الحديث
الأول
أتموا الركوع و السجود
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَشْعَرِيِّ رضى الله تعالى
قَالَ :
صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلمَ بِأَصْحَابِهِ
،
ثُمَّ جَلَسَ فِي طَائِفَةٍ مِنْهُمْ ، فَدَخَلَ رَجُلٌ ،
فَقَامَ يُصَلِّي ،
فَجَعَلَ يَرْكَعُ وَيَنْقُرُ فِي سُجُودِهِ ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و سلم :
" أَتَرَوْنَ هَذَا ، مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا ، مَاتَ عَلَى
غَيْرِ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ ،
يَنْقُرُ صَلاتَهُ كَمَا يَنْقُرُ الْغُرَابُ الدَّمَ ،
إِنَّمَا مَثَلُ الَّذِي يَرْكَعُ وَيَنْقُرُ فِي سُجُودِهِ
،
كَالْجَائِعِ لا يَأْكُلُ إِلا التَّمْرَةَ وَ
التَّمْرَتَيْنِ ، فَمَاذَا تُغْنِيَانِ عَنْهُ ،
فَأَسْبِغُوا الْوُضُوءَ ، وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ
النَّارِ ،
أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَ السُّجُودَ " .
[b]قَالَ أَبُو صَالِحٍ : فَقُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ
الأَشْعَرِيِّ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ ؟
فَقَالَ : أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ : عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ،
وَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ،
وَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، وَ شُرَحْبِيلُ بْنُ
حَسَنَةَ ،
كُلُّ هَؤُلاءِ سَمِعُوهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و
سلم .
أخرجه ابن خزيمة ( 1/332 ، رقم 665 ) ، و البيهقي ( 2/89 ،
رقم 2406 ) ،
و ابن عساكر ( 65/239 ) . و أخرجه أيضًا : البخاري فى
التاريخ الكبير ( 4/247 ) ،
و ابن أبي عاصم فى الآحاد و المثاني ( 1/372 ، رقم
494 ) .
و حسنه الألباني ( صحيح ابن خزيمة ، رقم 665 )
.
الحديث
الثانى
فضل التوحيد و ما يكفر من
الذنوب
عذرا على الإطالة البسيطة لأهمية الموضوع .
قال الله تعالى :
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ
بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ
مُهْتَدُونَ} .
وَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَامِتِ رَضِيَ اللَّهُ تعالى
عَنْهُ ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه
وَ سَلَّمَ قَالَ :
" مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا
شَرِيكَ لَهُ
وَ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ
وَ أَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَ رَسُولُهُ
وَ كَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ
وَ رُوحٌ مِنْهُ
وَ الْجَنَّةُ حَقٌّ وَ النَّارُ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ
الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ الْعَمَلِ "
أخرجه أحمد ( 5/313 ، رقم 22727 ) ، و البخاري ( 3/1267 ،
رقم 3252 ) ،
و مسلم ( 1/57 ، رقم 28 ) ، و ابن حبان ( 1/431 ، رقم
202 ) .
و أخرجه أيضًا : النسائي ( 6/331 ، رقم 11132 ) .
و في حديث عتبان :
" فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله
،
يبتغي بذلك وجه الله ".
جاء في شرح " كتاب التوحيد الذي هو حق الله على
العبيد "
لشيخ الاسلام محمد بن سلمان التميمي : هذا
الباب
" باب فضل التوحيد و ما يكفر من الذنوب "
يشمل التوحيد بأنواعه الثلاثة ؛ فالتوحيد بأنواعه
الثلاثة ،
له فضل عظيم على أهله ، و من أعظم فضله أنه تكفَّر
الذنوب ،
فالتوحيد يكفر الذنوب جميعاً ، لا يكفر بعض الذنوب
دون بعض ؛
لأن التوحيد حسنة عظيمة ، لا تقابلها معصية إلا و
أحرق نور تلك الحسنة
أثر تلك المعصية إذا كمل ذلك النور . فهذا هو
المقصود بقوله :
" باب فضل التوحيد و ما يكفر من الذنوب " ؛
فمن كمل التوحيد بأنواعه الثلاثة – أعني :
توحيد الربوبية ، و توحيد الإلهية ، و توحيد
الأسماء و الصفات
فإنه تكفر عنه ذنوبه ، كما سيأتي بيانه في
الباب بعده :
أنه من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب .
فكلما زاد التوحيد محي من الذنوب مقدار عظمه ،
و كلما زاد التوحيد أمن العبد في الدنيا ، و في
الآخرة بمقدار عظمه ،
و كلما زاد العبد في تحقيق التوحيد
كان متعرضاً لدخول الجنة على ما كان عليه من
العمل .
أنْتَهَى
وَ اللَّهُ
تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و
أجل
و صلى الله
على سيدنا محمد و على آله و صحبه وسلم
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا
لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا
الله )
( و الله الموفق
)
=======================
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم
حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث
القادم و أنتم بكل الخير و العافية
إن شـاء الله