الاستاذ ابراهيم .
عدد المساهمات : 3855 تاريخ الميلاد : 16/11/1967 العمر : 57
| موضوع: خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / التفريط فى الأعمال الصالحة للعضو فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى الإثنين يناير 03, 2011 12:23 pm | |
| خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / التفريط فى الأعمال الصالحة للعضو فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ===================================================================================== الخطبة الأولى الحمد لله فاطر السموات و الأرض ، غافر الذنب و قابل التوب شديد العقاب ، ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق فسوى ، و قدر فهدى ، و أخرج المرعى ، فجعله غثاءً أحوى ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله أرسله إلى جميع الثقلين الإنس و الجن بشيراً و نذيراً ، و داعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ، أقام الله به الحُجَّة ، و أوضح الطريق ، فصلوات الله و سلامة عليه و على آله و أصحابه و خلفائه الأربعة : أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، و على سائر أصحابه الأخيار النجباء الأطهار . [size=25]أما بعد : [/size] فأوصيكم ـ أيها الناس ـ و نفسي بتقوى الله سبحانه ، و الاعتصام به في السراء و الضراء ، و ألاّ تلبِسوا الحق بالباطل و تكتموا الحق و أنتم تعملون ، و اعلموا أن ما بكم من نعمة فمن الله أفغير الله تتقون ؟ ! عباد الله ، في دنيا الناس أمثلة و ضروب و محادثات لاقت رجع الصدى بين الحين و الآخر في غير ما مجلس ، يتحدث من خلالها المتحدثون عما يشاهدونه بمرات و كرات من تفويتٍ للحظوظ و تفريط في المصالح الظاهرة ، لاسيما تلك المصالح التي تكون في معايش الناس ، و هي لا تساوي إلا ثمناً بخساً زهيداً ، يُتَحصَّلُ من خلاله على مردود ليس بالقليل من الحظ الوافر و الرزق الواسع . ألا و إن من المقرر شرعاً و عُرفاً بين الناس أن من ظهر له ربحٌ ما في مُرابحة لا يحتاج في أن يعتاض عنها إلا شيئاً يسيراً ثم هو يفرِّط في تحصيلها فإنه قَلَّ أن يسلم ـ و لا شكّ ـ من بروز من يصفه بالسفه و الحُمق ، و لربما تعدَّى الأمر إلى دعوى أن مثله أهلٌ لأن يُحجر عليه بسبب تفويته مصلحةً محققةً بأقل كُلفه دون مسوغ . و الأمر الذي نريد أن نتحدث عنه هنا في هذه العُجالة شبيه بما ذكرناه آنفاً ، غيرَ أن ما يعنينا هنا هو أمر أُخروي لا دنيوي ، و راجح لا مرجوح ، بل هو خيرٌ من كنوز كسرى و قيصر ، و خير من مال قارون و خيرات سبأ ، إنه من الحسنات اللاتي يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين . ذلكم ـ عباد الله ـ هو ما يعرف باسم التفريط في الأعمال الصالحة ، و أخُصُّ في الحديث منها فضائل الإعمال . أيها الناس ، إننا حينما نتحدث عن فضائل الأعمال و فقهها فسيأخذ الحديث بألبابنا ، و لربما طال بنا المُقام و القلوب مُشْرَئِبَّةٌ إلى سماعها بتمامها ، بَيْدَ أن الذي نود الحديث عنه هو ذلكم الشعور السلبي و الإحساس شبه المغيَّب عن استحضار الصور الحقيقية لفضائل الأعمال ، [size=21]لا سيما تلك الأعمال التي تستجلب الحسنات الكثيرة في مُقابل العمل الصغير، [/size] [size=21]والتي قد يفعلها جمهور من الناس غير أنه يقل من يستشعر أبعادها،[/size] [size=21] أو يدرك حقيقة أجرها، بغض النظر عن كون بعضهم يؤديها على شبه صورة [/size] [size=21]اعتيادية فضلاً عمن نأى بنفسه عنها بالكلية، مع أنه لو علم ما فيها من الأجر[/size] [size=21] والمثوبة لحكم على نفسه بالسفه والحِطّة، ولا جرم [/size] [size=21]ـ عباد الله ـ فعمر الإنسان مهما طال فهو إلى القصر أقرب [/size] [size=21]ولو استحضرنا قليلاً حديث النبي في قوله : [/size] (( أعمار أمتي ما بين ستين إلى سبعين ، و أقلهم من يجوز ذلك )) رواه الترمذي وغيره ، لو استحضرنا هذا الحديث ـ عباد الله ـ و قمنا بِقِسْمَة عُمر من بلغ الستين ، و جعلنا له من يومه ما يقارب سبع ساعات يأخذها في النوم ، فإن ثلث الستين سنة سيكون نوماً قطعاً ، و إن ما يعادل سنتين تقريباً سيكون لتناول الطعام لو قلنا بالوجبات الثلاث ، و ما يقارب خمس عشرة سنة يكون سن طفولة و صبوة دون التكليف ، و حينئذ لا يبقى له حقيقة من الستين إلا ما يقارب ثلاثاً و عشرين سنة ، كل ذلك يؤكد للمرء أنه أحوج ما يكون إلى كل مبادرة للعمل الصالح . أيها المسلمون ، إن في ضرب الأمثال غُنية و كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد ، فإليكم ـ عباد الله ـ أمثلة متنوعة نستطيع من خلال ذكرها أن ندرك جميعاً مدى الهوة السحيقة و البون الشاسع بيننا و بين المبادرة إلى الأعمال الصالحة . جاء عند مسلم في صحيحه أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يصلي على الجنازة ثم ينصرف ، فلما بلغه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ((من تبع جنازة فله قيراط)) ، قال ابن عمر رضي الله عنهما : (لقد فرطنا في قراريط كثيرة) . على تضييعه لهذه القراريط ، و لا غرو ـ أيها المسلمون ـ في ذلك ، فإن القيراط الواحد كجبل أحد . في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( من قال حين يصبح و حين يمسي : سبحان الله و بحمده مائة مرة حطت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر )) ، وعند مسلم أنه قال : (( أيعجز أحدكم أن يكسِب كل يوم ألف حسنة ؟ ! )) ، فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب أحدنا ألف حسنة ؟ قال : ((يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة)) ، و عند أحمد و أصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( من قال : سبحان الله و بحمده غُرست له نخلة في الجنة )) . فانظروا ـ يرعاكم الله ـ إلى هذه الحسنات الهائلة ، و إلى ما يقابلها من العمل اليسير ، حسنات يعُبُّ منها الإنسان عَبّاً لا غلاء و لا كُلفة غير توفيق الله لمن بادر ، ألا فليت شِعري أتُرون نخيل الجنة كنخيل الدنيا ؟ ! لله كم يُشترى أطايب النخيل في دنيانا ، نخلة في الجنة ثمنها سبحان الله و بحمده ، تالله لقد فرطنا في نخيل كثيرة ، فالله المستعان . هذا ـ عباد الله ـ في الذّكر ، فما تقولون في مَن حَسُن خُلقه ، فكفّ أذاه ، و خفض جناح رحمته ، و زَمَّ نفسه عن سفاسف الأمور لينال معاليَها ، فرحم و صدق , و بَّرَ و أوفى ، و هش في وجه أخيه و بش ، إن ظُلِم صبر ، و إن أخطأ اعتذر، لا يستنفره الغضب ، و لا يستثيره الحُمق ، فيه و في أمثاله يقول النبي صلى الله عليه و سلم (( [size=21]ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ،[/size] [size=21] و إن الله ليبغض الفاحش البذيء )) [/size] [size=21]رواه الترمذي [/size]، [size=21]و عند أبي داود و غيره أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [/size] (( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم )) . فيا لَلَّعجب ، إذا كان هذا هو أجر الخُلق فَعَلامَ البذاءة مِن أقوام ؟ ! و ما سِرُّ ضيق الصدر لدى آخرين ؟ ! و لم الحسد و الغرور و بطر الحق و غمط الناس ؟ ! ألا إن سلعه الله غالية ، ألا إن سلعه الله هي الجنة . عباد الله ، لقد جاء في أجور صيام النوافل و فضلها ما يعلم المُقصِّرُ من خلاله أنه كان من المفرطين ، و لو رَمَق المُفَرِّط بِمُقلتيه إلى نصوص السنة النبوية في فضل صيام النوافل لَعَلِم سر التحريض و الحث في تحصيلها ، و إدراك ما أمكن من الفرص التي يتأكد استغلالها . جاء في الحديث الصحيح أن ((من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر)) ، أي: كصيام سنة كاملة بعدد أيامها ، [size=21][size=21]و في الحديث الصحيح الآخر يقول النبي صلى الله عليه و سلم [/size][/size] [size=21]عن صيام ثلاثة أيام من كل شهر و هي أيام البيض : [/size] [size=25](( إنها كصيام الدهر )) ،[/size] أي : كصيام سنه كاملة . فلو نظرنا ـ عباد الله ـ إلى محصلة مجموع الصيامَين في السنة لوجدناهما يبلغان اثنين و أربعين يوماً ، فتكون النتيجة أن من صامها كاملة كان كمن صام سبعمائة و عشرين يوماً فيما سواهما ، أي أكثر من سبعة عشر ضعفاً، فلا إله إلا الله ، كم نحن مفرطون . عباد الله ، ما مضى ذِكره إنما هو جزء من كل ، و نقطة من محيط ، و الفرص الثمينة ما لِفَوَاتِها من عِوَض ، و إن انتهازها لدليل على قوة الإرادة النابعة عن عزم موفق ، فمن علم خيراً فليُبادر هواه لئلا يغلبه ، فلعله يظفر بما مُضِيُّ الوقت فيه هو الغُنْم، وعلى الضِّد يكون الغُرم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ( وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِىّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) [الكهف:28]. بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ، و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم ، قد قلت ما قلت ، إن صواباً فمن الله ، و إن خطأً فمن نفسي و الشيطان ، [size=12] [size=21]أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائِر المسلمين من كلّ ذنب و خطيئة ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم[/size][/size] | |
|
الاستاذ ابراهيم .
عدد المساهمات : 3855 تاريخ الميلاد : 16/11/1967 العمر : 57
| موضوع: رد: خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / التفريط فى الأعمال الصالحة للعضو فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى الإثنين يناير 03, 2011 12:24 pm | |
| الخطبة الثانيــة الحمد لله حمداً كثيراً طيباً كما أمر ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغاماً لمن جحد به و كفر ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبدَه و رسولَه سيدُ البشر ، و الشافعُ المشفع في المحشر ، صلى الله عليه و على آله و أصحابه السادة الغرر . أما بعد: اتقوا الله عباد الله ، ثُم اعلموا أن للتفريط في الأعمال الصالحة أسباباً كثيرة يطول حصرها ، غير أن من أهمها الغفلة عن مدى حاجة المرء المسلم إلى تحصيل مثل هذه الأجور المضاعفة ، و التي قد يَسُدُّ بها نقصاً كبيراً من الخلل الوارد على الفرائض ، ناهيكم عن التزود في الطاعة ، و الله جل وعلا يقول : [size=25]وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ[/size] [size=25] [البقرة: 197] . [/size] و من الأسباب كذلك توهم البعض من الناس أنهم بلغوا درجة عليا من كمال زائف في الجوانب الإيمانية ، مما شكّل حاجزًا منيعاً في الحيلولة دون اغتنام الفرص و زيادة نسبة الإيمان لدى الواحد منهم . و منها ـ يرعاكم الله ـ العجز و الكسل اللذان تعوَّذ منهما النبي صلى الله عليه و سلم ، و إن كان العاجز معذوراً في بعض الأحايين لعدم قدرته ؛ فإن الكسول الذي يتثاقل و يتراخى مع القدرة قد لا يُعذر، وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ لأعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ ٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْقَـٰعِدِينَ [التوبة:46]. و آخر الأسباب ـ عباد الله ـ كثرة الاشتغال بالمباحات و الإفراط فيها حتى ينغمس فيها المرء فيثقل و يركن إليها فيبرد ، و لذلك قال الإمام أحمد رحمه الله : " إني لأدع ما لا بأس فيه خشيه الوقوع مما فيه بأس ". [size=21]اللهم إنا نعوذ بك من الإثم ، اللهم إنا نعوذ بك من الإثم و ما حاك في الصدور ، [/size] [size=21]أو أن نَجُرَّ به على مسلم أو مسلمة إنك سميع مجيب . [/size]
هذا و صلوا و سلموا على نبينا و حبيبنا و قرة اعيننا عبد الله و رسوله [b][b][b][b] [b][size=25]محمد [b]بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم [/b][/b][/b][/b][/b][/b][/size] [b][b][b][b][size=21][b][size=21][b][size=21]صاحبِ الحوض و الشّفاعة ، [/size][/size][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/size] [b][b][b][b][size=21]و صاحب الوجه الأنور و الجبين الأزهر ، و الخلق الأكمل ،[/b][/b][/b][/b][/size] [b][b][b][b][size=21]كما أمركم بذلك ربنا و مولانا بأمراً بدأ فيه بنفسه ثم ثنى بملائكته و نحن من بعدهم [/b][/b][/b][/b][/size] [b][b][b][b][size=21]فقد قال و هو الصادق فى قيله و جل من قائل سبحانه [/b][/b][/b][/b][/size] [b][b][b][b]{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ [/b][/b][/b][/b] [b][b][b][b]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }[/b][/b][/b][/b] [size=21][الأحزاب: 56] و قال صلى الله عليه و سلم : (( من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا )) .[/size] [b][b][b]اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا محمد [/b][/b][/b] [b][b][b] [/b][/b][/b] [b][b][b] و على آله الطيبين الطاهرين [/b][/b][/b] و أرض اللهم عن أصحابه الكرام الغر المحجلين أبو بكر و عمر و عثمان و على و على العشرة المبشرين و على سائر الصحابة و التابعين و من سار على نهجهم إلى يوم الدين اللهمّ أعزّ الإسلام والمسلمين... ثم باقى الدعاء اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم اللهم أميـــــن أنتهت | |
|