعَالَى .
فَلَا يَدْخُل فِيهِ مَنْ أَنْفَقَهَا ذَاهِلًا ,
وَ لَكِنْ يَدْخُل الْمُحْتَسِب ، وَ طَرِيقه فِي الِاحْتِسَاب أَنْ يَتَذَكَّر أَنَّهُ يَجِب
عَلَيْهِ
الْإِنْفَاق عَلَى الزَّوْجَة وَ أَطْفَال أَوْلَاده وَ الْمَمْلُوك وَ
غَيْرهمْ مِمَّنْ تَجِب نَفَقَته
عَلَى حَسَب أَحْوَالهمْ .
وَ قَدْ أُمِرَ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ و اَللَّه
أَعْلَم .
و الله سبحانه و
تعالى أكرم و أعظم